الحياة كانت مختلفة في اليرموك

16 سبتمبر 2015
يعيش اليوم في لبنان (العربي الجديد)
+ الخط -
كان أبو بهاء يعيش حياة كريمة في مخيم اليرموك في سورية. الأهم من كل شيء هو شعوره بالأمان. كان يعمل في مجال الدهان ويعتاش من عمله. لم يطلب يوماً المساعدة من أحد. يملك منزلين ولديه ستة أطفال.

هو فلسطيني الجنسية وقد ولد في مخيم اليرموك بعدما لجأ أهله إليه هرباً من إسرائيل التي احتلت أرضه. واليوم، نزح وعائلته إلى مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا (جنوب لبنان). يقول لـ "العربي الجديد": "بالنسبة إلينا كفلسطينيين، لم يكن ينقصنا شيء في سورية. وعلى الرغم من كون المخيم (اليرموك) صغيراً نسبياً، إلا أن كل مقومات الحياة كانت متوفرة. كان ينقصه مطار فقط ليصير دولة".

يتابع أبو بهاء أنه عندما بدأ القصف على مخيم اليرموك "لم نعد نستطيع البقاء في المخيم. وفي يناير/كانون الثاني من العام 2012، تسبب القصف في سقوط مدنيين. في ذلك الوقت، نزح نصف أهالي المخيم تقريباً. رأيت الشهداء والنازحين. وحين رأينا حركة غير اعتيادية للمسلحين، نمنا تحت الأرض. وطلبت من زوجتي تجهيز الأولاد للخروج من المخيم".

يضيف أن "زوجتي جهزت الأوراق الثبوتية وخرجنا من المخيم، حتى أننا لم نأخذ ملابسنا. لكن أحداً لم يستقبلنا في بيته. وبقينا في الشارع لمدة أسبوع. قررنا العودة إلى المخيم. لكن في الليلة التي عدنا فيها، اشتد القصف على المخيم واضطررنا إلى الخروج منه مجدداً. قصدنا إحدى العائلات التي نعرفها. وفي 26 يناير من عام 2012، خرجنا من سورية وجئنا إلى مخيم عين الحلوة".

في المخيم الجديد، يقول إنه استأجر بيتاً صغيراً بـ 450 ألف ليرة لبنانية (نحو 300 دولار)، مشيراً إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تساعده. يضيف أن "عدداً من سكان المخيم ساعدونا في تأمين مستلزمات البيت الأساسية، بالإضافة إلى عدد من الجمعيات الخيرية".

صحيح أنه ما زال قادراً على تسيير أحواله، إلا أنه لم يجد عملاً في لبنان حتى اليوم. ويعتمد على ابنه بهاء الذي يعمل في مغسل للسيارات. وعلى الرغم من أنه يعاني من سمنة زائدة، لكنه يستطيع العمل، ويتقاضى مبلغاً زهيداً لقاء عمله. أما ابنته، فتعمل في تصفيف الشعر. وتستقبل النساء والفتيات في المنزل الذي تسكنه العائلة.

يضيف: "نعيش من دون أن نضطر إلى الاستدانة من أحد". لكنه يتمنى العودة إلى بيته في مخيم اليرموك. هناك، كانت حياته مختلفة تماماً، ولم يحتج يوماً إلى طلب المساعدة من أحد.

إقرأ أيضاً: نسرين محمود يوسف.. الحرب في سورية بدلت حياتها
المساهمون