السعودية تبيع أصولاً عالمية لسداد ديون

16 اغسطس 2020
جائحة كورونا سببت خسائر فادحة لاستثمارات السعودية (Getty)
+ الخط -

كشف صندوق الاستثمارات العامة السعودي (الصندوق السيادي) عن بيع حصصه في شركات عالمية كبرى أغلبها أميركية، وتقليص مساهماته في كيانات أخرى، في خطوة جديدة تظهر بيع المملكة أصولاً عالمية، من أجل سداد ديون وتقليص خسائر عميقة تكبدتها، بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا الجديد على الأسواق العالمية.

وأعلنت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، أن الصندوق السيادي السعودي، تخلى عن حصصه في الشركات الأميركية بوينغ عملاقة صناعة الطائرات، كوالكوم المتخصصة في مجال نظم الاتصالات، بردكوم العاملة في مجال أشباه الموصلات والاتصالات اللاسلكية، سلسلة مقاهي ستاربكس، فايزر للأدوية، فيسبوك، والت ديزني للترفيه، "آي.بي.إم" للتكنولوجيا، بنك أوف أميركا، مجموعة سيتي غروب المصرفية، بالإضافة إلى شركتي بريتش بتروليوم وتوتال الفرنسية النفطية.

كذلك، قلص الصندوق حصة أسهمه في سيسكو سيستمز للتكنولوجيا الأميركية بنسبة 53.5% إلى 5.8 ملايين سهم، وفي أسهم مجموعة بيركشاير هاثاوي الأميركية التي تملك مجموعة متنوعة من الشركات بنسبة 49% إلى 218 ألفا و778 سهما، وفي كانديان ناتشورال ريسورسز، بنسبة 43.1% إلى 17.1 مليون سهم.

وأشار الصندوق إلى أنه سدد قرضاً بقيمة 10 مليارات دولار كان قد جمعه العام الماضي 2019، لافتا إلى دراسة خيارات استثماراته الحالية والمستقبلية الخارجية.

وزادت جائحة كورونا من الضغوط المالية التي تتعرض لها السعودية، إذ سببت خسائر فادحة لاستثمارات خارجية تبناها وليّ العهد محمد بن سلمان خلال السنوات الأخيرة.

وبحسب بيان صادر عن وزير المالية محمد الجدعان، في يونيو/حزيران الماضي، حولت المملكة ما إجماليه 40 مليار دولار من الاحتياطيات الأجنبية لدى مؤسسة النقد العربي السعودي لتمويل استثمارات لصندوق الاستثمارات العامة، في مارس/آذار وإبريل/نيسان، من دون ذكر مزيد من التفاصيل عن التحويلات التي قال إنها جرت "بشكل استثنائي".

كانت مجموعة سوفت بنك اليابانية ذكرت، في 18 مايو/أيار، أنها سجلت خسائر تشغيلية سنوية بقيمة 1.9 تريليون ين (18 مليار دولار) في صندوق رؤية العملاق التابع لها، وتساهم فيه السعودية بحصة كبيرة تقارب النصف، مشيرة إلى تراجع استثمارات الصندوق في قطاع التكنولوجيا لما دون التكلفة، ما دفع المجموعة إلى تسجيل أكبر خسائر لها على الإطلاق.

وافتتح صندوقَ رؤية في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 كل من ولي العهد السعودي وماسايوشي سون، رئيس مجموعة سوفت بنك. وفي مايو/أيار 2017 أصبح الصندوق أكبر صندوق للاستثمار المباشر، بعد أن جمع أكثر من 93 مليار دولار، منها نحو 45 مليار دولار من السعودية، كذلك يساهم فيه صندوق الاستثمار الإماراتي "مبادلة".

وفي تقرير لها في 17 مايو/أيار، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن لجائحة كورونا وانهيار أسعار النفط تأثيرات سلبية على الطموحات والأحلام الكبيرة التي كان يخطط لها بن سلمان.

ولم تقتصر عمليات سحب الأموال لتغطية الخسائر وسد العجز المالي للمملكة على بيع المساهمات في شركات عالمية والسحب من الاحتياطي النقدي والاستدانة محلياً ودولياً، بل امتدت إلى تقليص الاستثمار في أدوات الدين الأميركية التي تعد السعودية أكبر الدول الخليجية استثماراً فيها.

وأظهرت بيانات صادرة عن وزارة الخزانة الأميركية، أن السعودية قلصت حيازتها في سندات الخزانة بنهاية مايو/أيار الماضي، إلى 123.5 مليار دولار، مقابل 184.4 مليار دولار في فبراير/شباط.

المساهمون