دافع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن مواقف المجلس العسكري إبان الفترة الانتقالية، في كلمته باحتفالية القوات المسلحة بيوم الشهيد، اليوم الأحد، مشيراً إلى أنه: "كانت هناك مطالب كثيرة أثناء أحداث محمد محمود بأن المجلس العسكري يمشي (يترك الحكم)، وقدمونا للناس على أننا قتلة، وعلى أننا فسدة... ولكن كنا حريصين إن مافيش مصري يُقتل، والخسائر من 2011 وحتى 2015 كانت ضخمة، وهانفضل ندفع ثمناً كبيراً لتعويضها".
وأضاف السيسي خلال فعاليات الندوة التثقيفية الثلاثين للقوات المسلحة بمركز المنارة الدولي للمؤتمرات، بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد: "السنة فيها 52 أسبوعاً، وعدد المظاهرات في مصر وصل إلى 200 مظاهرة في هذه الأربع سنوات... سياحة إيه اللي تشتغل؟ ومصالح إيه اللي تتحرك؟ وتجارة إيه اللي تمشي؟ الجزء الأكبر من الاحتياطي النقدي راح في عام ونصف العام من أحداث 2011... والاستقرار يعني الاستثمار، والدول جنبنا تتحدث عن الأوضاع الاقتصادية، وهي بضيع في بلدانها... وما يحدث له ثمن تدفعه الشعوب، والأجيال القادمة".
وتابع: "الفريق محمد زكي (وزير الدفاع) كان متواجداً في التحرير وقتها لتأمين الميدان، والصورة التي تم تصديرها خلال أحداث محمد محمود كانت توحي بأن المجلس العسكري هو من قام بالعملية (قتل المتظاهرين السلميين)، مثلما تصدر المجلس الصورة في أحداث ماسبيرو، واستاد بورسعيد... مثل ما قيل بأن وزارة الداخلية هي من قتلت المواطنين في 25 يناير/ كانون الثاني 2011".
وأكد السيسي أنه: "لو ماكناش عملنا فواصل خرسانية بين ميدان التحرير وشارع محمد محمود، البلد دي كانت هاتضيع... وأنا مش بزور التاريخ، وهناك أخطاء حدثت ولا شك، لكن كانت هناك عملية شديدة الإحكام لقتل الناس، وإن الصورة تطلع كده عشان الدولة تسقط... وفي واحد وسطنا بيشكك في كل حاجة، وهذا ليس من الأمانة أو الصدق أو الدين... وليس من الدين أن تستباح دماؤنا وأفكارنا من أجل هدم البلد".
وزاد: "كنت مسؤولاً عن الاستخبارات الحربية خلال أحداث محمد محمود، وأقدر أقول بجلاء وثقة إننا لم نمس مصري واحد خلال هذه الفترة... ولكن سقط القتلى يوماً بعد يوم لأكثر من 6 أيام بعد دخول بعض العناصر لمحيط وزارة الداخلية... وعشان المجلس العسكري يمشي كان مطلوباً عمل حالة تخلي كل الرأي العام مش راضي ومتألم ورافض، لأن القتل الذي كان يحدث وقتها يتم باسمه".
واستدرك بالقول: "قلت من ثلاث سنوات اعملوا لجنة لدراسة كل الأحداث التي جرت في أعوام 2011 و2012 و2013 لنضعها أمامكم بأمانة وشرف، حتى تعرفوا كيف البلدان تدمر وتضيع... والناس حينها لم تكن تعلم قدرة تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على إدارة الأزمة، إذ كانت المطالب تلقى على الشبكة، وتأخذها وسائل الإعلام في برامج (التوك شو) ليلاً حتى تصبح مطالب واجبة التنفيذ".
وانتقل السيسي للانتقادات الموجهة للعاصمة الإدارية الجديدة: "البعض يقول إن البنية الأساسية للعاصمة الإدارية ستتكلف 200 مليار جنيه... هناك أيضاً مدن جديدة مثل أسيوط ورشيد والمنيا والسويس، وهذا الطرح يريد أن يألمك ويوجعك ويزعلك و(ينغص عليك عيشتك)... وكل المدن الجديدة مش معمولة من موازنة الدولة، طيب تقولوا بتحفروا وتجيبوا فلوس من الأرض؟ لأ، إحنا بنحول الأراضي محدودة القيمة إلى ذات قيمة مرتفعة".
