السيارات المفخخة تخيف المدنيين في تل أبيض السورية

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
04 نوفمبر 2019
B13F59D7-B802-4D83-BC60-77865536CC9B
+ الخط -
يضع أهالي تل أبيض بريف محافظة الرقة، شمال شرق سورية، هذه الأيام، أيديهم على قلوبهم، خوفا من تجدد حوادث تفجير السيارات المفخخة، التي كان آخرها انفجار استهدف وسط المدينة، السبت الماضي، وأودى بحياة نحو 20 شخصا، بينما تجاوز عدد الجرحى الثلاثين. 

المخاوف من تجدد الانفجارات تلاحق السكان المحليين الذين يقطنون المدينة، وكذا النازحين عن تل أبيض التي سيطر عليها مقاتلو الجيش الوطني بعد العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في المنطقة في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

المدرس عبد الرزاق الشلاش، من أبناء تل أبيض، يقارن بين وضع المدينة قبل أيام وكيف اختلف بعد المفخخة التي استهدفتها، السبت، قائلا لـ"العربي الجديد": "لم تكن المخاوف كبيرة لهذا الحد، المفخخات التي ضربت المدينة سابقا لم تسبب هذا الحجم من القتل والدمار، وكان الأهالي يعتقدون أنها ستضبط خلال وقت قصير، لكن بعد هذا التفجير أصبحت المخاوف حقيقية من تكرار هذا النوع من التفجيرات" .

وأضاف الشلاش: "اليوم هناك مطالبات حقيقية من أهالي تل أبيض بضرورة وجود جهاز شرطة متخصص في حماية الأهالي ومنع حدوث التفجيرات في المدينة، ولا سيما أن القسم الأعظم من أهلها لم يغادرها مع بدء المعركة، إذ تم تسجيل نزوح نحو 200 عائلة فقط نحو أقرباء لهم في مدينة الرقة، عاد قسم كبير منهم".

وتابع: "هذا التفجير أدى أيضا إلى تراجع أهالي مدينة تل أبيض المقيمين في تركيا عن فكرة العودة، بعد أن كانوا يهيئون أنفسهم لذلك".

وبحسب حملة "الرقة تذبح بصمت"، فقد وصل عدد القتلى جراء انفجار السيارة المفخخة، السبت، إلى 20 قتيلا، بينما تجاوز عدد الجرحى الثلاثين، كما تسبب الانفجار بدمار كبير في المحلات التجارية ومنازل المدنيين، إذ نقل جزء من المصابين لتلقي العلاج في مشافي مدينة آقجة قلعة التركية، من بينهم أطفال.

بدوره بكر الجابر (36 عاما)، قال لـ"العربي الجديد": "يبدو أنّ الأمور في المدينة لن تستقر في الوقت القريب، والإرهاب سيعصف بها لفترة لا نعلم متى تنتهي. البقاء في تل أبيض أو التجول فيها أصبح أمرا مخيفا في الوقت الحالي، خاصة أن تفجيرا بهذا الحجم لم تشهده المدينة منذ سنوات"، وطالب الجابر "الجيش الوطني وكافة الجهات بمنع هذه التفجيرات ومراقبة مداخل ومخارج المدينة"، متمنيا أن "تتحسن الأحوال وتصبح أفضل مما كانت عليه".


أما مهنا المحمد، فاعتبر أنّ ما تمر به المدينة قد يكون هو الأسوأ هذه الفترة نتيجة للمعركة العسكرية التي جرت فيها، متهما مليشيا وحدات حماية الشعب بالوقوف خلف هذه التفجيرات، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "شباناً وأطفالا كالورود سلبتهم هذه السيارة المفخخة أرواحهم، السبت، هذا هو الإرهاب بعينه"، متسائلا بمرارة: "هل المسؤولون عن هذه الجريمة ليس لديهم أطفال أو أهل يخافون عليهم؟ لقد تأكدنا أنهم مجرد عصابات لا أكثر، وكانوا يدعون أنهم يعملون لصالح الأهالي لكن الذي تبين أنهم مجرمون".

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.