ودّع الفلسطينيون عصر اليوم السبت الفنانة ريم بنّا إلى مثواها الأخير في مدينة الناصرة، بعد صراعها مع مرض السرطان منذ تسع سنوات.
وشارك فنانون وسياسيون وجمهور ريم بنّا من محبي فنها في الجنازة التي انطلق موكبها من قاعة كنيسة الروم الأرثوذكس، في ساحة العين إلى شارع بولس السادس، ثم شارع توفيق زياد إلى مقبرة اللاتين في حي الكراجات.
وغطى العلم الفلسطيني جثمانها، ورقد رأسها على اللفحة الفلسطينية ولبست الفستان التراثي الفلسطيني.
وكانت بنّا قد كتبت على صفحتها الشهر الماضي "سيصدر ألبومي الجديد في 20 نيسان/إبريل 2018 وهو مرفوع إلى المقاومة الفلسطينية".
ريم بنا مواليد الناصرة عام 1966، وهي كاتبة وملحنة ومغنية وحصلت على "جائزة ابن رشد للفكر الحر" عام 2013.
درست ريم الموسيقى والغناء في المعهد الموسيقي العالي في موسكو.
والدة ريم بنا الشاعرة زهيرة صباغ نعتها قائلة: "كل الوقت أقول لها يا غزالة قومي أردت لها أن تقوم من مرضها. ولكن هي هربت من فلسطين الخضراء التي تحب أن تكون فيها. وتركت لنا ثوبها القديم. لكنها معنا طول الوقت. ترجيتها أن تأخذ عمري، وأن تبقى، الله أخذ أجمل ما عنا أخذ نصفنا. هذه ريم يحبها الصغار والكبار قمر أبو ليلة".
أما الفنانة ريم تلحمي فقالت: "فلسطين كلها سوف تريني كمية الحب وحتى في مواقع التواصل الاجتماعي والفيسبوك نرى محبة ريم بنا في قلوب الناس، في كل أنحاء الوطن العربي وفلسطين. خسارة كبيرة، غادرت باكراً جداً. المرض أقوى من كل شيء، الموت أقوى من كل شيء، خسارة كبيرة للمشروع الثقافي الفلسطيني خسارة كبيرة للأغنية الفلسطينية".
أما على مستوى الموسيقى ففقدت فلسطين هذا اللون من البوب روك المستلهم من التراث الفلسطيني، وعن ذلك قال سعيد مراد الموسيقي والملحن من مدينة القدس: "ريم بنّا موسيقية مجددة لها أسلوبها الفني الذي عملت فيه، أهميتها أنها مثابرة، لم تترك فراغاً في أي مكان. استمرت في العمل منذ أن رجعت من روسيا. واستطاعت أن تصل الى أماكن كثيرة. وعملت على تجارب كثيرة على المستوى الموسيقي. وتأثيرها واضح في كثير من المواقع في فلسطين والعالم".