الحصان العربي في حروب الصين منذ ألفي عام

13 يناير 2017
(رسومات أثرية لحصان عربي في الصين)
+ الخط -

يُضيء الاكتشاف الجديد، الذي أعلنه علماء آثار في الرابع من الشهر الجاري، على الجذور الأولى لعلاقات العرب مع الصين والشعوب التي استوطنت المجال الصيني قديماً، فوفقاً للوثائق الصينية القديمة، تعود الاتصالات الأولى بين العرب والصين إلى حقبة أسرة هان (220-208 ق م)، وهي ذات الفترة التي ظهرت فيها رسوم الحصان العربي في منغوليا.

لكن من غير المعلوم إن كانت القبائل البدوية المستوطنة لهذه المنطقة والخارجة عن السلطة المركزية هي التي ساعدت الصينيين على معرفة العرب أم العكس، بيد أنه من المرجّح أن تكون القبائل البدوية قد سبقت الصينيين إلى الجزيرة العربية نظراً لعلاقاتها الممتدّة مع وسط آسيا.

وكان فريق من علماء الآثار الصينيين والألمان في "جامعة المعلّمين" الصينية قد اكتشف رسوماً صخرية لحصان عربي في موقع أثري قرب سهول داماو في براري منغوليا شمال الصين، وتعود هذه الرسوم إلى حوالي سنة 210 قبل الميلاد.

تتفاوت أحجام الرسوم؛ فمن بينها رسم رئيسي لحصان عربي مزوّد بسرج محارب مكتمل اللوازم، بمقاس 17 سم عرضاً و42 سم طولاً.

يرى الباحثون أن دخول الحصان العربي إلى براري منغوليا في القرن الثاني قبل الميلاد يعود إلى حروب الكرّ والفرّ بين قبائل "الهونو" التي استوطنت أراضي سيبيريا والسهول الشمالية المحاذية للصين وبين قبائل "التونغو" التي ينحدر منها المغول.

وقد دفعت شراسةُ الحرب قبائلَ "الهونو" إلى شراء الخيول العربية عبر المقايضة من خلال علاقاتها التجارية التي كانت تربطها بالجزيرة العربية.

كما عثر الباحثون على رسوم لحصان عربي منقوشة على أوانٍ برونزية وقطع نقدية معدنية في نفس المنطقة الأثرية، ما يعكس الرمزية الكبيرة التي تمتّع بها الحصان العربي في تاريخ قبائل "الهونو" البدوية.

يذكر مؤرخو هذه المناطق، أن قبائل "التونغو" قد كانت لها اليد العليا في براري منغوليا والطرف الأقوى في المواجهة مع "الهونو" قبل القرن الثاني قبل الميلاد، غير أن الأخيرة استطاعت لاحقاً أن تقلب مجرى الصراع وتدحر قبائل "التونغو" شرقاً.

ويرجّح أن تخليد الحصان العربي في النقوش الصخرية والمعدنية لقبائل "الهونو" بمثابة اعتراف بالدور الذي لعبه في انتصارها على غريمها اللدود في تاريخها قبل أن تنتقل إلى شرق أوروبا.

هذا ويطمح باحثون صينيون إلى أن تساعدهم هذه الاكتشافات الأثرية الجديدة في معرفة جذور تطوّر الفروسية في براري منغوليا؛ المنطقة التي كتبت تاريخها بحوافر الخيول.

دلالات
المساهمون