باتت المنظومة الإسعافية، وفرق الدفاع المدني، جزءًا هاماً من المؤسسات، التي تم إنشاؤها في مناطق سيطرة المعارضة، لإنقاذ الجرحى والمصابين وتلبية احتياجات المجتمع، تزامناً مع الحرب الدائرة في الداخل السوري، حيث لا يتوقف قصف مقاتلات النظام والمقاتلات الروسية على المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام، إضافة إلى البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات النظام عليها.
فبعد انطلاق العمليات العسكرية لقوات النظام السوري، وقصفها للمناطق الخارجة عن سيطرته بمختلف أنواع الأسلحة، تطوع "أحمد ويشو" في العمل الإنساني، وأصبح سائقاً لسيارة الإسعاف.
وكان أحمد ويشو، قد عمل لأكثر من 30 عاماً سائقاً للحافلات في مدينته حلب، شمال سورية، قبل أن ينخرط بـ "العمل الثوري" والمظاهرات، مع انطلاق الثورة السورية في منتصف مارس/آذار 2011.
اقرأ أيضاً: يونيسف: غارة روسية قطعت المياه عن 3.5 ملايين سوري
فقدَ ويشو ابنه الوحيد، إبراهيم، الذي انضم إلى الجيش السوري الحر، وعمل ضمن كتائب مدينة "عندان" بريف حلب، وقتل في جبهة حندرات، شمال حلب، خلال الاشتباكات مع قوات النظام السوري والميلشيات المساندة لها.
ورافقت "الأناضول" ويشو، خلال عمله في الفريق الإسعافي بريف حلب الشمالي، حيث يكون دائماً في حال يقظة، ويستمع إلى جهاز النداء اللاسلكي، ليلبي حالات الإسعاف، وعندما يسمع نداء منها، يهرع إلى سيارته، ويتجه إلى أماكن وقوع الإصابات، التي تكون في الغالب من جراء قصف مقاتلات النظام والمقاتلات الروسية.
وأفاد ويشو أنه ترك عمله في الأشهر الأولى للثورة، ووقف إلى جانب شعبه ضد ظلم وطغيان النظام السوري، مشيراً إلى أن خبرته في قيادة السيارات دفعته للتطوع في فريق الإسعاف.
اقرأ أيضاً: كيف يستأجر "مُخاطر" المنزل الأخطر في العالم؟
وأوضح ويشو، أنه موجود بجانب سيارات الإسعاف على مدار الساعة، نظراً للحاجة المستمرة لها، مع القصف اليومي الذي تتعرض له المنطقة.
ولفت إلى أن عمله لا يقتصر على الحالات العاجلة فحسب، بل يقوم أيضاً بنقل المرضى والمصابين، الذين يخضعون للعلاج من بيوتهم للمراكز الصحية وبالعكس، موضحاً أن عمله لا ينحصر بريف حلب الشمالي، بل يقوم بإيصال الحالات المستعصية الى الحدود السورية التركية، أو إلى المشافي في المدن المجاورة.
يعمل أحمد ويشو ضمن فريق الإسعاف التابع للدفاع المدني بريف حلب الشمالي، ويقول القائمون على الفريق إنهم يسعون إلى أن يتم إنجاز عملية الإسعاف بأسرع وقت ممكن، واتخاذ كل الإجراءات الممكنة لتسهيل عمل المسعفين، بالتعاون مع بقية الجهات في المنطقة.
ويعتمد هذا الفريق على منظومة للاتصال اللاسلكي، أو ما بات يعرف بالقبضات، للتواصل مع المراصد ورصد حركة الطيران، والتواصل مع حواجز الجيش الحر، لتسهيل عمليات نقل الجرحى والمصابين، من أماكن وقوع الغارات إلى النقاط الطبية والمشافي الميدانية الموزعة في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار.
اقرأ أيضاً: مظلة لحماية حلب.. قصة عامل إغاثة ألماني في المدينة