وافتتح الظواهري حديثه بالإشارة إلى رغبته في تقييم "ما يسمى بالربيع العربي" على حد وصفه، من خلال تقييم تجربة الإخوان المسلمين في مصر.
وزعم أن الربيع العربي فشل في مصر وتونس واليمن، واستثنى ليبيا بقوله "والله أعلم بمصيره في ليبيا"، لكنه أكد أنه "انتصر في بلاد الشام".
وعاد زعيم تنظيم "القاعدة"، في الشريط المصور، والذي امتد لقرابة 12 دقيقة، إلى تأسيس جماعة الإخوان، وعلاقة مؤسسها حسن البنا، بالسلطة، والملك فؤاد، والملك فاروق، وتبريره للحكم الدستوري، ومدح دستور 1923، والذي وصفه بـ "الدستور العلماني".
كما وصف البنا بأنه "بالغ في المغالطة عندما مدح دستور عام 1923 العلماني، زاعماً أن "القواعد الأساسية التي قام عليها هذا الدستور لا تتنافى مع الإسلام".
ولخص الظواهري موقف البنا آنذاك، بقوله: "فهو بدأ حركته بتأييد الملك فؤاد، الذي كان حاكماً فاسداً يحكم بموجب دستور علماني، وكان الملك أداة في يد الإنكليز، وجاء بعده فاروق، الذي بالغ البنا في تأييده، وأعلن مبايعة الإخوان له، وفاروق لم يكن ليقبل بهذه البيعة، وإن سرّ بها، فهو ملك يحكم بدستور علماني يخضع لسلطة الإنكليز".
وأضاف: " تراجع حسن البنا عن أفكاره تلك، وكتب مقالة قبل وفاته بـ 8 أشهر أقر فيها بأن ما في الدستور والقانون في مصر لا يجعل مصر دولة إسلامية".
لكن الظواهري عاد في آخر التسجيل لينتقد جماعة الإخوان، لأنهم كرروا أخطاء البنا ذاتها، قبل أن يتراجع.
وتحدث عما اعتبره تخلي الإخوان عن "معركة المصحف"، حيث عدد تحالفاتهم مع السلطة السياسية في مصر، خلال العقود التي تلت اغتيال حسن البنا.
وقال في هذا السياق: "تحالفوا مع عبد الناصر ضده (الملك فاروق)، ثم انقلب عليهم الأخير، وكان من قضاته أنور السادات، الذي حكم بالإعدام على فقيه الجماعة المستشار عبد القادرعودة ورفاقه، ثم تحالفوا مع السادات، فأفسح لهم حرية الحركة، ثم تحالفوا مع مبارك، قاتل كمال السنانيري، وساروا في مظاهرة النفاق من مجلس الشعب إلى القصر الجمهوري، ليبايعوه لمدة ثانية، وتمتعوا معه بقدر من الحرية في صفقة سيئة لتنفيس غضب الشباب، ثم انقلبوا عليه، واصطفوا إلى جانب البرادعي، مبعوث العناية الأميركية، وتحالفوا مع المجلس العسكري عندما قامت الثورة".
ووصف الظواهري محمد مرسي بأنه "رئيس علماني لدولة علمانية"، منتقداً تبني جماعة الإخوان المسلمين للدولة الوطنية.
وتابع: "مرسي في التوصيف الشرعي حاكم علماني لدولة علمانية، يشبه مبارك، ويقر مثله بالشرعية الدولية واتفاقيات الاستسلام مع إسرائيل، والشركة مع أميركا، ولا يختلف عنه سوى بأنه التزم بالديمقراطية أكثر منه، وأفسح المجال أمام رموز التيار الجهادي".
وادعى الظواهري أن إتاحة مرسي المجال للتيار الجهادي، هي "إحدى جرائمه التي لن تغفرها له أميركا".
ويتزامن هجوم الظواهري على جماعة "الإخوان المسلمين"، مع الذكرى الثالثة لمجزرة رابعة العدوية، والتي أوقعت مئات القتلى والجرحى من المصريين الرافضين للانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، على الرئيس السابق، محمد مرسي.