دراسة تكشف عن دور الزلازل في مقتل سكان مدينة بومبي الإيطالية قبل ألفي عام

19 يوليو 2024
زوار يتجولون في موقع مدينة بومبي الأثري في إيطاليا، 4 أكتوبر 2023 (إيفان رومانو/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أبحاث جديدة تشير إلى أن بعض ضحايا بومبي عام 79 بعد الميلاد قد لقوا حتفهم بسبب زلزال تزامن مع ثوران بركان فيزوف، وليس فقط بسبب الصدمة الحرارية.
- الدراسة المنشورة في مجلة "فرونتيرز إن إيرث ساينس" توضح أن انهيار المباني وموت السكان قد يكون نتيجة لنشاط زلزالي متزامن.
- اكتشاف هيكلين عظميين في مايو 2023 يدعم فرضية أن الزلازل كانت سبباً إضافياً للوفيات، مما يستدعي دراسات متعددة التخصصات لفهم الأثر الكامل.

أفادت أبحاث جديدة، نُشرت الخميس، بأن بعض الضحايا الذين لقوا حتفهم في بومبي بعد ثوران بركان فيزوف المدمّر عام 79 بعد الميلاد ربما قضوا بسبب زلزال حصل بالتزامن.

ويدرس الباحثون منذ عقود ما إذا كان النشاط الزلزالي حصل أثناء ثوران بركان فيزوف قبل نحو ألفَي عام، وليس قبل ذلك بقليل، كما ذكر القاضي الروماني بلينيوس الأصغر في رسائله.

ووفرت الدراسة التي نشرتها الخميس مجلة فرونتيرز إن إيرث ساينس الأكاديمية المختصة بالكيمياء الجيولوجية وعلم الزلازل، معطيات جديدة على الموقع الأثري الشهير، إذ اعتبرت أنّ "من أسباب انهيار المباني وموت السكان" في بومبي زلزالاً واحداً أو أكثر بالتزامن.

أشار معدّو الدراسة إلى أن النتائج التي توصلوا إليها "تُبيّن أن آثار انهيار المباني الناجمة عن زلازل متزامنة (نشاط زلزالي في وقت الثوران) ينبغي اعتبارها سبباً إضافياً للوفيات في بومبي القديمة". كما لاحظوا "عدم الإبلاغ عن أي دليل حتى الآن" على الأضرار الناجمة عن الزلزال الذي وقع في وقت الثوران، رغم وفرة الأدبيات عن الأضرار التي سببتها الزلازل قبل انطلاق حمم فيزوف.

ويقدّر علماء الآثار أن 15 إلى 20% من سكان بومبي لقوا حتفهم أثناء ثوران البركان، ويرجع ذلك بصورة رئيسية إلى الصدمة الحرارية الناجمة عن سحابة الغاز والرماد الضخمة التي غطت المدينة.

ودُفنت بومبي بعد ذلك تحت الرماد البركاني، ممّا أدى إلى الحفاظ بشكل تام على منازل المدينة الرومانية والمباني العامة والأغراض وحتى السكان، إلى حين اكتشافها في أواخر القرن السادس عشر.

وفي مايو/ أيار 2023، اكتشف علماء الآثار هيكلين عظميين لرجلين يبدو أنهما لم يُقتلا بسبب الحرارة وسحب الغاز والرماد، بل بفعل الصدمة الناجمة عن انهيار الجدران. إذ كانت اليد اليسرى لأحد الرجلين اللذين عُثر عليهما، مرفوعة لحماية رأسه. لاحظ معدّو الدراسة أن "هذه الصدمات تشبه تلك التي يتعرض لها الأشخاص في الزلازل الحديثة". واعتبروا أن انهيار الجدران لم يكن بسبب سقوط الصخور والحطام، بل بسبب النشاط الزلزالي.

ودعا الباحثون إلى التعمق في الدراسات من خلال اعتماد نهج متعدد التخصصات يتعاون فيه علماء الآثار والمتخصصون في علوم الأرض، لمعرفة ما إذا كانت الخسائر البشرية الناجمة عن انهيار المباني بفعل الزلازل تشمل أكثر من هذين الشخصين.

(فرانس برس)

المساهمون