الرجاء المغربي بطلاً لكأس الكونفدرالية الأفريقية على حساب فيتا كلوب

02 ديسمبر 2018
الرجاء بطل الكونفدرالية بجدارة (Getty)
+ الخط -

عاد الرجاء البيضاوي لمنصات التتويج الأفريقية بعد عقد ونصف من الغياب، ونجح في تحقيق المصالحة عبر الظفر بلقب كأس الكونفدرالية لثاني مرة في تاريخه، واختار كالعادة العودة متوجاً من خارج الديار وهذه المرة من كينشاسا الكونغولية، على حساب فيتا كلوب الشرس، رغم المعاناة والهزيمة إياباً 3-1 بملعب الشهداء مستفيداً من انتصاره ذهاباً بثلاثية نظيفة.

الرجاء وعلى أرضية اصطناعية سيئة وفي أجواء ممطرة، دخل بنفس تشكيلة الذهاب، واستقبل في أولى الدقائق ضغطاً محلياً متوقعاً، لكن الفرصة الأخطر التي ضاعت كانت من قدم بنحليب  في الدقيقة 5 بعد تمريرة عرضية من رحيمي.

ونهج رفاق مابيدي خطة الدفاع المتقدم والضغط على حامل الكرة وغلق كل الممرات، الشيء الذي دفع الكونغوليين للاعتماد على الضربات الثابتة بواسطة موزينغا، فيما واصل النسور الانطلاق في المرتدات الخاطفة وواصل بنحليب إهدار الفرص السانحة، بعدما سدد في الدقيقة 19 بطريقة غريبة أمام الحارس، ليرد عليه المضيف بكرتين رأسيتين خطيرتين تصدى لإحداهما الزنيتي ببراعة، قبل أن يأتي الخبر اليقين من قدم المايسترو الحافيظي الذي توصل بهدية من بنحليب لم يرفضها وسجل هدف قتل المباراة في الدقيقة 21 في أجمل سيناريو ممكن.

"الرصاصة الرجاوية" أحبطت كثيرا نفسية أصحاب الضيافة الذين أنزلوا الإيقاع مغلوبين ولم يجدوا كيف يخترقوا الدفاع الأخضر، مع تسجيل خروج العقل المدبر الحافيظي بسبب الإصابة وتعويضه بالدويك د. 30، لتتغير منظومة غاريدو ويتراجع معها المد الهجومي للرجاء، ويدفع الثمن بتلقي هدف التعادل في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول من ضربة خطأ رائعة نفذها ماكوسو.




الحماسة قلة والإيقاع هبط في الدقائق الأولى من النصف الثاني من المباراة، وأراد الرجاء تنويم الخصم واستدراجه للعب السلبي فنجح لفترة، قبل أن يتراخى بعض اللاعبين ويتوقفوا عن الركض لدواعي الاستهتار أو انخفاض المنسوب البدني، ما أيقظ صاحب الأرض ودفعه للعب الكل للكل لتحقيق الفوز على الأقل، فيما كان حذراف يناور وحيدا وبشكل معزول.

وأتى العقاب صاعقا وفي ظرف وجيز، حينما سجل فيتا هدفين آخرين بواسطة موكوكو ونغوما د71 و74، لتحيا آماله وحظوظه في التتويج ويفطن زملاء بانون أنه لا شيء حسم بعد، فكان آخر ربع مقلقا للغاية في ظل الطوفان الكونغولي واستنجاد غاريدو بأولحاج وتشكيل جدارين دفاعيين من 9 لاعبين.

ونحج الرجاء في إقفال الطرق ويمتص حماسة المضيف والدقائق البطيئة، ويفلت من السيناريو الكارثي ويبقي النتيجة على حالها، حتى صافرة الحكم الجنوب أفريقي غوميز بالتتويج المستحق والبطولي من رحم الضغط والقسوة والمعاناة، ويوشح النسر بثاني قلادة لكأس الكونفدرالية مكرسا الصحوة المغربية الأخيرة على صعيد الأندية والمنتخبات في الأدغال الأفريقية.

المساهمون