الفتة قد تغيب عن مائدة المصريين خلال عيد الأضحى

31 يوليو 2020
المتنزهون قلّة في (سامر عبدالله/ فرانس برس)
+ الخط -

عيد الأضحى لدى المصريين هو عيد "اللحمة"، وعادة ما تكون سفرة الفطور عامرة خلاله. ولا ينسى المواطنون إعداد الفتة مع اللحم كطبق رئيسي، تضاف إليه الصلصة الحمراء مع "دقّة الثوم" المصرية الشهيرة. لكن إجراءات التباعد الاجتماعي التي فرضها تفشي فيروس كورونا قد تمنع العائلات من الاجتماع في العيد على الرغم من تراجع أعداد الإصابات. 
قبل كورونا، لم تكن البيوت والشوارع لتخلو من مظاهر الاستعداد لعيد الأضحى. هذا العام، انتشر بعض الباعة الجوالين لبيع خروف العيد عند الشارات وعلى مفارق الطرقات، فيما انشغل آخرون بتحضير الحلوى والكعك. في هذا الإطار، يتحدث بعض التجار عن تراجع الشراء هذا العام نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المصريون، والتي تزامنت مع انتشار كورونا. 
ويقول أحد تجار بيع الأضاحي في منطقة العباسية (وسط القاهرة): "الغلاء ليس أمراً جديداً في هذه المناسبات، خصوصاً أنه يتزامن مع الاستعداد للعام الدراسي الجديد والسفر لقضاء عطلة الصيف وغيرها، ما يؤثر على دخل الأسر التي تقرر شراء الأضاحي. إلا أن هذا العام على وجه خاص أكثر اختلافاً، بعدما أضاف كورونا أعباء اقتصادية ونفسية جديدة في كل بيت". ويسأل: "هل تشتري الناس الكمامات أو المطهرات أو الأدوية أو اللحوم؟".

وتختلف أسعار لحوم الأضاحي بحسب وزنها ونوعها. كما تختلف من منطقة إلى أخرى. وفي بعض الأحيان، تنخفض الأسعار قليلاً كلما اقترب العيد، لتشجيع الناس على الشراء، بحسب التاجر. ويصل سعر كيلو اللحم البقري إلى نحو 60 جنيها (نحو 4 دولارات)، وكيلو لحم الجاموس إلى 55 جنيهاً (نحو ثلاثة دولارات ونصف الدولار)، وكيلو لحم الماعز إلى 60 جنيهاً. ويصل سعر الجدي بالكامل إلى 2000 جنيه (نحو 125 دولاراً أميركياً). أما سعر الجمل، فيصل إلى 30 ألف جنيه (نحو 1878 دولاراً) بحسب الحجم والوزن. ويعد الجمل السوداني أغلى من الجمل الإثيوبي والصومالي.
من جهة أخرى، ساهم اختفاء الشوادر من الشوارع في تراجع بيع الأضاحي، إذ إن قوات الأمن المصرية، وبالتنسيق مع وزارة الزراعة، تقوم بحملات دورية تستهدف شوادر بيع الأضاحي للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات، والتزامها بالإجراءات المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا. وقررت السلطات المصرية حظر إقامة شوادر لعرض وبيع الأغنام والماشية في الشوارع الرئيسية والميادين والحدائق في عدد من المحافظات. وفي حال الموافقة على إقامتها، يكون ذلك بعيداً عن أعين المارة. وفي حال المخالفة، تدفع غرامة مالية قدرها 3000 جنيه (نحو 180 دولاراً أميركياً) وإعادة الشيء إلى ما كان عليه لضمان الالتزام بالشروط البيئية السليمة.
وكان نقيب الفلاحين المصريين حسين أبو صدام، قد أكد تراجع الإقبال هذا العام ‏على سوق الأضاحي بمعدل 25 في المائة، نتيجة تراجع القوة ‏الشرائية بشكل عام خصوصاً في ظل جائحة كورونا، إضافة إلى استيراد عجول حية في الأسواق قبل فترة بهدف تسمينها.
في المقابل، حرصت بعض المتاجر الكبرى على طرح عروض للعيد، من خلال تخفيض أسعار اللحوم والدواجن، أو تقديم نصف كيلو كبدة مع كل كيلو لحم، وغيرها من العروض.

ويتمنى المصريون السماح للمصلين بالصلاة في الساحات الواسعة فقط دون المساجد، مع مراعاة التباعد بين المصلين، وإن كانوا يرجحون منع إقامة الصلاة كلياً كما حدث خلال عيد الفطر، إذ بثّت صلاة العيد عبر مسجد كبير في القاهرة، ونقلت عبر التلفزيون، مع إمكانية السماح للمساجد بإذاعة التكبيرات عبر مكبرات الصوت وإغلاق المسجد حتى انتهاء موعد صلاة العيد.
أما في البيوت، فقد كان الإقبال على إعداد الكعك والحلوى أقل بالمقارنة مع عيد الفطر الماضي. لكن في الوقت الحالي، تراجع الحماس كثيراً. وقد تكتفي أسر مصرية بإعداد الترمس والحمص فقط.  
وفي مقارنة تعكس زيادة الوفيات في مصر بسبب كورونا، علمت "العربي الجديد" من مصادر رسمية في وزارة الصحة المصرية أنّ عدد الوفيات بمختلف الأسباب في شهر يونيو/ حزيران 2020 وصل إلى 80 ألفاً، مقارنة مع 40 ألفاً في يونيو/ حزيران 2019.

المساهمون