السباق الرئاسي الأميركي: ساندرز وترامب في الطليعة

06 فبراير 2016
انفعال كلينتون بالمناظرة كان مدروساً (ماثيو كافانو/Getty)
+ الخط -

لم يفلح الأداء المتميز لمرشحة الرئاسة المحتملة هيلاري كلينتون، في المناظرة الساخنة التي جمعتها مساء الخميس مع منافسها الديمقراطي السيناتور بيرني ساندرز في لجم تفوقه المتصاعد، بحيث وصلت نسبة المؤيدين له في ولاية نيوهامبشير إلى 61 في المائة، مقابل 34 في المائة لكلينتون، بحسب آخر استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" التلفزيونية.

اقرأ أيضاً: نتائج آيوا: بروفة أولى بمفاجآت وانسحابات وإعادة تموضع لنيوهامبشاير

وارتفعت حدة التلاسن بين كلينتون وساندرز خلال المناظرة، إذ أبدت الأولى غضبها مما وصفته بالتشويه "القذر" لسمعتها من جانب ساندرز وحملته الانتخابية. لكن انفلات أعصابها أثناء المناظرة بدا مفتعلاً ومدروساً أكثر مما كان تلقائياً، إذ اتهمت ساندرز بشخصنة الهجوم عليها ومحاولة الإيحاء أنها تتلقى الرشى من جماعات الضغط والشركات الكبرى.

ونجح ساندرز، في المقابل، في إظهار كلينتون وكأنها متواطئة مع اليمين "الجمهوري"، ومع أصحاب رأس المال والأعمال في "وول ستريت". في حين تباهت هي بخبراتها وجاهزيتها في أداء مهام الرئاسة منذ اليوم الأول، في تكرار لما كانت تطرحه عام 2008 أمام منافسها في ذلك الحين الرئيس الحالي باراك أوباما.

وعقب المناظرة، قالت إحدى الناخبات إنها كإمرأة تود أن تدلي بصوتها لهيلاري كلينتون، ولكنها لن تفعل ذلك، لأن ما تفتقتده كلينتون في رأيها ورأي الكثيرين غيرها هو شعور الناخب بالثقة نحوها، وهي السمة التي يتفوق بها ساندرز عليها.

ومن العوامل الأخرى التي تلعب لصالح ساندرز أن مرشحي الحزب "الجمهوري" المحتملين يتسمون بالتطرف نحو أقصى اليمين، الأمر الذي يجعل طروحاته الثورية أكثر قبولاً لدى شباب الحزب "الديمقراطي"، في مواجهة التطرف "الجمهوري"، التي تحاول كلينتون مواجهته بقدر من عقلانية لا تلقى تجاوباً مع جيل جديد من الناخبين "الثوريين".

ومن المفارقات السياسية أن مرشحي الحزب "الجمهوري" قدّموا لساندرز خدمة مجانية غير مقصودة بتكثيف هجماتهم على كلينتون، اعتقاداً منهم أن مسألة ترشيح الديمقراطيين لها أصبحت محسومة، فكان لا بد لهم من توجيه ضربات استباقية لها، صبت في نهاية الأمر لصالح ساندرز، الذي سلم من الهجمات الجمهورية المبكرة.

ورغم اتهام كلينتون لساندرز بالشخصنة أثناء تلاسنها معه في المناظرة الأخيرة، إلا أن مراقبين رأوا أن الضرر الذي أصابها فعلاً يتمثل في تبني ساندرز لأجندة ثورية تتعلق بمجانية التعليم ومجانية التأمين الصحي. وهي القضايا التي لم تتحمس لها كلينتون، واكتفت بالقول إن أملها هو أن يكون التعليم متاحا لأبناء الطبقة المتوسطة وليس "لأبناء (المرشح الجمهوري) دونالد ترامب وأمثالة من الأثرياء فقط". وعندما ووجهت بسؤال حول رأيها في الناخبين الذين لا يريدون الوقوف معها، لفتت الأنظار بقولها "أنا أدرك أن هناك نسبة من شباب الناخبين لا يريدون أن يقفوا معي، ولكن هذا لا يهم، الأهم من ذلك هو أني أريد أن أقف معهم وسأكون رئيسة لجميع الأميركيين وليس لمن ينتخبونني فقط".

وفي المعسكر الجمهوري، عاد الملياردير دونالد ترامب ليتصدر قائمة المتنافسين الجمهوريين في استطلاعات الرأي، فيما تراجع السيناتور تيد كروز إلى المركز الثاني في تكرار مماثل لما كانت تشير إليه الاستطلاعات قبل الامتحان العملي الأول في ولاية آيوا. وتطابقت نتائج الاستطلاعات مع النتائج الفعلية في ما يتعلق بالحزب "الديمقراطي"، في حين اختلفت النتائج الفعلية عن الاستطلاعات السابقة للعملية الانتخابية فيما يتعلق بالحزب الجمهوري.

ومن المقرر أن تجري الجولة الثانية من التصفيات التمهيدية المنفصلة في الثامن من الشهر الجاري في ولاية نيوهامبشير الصغيرة، لتكون نتائجها مع نتائج تصفيات ولاية آيوا، بمثابة عينة أولية لما يمكن أن يسفر عنه السباق على تمثيل الحزبين الكبيرين من نتائج قبل حلول يوليو/ تموز المقبل.

ويعقد الحزبان في أواخر يوليو/تموز مؤتمرين منفصلين للحزبين الديمقراطي والجمهوري، يتم خلالهما رسمياً اختيار ممثليهما في الانتخابات الرئاسية بعد أن تكون التصفيات التمهيدية قد حددت الاسمين.
تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة الحزبية سواء الجمهورية أو الديمقراطية عند اختيارها لمرشح الحزب أمام الحزب الآخر غير ملزمة بنتائج التصفيات التمهيدية، ولكن لا أحد يجرؤ على مخالفة ما تفضي إليه آراء الناخبين.

اقرأ أيضاًنيوهامبشير... ثاني محطات سباق البيت الأبيض

المساهمون