العيد في مصر..صلاة وتظاهرات ودعاية انتخابية وسط أسلاك شائكة

28 يوليو 2014
إغلاق مداخل ومخارج ميدان التحرير (محمد الشهيد/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أغلقت قوات الأمن المصرية، قبل ساعات قليلة من أداء صلاة عيد الفطر، جميع مداخل ومخارج ميدان التحرير، وسط القاهرة، وفرضت طوقاً أمنياً ووضعت أسلاكاً شائكة في محيط مسجد عمر مكرم، المطل على الميدان، والذي من المقرر أن تُقام فيه صلاة العيد، الممنوع أداؤها في الميدان، كما في أعوام مضت.

ولم يكن ميدان التحرير فقط القابع في القبضة الأمنية المصرية، بل إن مسجد رابعة العدوية، الذي شهد اعتصام أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، والذي انتهى بمذبحة بشرية في 14 أغسطس/ آب من العام الماضي، مُغلق أيضاً بقرار رسمي، في وجه المصلين.

فقد أعلنت الحكومة المصرية عن عدم السماح بأداء صلاة العيد في مسجد رابعة العدوية، ومسجد الفتح بمنطقة رمسيس، خشية خروج التظاهرات منه عقب الصلاة، وبدعوى استكمال ترميمهما، كما قالت الحكومة.

وعلى الرغم من ذلك، دعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب العسكري"، إلى حراك ثوري خلال عيد الفطر لـ"تجديد العهد للشهداء" واستعداداً لأسبوع حراك ثوري جديد، في ذكرى مذبحة رابعة العدوية.

وقال التحالف، في بيان أصدره يوم السبت الماضي: "ندعو الشباب والطلبة، لقيادة التصعيد الثوري بالعيد، ونفوّضهم في اتخاذ الإجراءات المناسبة لإحراز تقدم ثوري جديد".

وكانت وزارة الأوقاف المصرية قد خصصت 3800 ساحة لأداء صلاة العيد في القاهرة والمحافظات، وحذرت، في بيان لها، من "استغلال ساحات العيد في أي دعاية انتخابية أو حزبية".

وأكدت وزارة الأوقاف أن ساحات العيد، وفق قانون ممارسة الخطابة، في حكم صلاة الجمعة، ويجب أن تكون تحت الإشراف الكامل للوزارة، وأن تقتصر الخطابة فيها على المصرّح لهم بالخطابة، وأن تكون في إطار المناسبة بعيداً عن أي توظيف سياسي أو حزبي أو انتخابي، وأن يكون الأداء في ضوء الخطبة التي حددتها الوزارة.

لكن حملات دعائية واسعة للانتخابات التشريعية المقبلة في مصر، وجدت في ساحات صلاة العيد فرصة للترويج لمرشحي الأحزاب السياسية المختلفة والمستقلين.

وبينما اختفت رموز جماعة الإخوان المسلمين عن المشهد السياسي المصري العام، فإن تخوفات لاحت في الأفق أخيراً من مستقبل الحياة السياسية المقبلة في مصر، خاصة مع إغراق شوارع محافظتي القاهرة والجيزة بمئات اللافتات والملصقات الدعائية لغايات انتخابية لرموز وأعضاء في الحزب "الوطني" المنحلّ (الحزب الحاكم في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك).

ولم يكن رموز جماعة الإخوان المسلمين وحدهم مَن اختفوا عن المشهد العام في مصر، نظراً لوجود معظمهم في السجون والمعتقلات، فقد اختفى جانب كبير من مظاهر العيد مع اختفاء جماعة الإخوان المسلمين عن المشهد السياسي والاجتماعي، مثل حفلات الأفراح الجماعية التي كان يقيمها قسم البر في الجماعة للأيتام، أو "شوادر" توزيع اللحوم والمواد الغذائية على الفقراء في المحافظات المختلفة.