الغزّاويون يلتقطون "الصور التذكاريّة" الأليمة مع صواريخ الاحتلال

13 اغسطس 2014
أطفال يلهون بصاروخ لم ينفجر (العربي الجديد)
+ الخط -
مخلّفات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة تلفت انتباه عدد كبير من الفلسطينيين الذين أخذوا يتجمّعون حولها لالتقاط صور تذكارية، رغم خطورة بعضها، خصوصاً الصواريخ التي لم تنفجر. لكنّ الأهالي يعتبرون ذلك نوعاً من تحدّي الاحتلال. 

فقد ترك الاحتلال الإسرائيلي خلفه دروعَ جنودٍ وألبسة عسكرية مختلفة وآليات معطوبة، بعد توغّل بريّ محدود شنّه على حدود القطاع. وفور إعلان وقف إطلاق النار لثلاثة أيام، توجّهت أعداد كبيرة من مواطني شرق قطاع غزّة لتفقّد بيوتهم وقد نالت منها قذائف إسرائيلية عشوائية. 

الشاب معين جندية، من سكّان حيّ الشجاعية، شرقي غزّة، يقول لـ"العربي الجديد"، إنّه وجد بين ركام منزله المدمر "صاروخاً لم ينفجر، ومعلّبات غذائية بماركة إسرائيلية ودرعاً ممزّقاً، إضافة إلى أعداد كبيرة من أوعية الرصاص الفارغة". وعندما رأى صاروخاً غير منفجر لم يفكّر إلا بأن يلتقط لنفسه صورة معه، هو وأطفاله. ورغم إقراره بخطورة ذلك، إلا أنّه يرى في سلوكه "تحدّياً للاحتلال وإظهاراً لقوّة الشعب الفلسطيني وصلابته".
كذلك ظهرت، للمرّة الأولى في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، براميل متفجرة ألقتها طائرات إسرائيلية على رؤوس المواطنين، لتذكّرهم بسلوك نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري. ووجد بعض الغزّاويّين أجزاء ضخمة من صواريخ ألقتها طائرات "إف 16"، وقذائف أطلقتها دبّابات على منازل وأراضٍ زراعية، لم تنفجر بعد.
كذلك التقط أهالي من غزّة صوراً تذكارية قرب صواريخ ضخمة زاد طول بعضها وعرضها عن طول الإنسان وعرضه، وقام البعض بتصوير أبنائهم وهم يجلسون على صاروخ ضخم، وقد عَلَت البسمات شفاههم، تأكيداً على حبّ الفلسطيني للحياة، رغم صعوبة الظروف المحدقة به وخطورتها. 

يقول أبو السعيد سمارة، من حيّ الزيتون، شرقي غزّة، إنّه "لا يوجد بيت في قطاع غزّة لم يتضرّر من العدوان، ولا يوجد بيت لم تصله قذائف أو شظايا"، ويتابع، لـ"العربي الجديد": "هي تذكارات أليمة سيحتفظ بها الفلسطينيون ليخلّدوا ذكرى عدوان أخذ مَن أخذ من عائلاتهم وبيوتهم".
ووجد جاره، أبو خليل مطير، جزءاً كبيراً من صاروخ ضخم أطلقته طائرة حربية إسرائيلية، وشظايا كبيرة داخل منزله. وقد دعا "إلى تجميع مخلّفات العدوان الإسرائيلي في معرض يوضح مدى الإجرام الإسرائيلي في الحرب على المدنيين الفلسطينيين".

المساهمون