العراق يغلق مخيماً للنازحين بعد تسجيل إصابات بكورونا بين سكانه

16 يونيو 2020
تعاني مخيمات النزوح إهمالاً صحياً كبيراً (Getty)
+ الخط -

أقدمت السلطات الصحية العراقية، على إغلاق مخيم للنازحين في منطقة شرقي العاصمة بغداد، بعد تسجيل إصابات بفيروس كورونا وحالات أخرى مشتبه بها ضمن العوائل التي تسكنه، فيما أجبرت عوائل على النزوح من المخيم هرباً من تفشي الوباء.

ومع التصاعد الخطير في أعداد الإصابات اليومية في البلاد، تشهد مخيمات النزوح إهمالاً صحياً، إذ إنها تفتقد لأدنى الخدمات الصحية، لمواجهة الفيروس، وسط تجاهل من قبل الجهات المسؤولة.

وسجّل العراق خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية أكثر من ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع إجمالي المصابين إلى 21315، فضلا عن 652 حالة وفاة وأكثر من تسعة آلاف حالة شفاء

وأعلن أمس عن إصابات وحالات اشتباه بالفيروس في مخيم "مريم العذراء" الذي يضم 114 أسرة مهجرة من محافظة نينوى.

وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية، فاضل الغراوي، إنّ "الفرق الصحية أغلقت المخيم الواقع في منطقة زيونة (شرقي بغداد)، بعد تسجيل إصابات وحالات اشتباه بكورونا"، مبينا في تصريح صحافي، أن "فرق المفوضية تتابع الأوضاع الإنسانية والصحية للأسر النازحة في المخيم، والذي يسكنه 345 فردا، جميعهم من الموصل".

وأكد، أنه "تم إغلاق المخيم ومنع دخول أي جهة إليه بأمر من وزارة الصحة، بسبب وجود حالات مشتبه بها"، مشيرا إلى أنه "تم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة من قبل الوزارة للتأكد من الحالات المشتبه بها، والتي تم حجر أصحابها في الكرفان الذي يسكنون فيه داخل المخيم حتى تظهر نتائج التحاليل".

من جهته، أكد مسؤول في وزارة الصحة، أن الفرق الصحية نقلت العينات المشتبه بإصابتها في المخيم، إلى المختبرات المختصة"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "إغلاق المخيم ومنع الدخول إليه جاء حرصاً على منع تفشي الإصابات فيه، وأنه ستكون هناك إجراءات أخرى في حال تأكدت الإصابات".

وأشار المسؤول (وهو غير مخوّل بالتصريح) إلى أن "الوزارة غير مسؤولة عن توفير السكن البديل للنازحين، بقدر ما أن مسؤوليتها تنحصر بالإجراءات الصحية، وأن توفير السكن هو من واجبات وزارة الهجرة والحكومة المركزية"، مؤكدا أنه "تم تسجيل حالات اشتباه في مخيمات أخرى، سيتم التأكد منها".

وأجبرت عدّة عوائل على النزوح من المخيم، خوفا من انتشار الفيروس، محملة الحكومة مسؤولية توفير السكن والدعم له افي ظل هذه الظروف.

وقال النازح أبو غسان، لـ"العربي الجديد" "إن وزارة الصحة أغلقت المخيم علينا، ومنعت الدخول إليه، ما أثار حالة رعب وخوف بين العوائل الساكنة فيه"، مضيفاً "أجبرنا نحن وعدد من العائلات الأخرى على الهرب من المخيم، بحثاً عن مكان آمن لنا، واضطررنا إلى تأجير سكن لنا بمبلغ مالي كبير".

وحمّل الحكومة الحالية والسابقة مسؤولية "إهمال مخيمات النزوح من كافة النواحي، الصحية والمعيشية ومن أدنى مقومات الحياة"، مبينا أن "الإهمال هو سبب تفشي الفيروس داخل المخيم، والحكومة هي المسؤولة عن ذلك".

وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت أخيرا، من تفشي فيروس كورونا في مخيمات النزوح في العراق، داعية السلطات إلى مراعاة ظروف الأزمة الراهنة، إلا أن الحكومة لم تتخذ أي إجراءات صحية لحماية النازحين، ولا أي خطوات سياسية لإعادتهم الى مناطقهم التي تسيطر عليها المليشيات وتمنعهم من العودة إليها.

المساهمون