فرضت السلطات الجزائرية تدابير مشددة تمهيدا لفتح أربعة آلاف مسجد من مجموع أكثر من 15 ألف مسجد ومصلى في البلاد، بعد غلقها منذ نهاية مارس/آذار الماضي، بسبب الأزمة الوبائية، إضافة إلى فتح الشواطئ والمطاعم والمقاهي، بدءًا من يوم السبت المقبل.
وأعلنت اللجنة الوزارية للفتوى عن الخطة الوقائية التي سيجري تنفيذها خلال عودة المصلين إلى المساجد، إذ ستفتح المساجد لأقل من 30 دقيقة، ربع ساعة قبل الصلاة، على أن تقام الصلاة مباشرة بعد الأذان، وتغلق بعد الصلاة بعشر دقائق، منعا لبقاء المصلين في المساجد.
سيتم السماح للجزائريين، بدءاً من السبت المقبل، بالولوج التدريجي والـمراقب للشواطئ وفضاءات التسلية
وتضمنت توصيات اللجنة للأئمة رفع الأفرشة والسجاد الخاص بكل مسجد، وإجبار المصلين على جلب سجاداتهم الخاصة معهم، كما يتوجب على المصلين الالتزام بترك مسافة لا تقل عن متر ونصف المتر بين كل مصليين اثنين من الجهات الأربع، على أن يتكفل مسؤولو المساجد برسم مخطط توجيهي ووضع علامات في قاعة الصلاة وصحن المسجد تحدد أماكن المصلين.
وتقرر في السياق، تخفيف الصلوات وعدم الإطالة، وضرورة حث المصلين على ارتداء الكمامات، ومنع فتح أماكن الوضوء منعا باتا، بالإضافة إلى سحب المصاحف والكتب والمطويات والثلاجات وعدم استخدام أجهزة التكييف، وشددت التوصيات على أن صلاة الجمعة تبقى مؤجلة وتصلى ظهرا في البيوت.
وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، يوسف بلمهدي، إن أكثر من أربعة آلاف مسجد تتوفر فيها الشروط الوقائية من تفشي فيروس كورونا، معنية بالفتح أمام المصلين، ما يمثل حوالي 24 بالمائة من مجموع المساجد في البلاد، وهي التي تتوفر على شرط الاتساع لألف مصلّ.
وفي السياق نفسه، سيتم السماح للجزائريين، بدءا من السبت المقبل، بالولوج التدريجي والـمراقب للشواطئ وفضاءات التسلية وأماكن الاستجمام والترفيه والفنادق والـمقاهي والـمطاعم، وفقا لاشتراطات وبروتوكولات صحية للوقاية وحماية المواطنين من انتشار فيروس كورونا.
أجبرت الحكومة أصحاب الـمقاهي والـمطاعم على استغلال نصف طاقتها في تقديم الخدمات
وذكّر القرار الحكومي الخاص بفتح الشواطئ والمطاعم والمقاهي بضرورة ارتداء القناع الواقي إجباريًا واحترام التباعد الجسدي بمسافة متر ونصف، وتنظيم أماكن مناسبة لركن السيارات، قياس درجة حرارة الـرواد مسبقا، وتوفير صناديق مخصصة للتخلص من الأقنعة والقفازات أو المناديل المستعملة ووضعها تحت التصرف.
وأجبرت الحكومة أصحاب الـمقاهي والـمطاعم على استغلال نصف طاقتها في تقديم الخدمات، إذ سيتم السماح لها باستغلال طاولة واحدة من بين اثنتين في الفضاءات الداخلية، مع وجوب ارتداء القناع الواقي وتنظيم التباعد الجسدي داخل الـمحل وخارجه والتطهير الـمنتظم للأماكن والطاولات والكراسي وفضاءات التجهيزات، ووضع مماسح مطهرة للأحذية عند المداخل ومنع استعمال مكيفات الهواء والـمراوح، وشددت على أن عدم الامتثال لهذه التدابير، سيؤدي إلى الغلق الفوري للفضاء أو النشاط الـمعني.
وأبقت السلطات على تعليق مراسم الزواج وعلى إغلاق قاعات الحفلات والفنادق والمطاعم إلى حين تتوفر الظروف الإيجابية التي ستسمح بإعادة فتحها، إذ كانت السلطات قد أمرت البلديات ومصالح الحالة المدنية بمنع إقامة وتسجيل عقود الزواج حتى اشعار آخر، لمنع العائلات من إقامة الأعراس وحفلات الزفاف.
وتتجّه الجزائر إلى التعايش مع أزمة كورونا، برغم بقاء معدلات الإصابة بالفيروس في مستويات مقلقة، وخاصة أن فتح الشواطىء والمقاهي وغيرها قد يحمل أيضا مخاطر ارتفاع الإصابات، إذ كانت السلطات قد قررت، السبت الماضي، تعديل مواعيد الإغلاق في كل الولايات من الساعة الحادية عشرة ليلا حتى السادسة من صباح اليوم التالي، ورفع الإغلاق الذي كان مضروبا على 29 ولاية.
وكانت وزارة الصحة الجزائرية قد أعلنت، أمس، تسجيل 521 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد إلى 35215 إصابة موزعة عبر 48 ولاية، بينها 3674 إصابة في العاصمة الجزائرية، وتليها ولاية وهران، غربي البلاد، بـ2749 إصابة، وولاية سطيف بـ2673 إصابة. فيما تم تسجيل تسع وفيات جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 1302 وفاة، في مقابل 423 حالة شفاء جديدة، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للحالات التي تماثلت للشفاء إلى 24506.