الرسم بالرمل: فن وهوية ايضاً

09 مايو 2016
يتم استخدام رمل الكوارتز الأبيض النقي أو المنقّى (Getty)
+ الخط -
كيف احتوت تلك القوارير الزجاجية المملوءة بالرمال، على هذه الأشكال البديعة ذات الألوان المتنوعة والخطوط الدقيقة؟ إنه الفن المدهش الذي صار يجذب المبدعين من كافة الأرجاء، حتى بلغ ذروته مُؤخّراً في مهرجان معبد، الذي أقيم في مدينة هانغتشو شرقى الصين. عُرِفَ هذا الفن في إطار طقوس مارسها الكهان والأطباء من قبائل الهنود الحمر. كما يمارسه للآن بوذيو التبت، أيضاً في إطار طقسي وتعليمي، حين يرسمون بالرمال رموزهم التي تشير إلى الكون الميتافيزيقي، ويطلقون عليها اسم "ماندالا". إذ يستمر تشييد الماندالا ذات الألوان الزاهية عدة أيام، وعادة ما يتم تدميرها فور الفراغ من إنشائها.
أيضاً، يمارس اليابانيون فناً قديماً يعود للقرن الخامس عشر يسمى "بوندسيكي"، وهو فن يعنى بخلق مناظر طبيعية من حجارة الصوان تم تلوين سطحها بورنيش أسود، ويتم رسم اللوحات باستخدام الرمال البيضاء والحصى.
والحقيقة أنه قلما تخلو ثقافة بشرية من التعامل الفني مع الرمال، ويمكن رصد ذلك في كل بلدان العالم تقريباً. وقد تطوّر هذا الفنّ لتحتفظ اللوحات بعمر أطول، حين يتم الحفاظ على اللوحات داخل صناديق زجاجية حافظة، أو تثبيت الرمال بمواد كيميائية، حتى يزداد الرسم صلابة ومقاومة.
يقوم المحترفون باستخدام رمل الكوارتز الأبيض النقي أو المنقى، ثم يقومون بتلوين بعض الرمال بإضافة البودرة الملونة، لإنتاج الألوان اللازمة في اللوحة المطلوبة، حيث يتم سكب الرمل الأبيض الذي يمثل خلفية اللوحة باتزان ودقة وهدوء داخل القارورة، ثم يتم حقن المواضع اللازمة لصناعة مفردات اللوحة المختلفة بالألوان المناسبة، عبر مجموعة من الأدوات الدقيقة مثل دبوس مثبت بيد طويلة ورفيعة للغاية، وشفاطة عصير، وسنارة تطريز، وملعقة، وقمع.

دلالات
المساهمون