أعلنت مليشيا " فرق الموت" التابعة لـ"حزب الله" العراقي، اليوم الجمعة، مسؤوليّتها عن خطف العمال الأتراك الـ 18، الأسبوع الماضي، مشترطة على الحكومة التركية، "وقف تدفق المسلحين، وتصدير النفط من كردستان، ورفع الحصار عن مناطق في سورية"، مقابل إطلاق سراحهم.
وبثّت المليشيا، التي أطلقت على نفسها اسم (فرق الموت)، شريطاً مصوّراً عرضت فيه العمال الـ 18 وهم مرتبون على ثلاثة صفوف، وعرّفوا عن أنفسهم باللغة التركيّة، وخلفهم عدد من المسلّحين الملثمين ولوحة كتبت عليها عبارتا (لبيك يا حسين) و(فرق الموت).
وأعلنت عدّة مطالب وجهتها إلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وهي "إيقاف تدفق المسلحين من تركيا إلى العراق، وإيقاف تصدير النفط المسروق من كردستان عبر الأراضي التركيّة".
كما طالبت بـ"رفع الحصار عن الفوعة وكفريا ونبل والزهراء في سورية، والسماح بوصول الاحتياجات لهذه المناطق كخطوة أولى في هذا الملف".
وحذّرت المليشيا من "عدم استجابة أردوغان لهذه المطالب"، مهدّدة بـ"سحق المصالح التركيّة في العراق بأعنف الوسائل"، بحسب تعبيرها.
وتعّد مليشيا "فرق الموت" إحدى الفصائل التابعة لمليشيات "حزب الله" فرع العراق، وقد داهمت القوات العراقية مقرّها في بغداد، عقب عملية الاختطاف، لكنّها قوبلت بكثافة نار ومجابهة عنيفة من قبل المليشيا، مما أجبر القوات الأمنيّة على الانسحاب، بعد أن قتل أحد عناصرها وأصيب ثلاثة آخرون.
من جهته، قال مصدر أمنيّ، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأجهزة الأمنيّة تعلم، منذ اليوم الأول من عملية الاختطاف، الجهة التي اختطفت الأتراك، لكنّها حاولت الإفراج عنهم من دون الحاجة إلى اللجوء إلى المواجهات العسكريّة".
وأضاف أنّ "الأجهزة الأمنيّة اشتبكت مع تلك الجهة في شارع فلسطين في بغداد، محاولة الإفراج عن المختطفين، لكنّها لم تستطع بسبب قوة الفصيل المسلح الذي أوقع قتلى وجرحى في صفوف القوة الأمنيّة".
وبحسب المصدر، فقد تحرك "قادة الأجهزة الأمنية خلال هذه الفترة مع بعض الجهات السياسية، على كتائب حزب الله العراق والتي ينتمي لها الفصيل المسلح المتورّط بعمليّة الاختطاف، وحاوروهم بشأن إطلاق سراح المختطفين"، مبينا أنّ "الكتائب أكّدت أن العمال في مكان آمن وهناك عدّة شروط ستقدّمها إلى الحكومة التركيّة مقابل الإفراج عنهم".
وأشار الى أنّ "الكتائب رفضت أيّ حوار آخر، كما رفضت تدخل أيّة جهة بالموضوع، على اعتبار أنّه موضوع له علاقة بأمن العراق"، كما أنّها "تحاول الحصول على فدية ماليّة كبيرة من تركيا مقابل الإفراج عنهم، قالت إنّها ستستغل الفدية لتجهيز وتسليح عناصرها لقتال داعش".
بدوره، انتقد الخبير بشؤون الجماعات المسلّحة، إبراهيم الفهداوي، في حديث مع "العربي الجديد"، "لجوء القوات الأمنية إلى التفاوض مع المليشيات وعدم قدرتها على تطبيق القانون ضدّهم"، مؤكّدا أنّ "هذا الحادث سيؤثر سلبا على الأوضاع الأمنية المتردية في بغداد، ويدفع كافة فصائل المليشيات الأخرى إلى اللجوء لأعمال الخطف لتمويل نفسها، بعد أن ثبت لها عدم قدرة القوات الأمنيّة على محاسبتها".
اقرأ أيضاً: العراق: مقتل قائد مليشيا "حزب الله العراقي" واثق البطاط