الحرب تجبر شخصاً من كل عشرة يمنيين على النزوح

11 مايو 2016
نازحون بالآلاف والأطفال أكبر المتضررين (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
أجبرت الحرب الدائرة في اليمن، منذ أكثر من عام شخصا من كل عشرة يمنيين على الفرار والنزوح بعيداً عن داره، بحسب ما أظهرت تحليلات فريق العمل المشترك بين الوكالات التابع للأمم المتحدة بشأن حركة نزوح السكان في اليمن.

وبحسب هذه التحليلات، فإن غالبية النازحين يتمركزون في محافظات تعز وحجة وصنعاء وعمران وصعدة وجميعها في القسم الشمالي من البلاد.

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في تقرير إنساني صدر اليوم الأربعاء، أن "معظم النازحين يعيشون مع أقاربهم أو أصدقائهم أو في المدارس أو المباني العامة أو المباني المهجورة أو في ملاجئ مؤقتة أو حتى في العراء"، مشيراً إلى الاحتياجات الأكثر إلحاحاً متمثلة في المأوى والمياه والغذاء والمواد غير الغذائية.

وأوضح التقرير أن عدداً كبيراً من النازحين فقدوا أعمالهم ومصادر عيشهم وباتوا يعانون من البطالة بعد فرارهم من ديارهم ومناطقهم مصطحبين معهم بعض مقتنياتهم، كما أن بعض الأسر ما تزال تبحث عن مفقودين لها اختفوا أثناء الفرار أو النزوح.

وسجلت محافظات صعدة وصنعاء وعمران أعلى نسب في استضافة النازحين، بحسب التقرير، إذ تستضيف صعدة (معقل المتمردين الحوثيين) 33 في المائة غالبيتهم من مناطق أخرى من نفس المحافظة، وعمران 21 في المائة، وريف صنعاء 20 في المائة. أما عن مصدر النزوح فقد خرج معظم النازحين من كل من محافظات تعز وصعدة وأمانة العاصمة وحجة وريف صنعاء.


ولفت التقرير أيضاً إلى وجود 2300 أسرة نازحة أخرى (نحو 13800 نسمة) فرت من منازلها في نوفمبر/تشرين الثاني، بسبب أعاصير تشابالا وميغ وما يزال معظمهم متواجدين في محافظة حضرموت (شرق).

وعاد نازحو المحافظات الجنوبية البالغ عددهم نحو 421 ألف نازح خلال الأشهر الأخيرة إلى ديارهم رغم العنف الدائر. منهم نحو أربعة آلاف أسرة (ما يقارب 24 ألف نسمة) نزحوا بسبب الأعاصير وعادوا إلى محافظات حضرموت وشبوة وجزيرة سقطرى شرقاً وجنوباً.

وأكد التقرير أن المراكز الصحية سجلت، منذ مارس/آذار الماضي، 6 آلاف و408 وفيات و36 ألفا و547 إصابة ناجمة عن الصراع في جميع أنحاء اليمن. ورغم الأرقام المتذبذبة خلال عام 2016، تؤكد "أوتشا" في تقريرها أن عدد الضحايا كبير، "وقع في شهر يناير/كانون الثاني وحده والبالغ 141 وفاة و991 إصابة، وفي فبراير/شباط 123 وفاة و584 إصابة".

وتطرق التقرير إلى تضرر الأطفال من الحرب الراهنة، مؤكداً مقتل أكثر من 900 طفل وجرح أكثر من 1300 آخرين منذ تصاعد القتال قبل أكثر من 12 شهراً، لافتاً إلى تجنيد ما يقارب 800 طفل خلال هذه الفترة غالبيتهم من أمانة العاصمة على وجه التحديد، وإن أعضاء اللجان الشعبية (التابعة لجماعة الحوثي) جندت أكبر نسبة من الأطفال مقارنة مع غيرهم من الجماعات الأخرى بنسبة بلغت 70 في المائة، "ويشمل هذا التجنيد أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات يحملون السلاح ويعملون في نقاط التفتيش".

وتابع بأن البنية التحتية التي تخدم نحو 900 ألف شخص في أنحاء البلاد إما تضررت أو دمرتها الضربات الجوية أو المدفعية أو الصاروخية، مشيراً إلى أن من الأضرار الناجمة عن الصراع إغلاق أكثر من 600 مرفق صحي، ونقص المستلزمات الرئيسية أو افتقارها للعاملين الصحيين.
المساهمون