وذكرت "المنظمة الدولية"، في تقريرها، نشر على موقعها الإلكتروني، يوم الأربعاء، أنّه أثناء الحرب، أطلقت القوات الإسرائيلية عشرات الآلاف من قذائف المدفعية والدبابات على مناطق سكنية مكتظة بالسكان، وشنّت هجمات جوية على المنازل في مختلف أنحاء قطاع غزة، فقتلت عائلات بأكملها في العديد من الحالات. وقصفت مدارس كانت تؤوي مدنيين وهاجمت مستشفيات وعاملين طبيين، بمن فيهم أطقم سيارات إسعاف، كانوا يحاولون إخلاء القتلى والجرحى.
واستند التقرير، إلى أدلة دامغة، بحسب المنظمة، إلى استهداف جيش الاحتلال لأهداف مدنية وسيارات إسعاف كانت تنقل مصابين فلسطينيين.
وأشارت المنظمة في تقريرها، إلى أن الجيش الإسرائيلي نفّذ "تعليمات هنيبعل"، وهي أمر عسكري مثير للجدل، الغرض منه التعامل مع حالات أسر الجنود، إذ انصبت النيران كالجحيم على الحي المحيط بالنفق، على الرغم من المخاطر المترتبة على ذلك بالنسبة للمدنيين وبالنسبة للجندي الأسير.
وأدى القصف، الذي استمر أربعة أيام، إلى مقتل ما لا يقل عن 135 مدنياً، وإلى جرح عدد أكبر من ذلك، وتدمير مئات المنازل أو إلحاق أضرار بها، بحسب تقرير المنظمة.
كما نقلت المنظمة شهاداتٍ حيّة، ونقلت عن إيد غبون، أحد سكان رفح، قوله "إنّ ما رأيناه لم يكن مجرد حرب؛ بدا وكأنه مفرمة لحم تطحن لحوم البشر دون رحمة".
ووصف شهود عيان فلسطينيون، كيف أمطرت الطائرات النفاثة والطائرات بلا طيار والمروحيات والمدفعية تقاطعات الطرق بالنيران، دون تمييز، لتصيب المركبات وسيارات الإسعاف والمشاة العائدين إلى بيوتهم إبان وقف مقرر لإطلاق النار. وتشير جميع هذه الأدلة، وفقاً للتقرير، إلى أن القوات الإسرائيلية قد ارتكبت جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، في رفح، ويتعين أن تخضع الآن للمحاسبة.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ عدواناً واسعاً على قطاع غزة، الصيف الماضي، ودك القطاع بالصواريخ من البر والبحر والجو، واجتاح مناطق عدّة، مما أسفر عن استشهاد 2200 فلسطيني، 550 منهم من الأطفال، وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين، فضلاً عن دمار واسع في المنازل والبنى التحتية.
اقرأ أيضاً: السلطة الفلسطينية تقدم معلومات لا "ملفات تحقيق" للجنائية الدولية