كانت المرة الأولى التي ظهر خلالها السيسي بالبدلة العسكرية منذ توليه رئاسة الجمهورية عندما ذهب ليتفقد قوات الجيش الثاني الميداني بمنطقة العريش عقب الهجوم الذي قام به مسلحون تابعون لما يسمى "تنظيم ولاية سيناء"، كان هو الأكبر في سيناء منذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو/تموز 2013.
ويرى خبير سياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيحية أن السيسي يحاول بخطوة العودة إلى ارتداء البدلة العسكرية تأكيد قوته، وأن المؤسسة العسكرية مازالت تدعمه وتقف خلفه"، مضيفا "السيسي يسعى لإيصال رسالة للقوى السياسية، ورؤساء الأحزاب، وقوى معسكر 30 يونيو التي بدأت تتململ وترى أن السيسي يتراجع عمّا وعد به في بداية الانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي، فسعى للتأكيد أنه ما زال في موقف قوة بدعم المؤسسة العسكرية له".
اقرأ أيضا: عمرو دياب يردّ على أحمد موسى: مبروك قناة السويس
وأشار الخبير السياسي إلى أن "الخطوة تحمل معنى آخر مهماً وهو تأكيد توطيد معنى أن القوات المسلحة هي المؤسسة التي نفّذت المشروع، وهي صاحبة الإنجاز وليست أي جهة مدنية أخرى، لترسيخ أن أي عمل يتم إنجازه في وقت سريع لن يكون إلا برعاية المؤسسة العسكرية، ليرسخ عند المواطنين البسطاء فكرة أن البلد في حاجة لرئيس عسكري".
وتابع الخبير السياسي: "لم يكن حديث اللواء عصمت مراد مدير الكلية الحربية، منذ أيام قليلة، على هامش تخريج دفعة جديدة من الكلية، والذي قال فيه إن طلاب الكلية الحربية يعرفون تماما أنهم قادة المستقبل، هم "الوزراء، والمحافظون، والسفراء، ورؤساء الجمهورية، والمديرون بزلة لسان، ولكنه تعبيرٌ عن حقيقة راسخة لدى أبناء المؤسسة العسكرية بأنهم أوصياء على هذا البلد".
ويقول خبير سياسي آخر "السيسي يسير على نهج مثَله الأعلى جمال عبد الناصر، فهو يريد أن يُضفي شرعية على نظام حكمه من خلال التأسيس لمشروعات كبيرة "قومية" بشكل يدفع المصريين للالتفاف حوله نظرا لتفهمه بأن شرعيته هشّة"، وتابع "الفرق بين عبد الناصر والسيسي في هذا الإطار هو أن الزعيم الراحل عندما قام ببناء السد العالي على سبيل المثال بنى مشروعا حقيقيا، وليس مشروعا وهميا كما فعل السيسي في التفريعة الجديدة لقناة السويس التي حاول تصديرها للعالم والمصريين على أنها مشروع قومي سيُدرّ دخلا مهولا للاقتصاد المصري".
وأضاف "السيسي يريد ترميم شرعيته التي تآكلت خلال العام الماضي بهذا المشهد التمثيلي الذي ظهر به اليوم خلال افتتاحه للتفريعة الجديدة لقناة السويس".
وقد أطل السيسي ببدلته العسكرية قبل ساعات من الافتتاح الرسمي لتفريعة قناة السويس الجديدة، التي من المقرر تدشين العمل رسميا بها خلال ساعات قليلة آتية.
حضر السيسي على يخت المحروسة "الملكي" والذي سبق أن استقله الخديوي إسماعيل، خلال افتتاح قناة السويس الأصلية.
اقرأ أيضا: 4 مليارات جنيه خسائر إجازة افتتاح تفريعة قناة السويس
يعد يخت المحروسة أقدم يخت في العالم، بحسب فيلم من إنتاج إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة المصرية، وهو أول عائمة بحرية في العالم تعبر قناة السويس عام 1869، وحمل على ظهره حينها الإمبراطورة "أوجيني" إمبراطورة فرنسا وزوجة نابليون الثالث، وأمير وأميرة هولندا، وإمبراطور النمسا فرانسوا جوزيف، وولي عهد ألمانيا الأمير فريدريك.
غابت الكاميرات المحيطة بالسيسي لما يقرب من نصف الساعة، واتجهت لتصوير الوفود المشاركة في حفل الافتتاح، وفريق الإعلاميين في تغطيتهم الخاصة المشتركة لحفل افتتاح تفريعة قوات السويس الجديدة. بعدها عادت الكاميرات من جديد على السيسي، وقد خلع بدلته العسكرية، وارتدى زيا مدنيا.