وواصل السيسي مزاعمه: "بنعمل طريق في أسيوط الجديدة، ومحور بين النيل الغربي والشرقي، وبنطرح أراضي للبيع، والفلوس دي بندعم بيها الشغل... وهذا الحديث ينطبق على العلمين والمنصورة وأسيوط والمنيا، وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة... والفلوس بنعمل بيها بنية أساسية، وممكن أطلع كل يوم أقول الكلام ده في التلفزيون، بس أنتم هاتزهقوا مني، وأنا ماعنديش ملكات الإعلام".
واستكمل: "أنا أتحدث إليكم كمواطن منكم، وبقولكم أنا مش رئيس لكم، وواحد منكم... والله لأقف أنا وأنتم أمام الله أسألكم كما تسألوني، وأحاسبكم كما تحاسبوني، لأن إحنا بنعمل كده عشان خايفين عليكم... ومصر تحتاج شعباً يقوم بمواجهة تحدياتها، وأنا راجل صادق أوي، وأمين أوي، إن شاء الله... وهاقابل ربنا على كل كلمة وكل فعل عملته، لأن حجم التحديات ماينفعش حد يواجهه بجماعته".
وأضاف في كلمته: "عايزين 8.5 مليارات رغيف خبز في الشهر، والرغيف عشان يتوجد بيتعمل له حكاية... وقسماً بالله قلت لا بد من التصدي، وعدم ترك الخراب والضياع للأجيال القادمة... وأنا لا أخشى على المصريين من الخارج أبداً، بل من الداخل فقط، ومن أنفسنا... وكيف يمكن الحديث عن لقمة العيش، ونحن نكرم أمهات وزوجات الشهداء... أقول للست دي إنت (المواطن) بتتكلم في لقمة عيش، وهي بتتكلم في دم ابنها وزوجها؟!".
وتابع: "أقولها إيه؟ دي قدمت دم ابنها وزوجها لأجل خاطري وخاطرك، وهاتعيش باقي عمرها ما يعلم بيها إلا ربنا... أقولها عاوزين نأكل؟ هما راحوا عشان خاطر مصر تقعد، طيب نخلي بالنا منها، ولا نضيعها كمان... ردوا عليا يا مصريين، هانخلي بالنا منها؟ بقالنا 6 سنوات بننزف ما بين شهيد ومصاب، مش بس في الجيش والشرطة، هو اللي تم استهدافهم في الكنائس ومسجد الروضة دول مش دماء برضو!".
إلى ذلك، ادعى السيسي أن "هناك شائعات كثيرة تقول إن التطعيم في حملة 100 مليون صحة يؤذي الناس، وإحنا نقدر نعمل كده في أنفسنا وأولادنا؟ الحملة للتخفيف على أهلنا، لأني كنت متألماً من (فيروس سي)... وقوائم الانتظار التي كان مطلوباً التصدي لها بلغت 18 ألف حالة، تم الانتهاء من 6 آلاف عملية منها، وأجرينا دراسة حول التكلفة التي وصلت إلى 235 مليون جنيه للعلاج".
وقال: "إحنا كحكومة ودولة ومسؤولين عاوزين نخفف عن أهلنا ولا نضيعهم، وهل وعدتكم فأخلفت؟ أو قلت لكم معايا السمن والعسل؟، هاتوا كل تصريحاتي لما قلت نبقى مع بعض في مواجهة التحديات... المشروعات الجديدة تكلف خزينة الدولة 4 تريليونات جنيه، نصفهم خلص، والباقي جار استكماله.. وحجم التحدي كبير، والناس تستعجل النتائج... ومايجراش لو تزعلوا من السيسي، لكن المهم البلد تعيش!".
وختم بالقول: "ينفع واحد واخد (استروكس) يركب القطار، ويبقى صاروخ طائر على الأرض، ويضيع ولادنا وأهلنا في محطة مصر... لن نسمح بتكرار هذا الحادث مرة أخرى، وسنحاسب بالقانون من يتعاطى المخدرات، وننهي خدمته فوراً... والتحاليل يجب تنفيذها بصدق وأمانة، وماتجيش تقول ده عنده أولاد، طيب واللي ماتوا ماعندوهمش أولاد وأهل؟، الدولة بتحارب الإرهاب وتقاتل وتنزف الدماء... يد ترفع السلاح، ويد تبني (شعار الجيش)".