وفي اليوم العالمي لمكافحة السرطان للعام 2015 والذي يعتبر وقفة سنوية في الرابع من فبراير من كل عام، عنونته منظمة الصحة العالمية "علاج السرطان في متناولنا" ، مشيرة إلى أن السرطان أكبر مسبب للوفاة في أرجاء العالم، فقد تسبّب بوفاة 7.6 ملايين نسمة (نحو 13 في المئة من مجموع الوفيات) في العام 2008. كما تقف سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وراء معظم الوفيات التي تحدث كل عام من جرّاء هذا المرض.
تطور العلاج الدوائي
ونجد في اليوم العالمي لمكافحة السرطان، فرصة للإشارة إلى تطور علاج هذا المرض العضال، مع مواصلة مراكز الأبحاث عملها لكشف المزيد من أساليب شفائه، وتسابق المختبرات على إنتاج أدوية جديدة، تؤكد فعاليتها بالمقارنة مع سابقاتها، بالقضاء على المرض والتخفيف من آثار علاجه الصعبة والمضنية والطويلة. فقد بيّن خبراء تحليل الأسواق في معهد IMS Health الأميركي، أن سوق منتجات علاج السرطان ستعرف نمواً يصل إلى 75 مليار دولار (حوالي 71 مليار فرنك سويسري) في العام 2015، أي بزيادة بنسبة 40 في المئة عن مستوى العام 2009 الذي كان في حدود 54 مليار دولار.
وعلى الرغم من ذلك، يبقى الخوف من شبح هذا المرض الذي يخشى الكثيرون ذكر اسمه، مسيطراً على الناس، ربما لأن العلم لم يتوصل إلى علاجات ناجعة وشافية لكل أنواع السرطانات، كما وأن أغلبية المرضى يخضعون للعلاج متأخرين، بعد أن تكون الأورام قد تفشت في أجسادهم، ما يجعل الصورة قاتمة ومسألة الشفاء غير راجحة.
فحوصات دورية ووقاية مبكرة
لم يعد من الصعب أمام أحد التعرف إلى سبل الوقاية التي قد تحميه من الإصابة بالسرطان. فما أكثر النصائح التي ينشرها الأطباء والمواقع الطبية المتخصصة عن الوقاية. أولى هذه النصائح تتمثل بالفحوصات الدورية المتتابعة، لكي يتم تشخيص المرض في حال الإصابة به بشكل مبكر وقبل استفحاله. كما تتضمن قائمة الإرشادات، إضافة إلى الفحوصات والكشف الطبي الدوري، الامتناع عما يضر الصحة مثل التدخين والكحول والمأكولات الدسمة والمعلبة والمصنعة؛ والتي تحوي المواد الحافظة والملونات إضافة للسكر وكل المواد التي يدخل السكر في تصنيعها.
وبما أن عنصر الوراثة له موقعه في الإصابة بالسرطان، إلا أن المهتمين بالمحافظة على صحتهم وحماية أجسامهم قدر الإمكان من الأمراض ومنها السرطان، يلجؤون لممارسة الرياضة يومياً أو ثلاث مرات في الأسبوع على أقل تقدير، لا سيما رياضة المشي.
ويحرصون على النوم لعدد ساعات كافية، إضافة إلى الابتعاد عن التوتر ومحفزاته، ومنها الامتناع عن سماع الأخبار المؤرقة والمفجعة التي تتناقلها تباعاً وعلى مدار الساعة النشرات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي. وتناول المأكولات المغذية والصحية، وبكميات معتدلة، بحيث يبدأ الإنسان تناول وجباته قبل أن يجوع جوعاً شديداً، كما يغادر المائدة قبل أن يشبع.
الدعم النفسي للمريض وعائلته
والأمر الأساسي الذي يحسن صحة المرضى، ومنهم مرضى السرطان هو الدعم النفسي، الذي لا يقل أهمية عن العلاج الدوائي. فالتفاؤل والتعود على مقاومة المرض ومواجهة صعوباته، يحسن من شروط الشفاء. كما أن الأجواء المحيطة بالمريض لها دورها في العلاج، لذلك تحتاج أسرة المريض للدعم بدورها لكي تكون قادرة على أن تكون سنداً قوياً لمريضها.
ولا يسعنا إلا التفاؤل بمستقبل علاج السرطان، وتحسين شروط الوقاية منه على مستوى المجتمعات والأفراد، على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية تشير إلى تواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي إلى ما يناهز 13.1 مليون وفاة بحلول العام 2030.