الجزائر تسعد الجماهير العربية برباعيّة في الشباك الكوريّة

أهدى المنتخب الجزائري الجماهير العربية طبقاً رياضياً متميّزاً بفوز عريض على المنتخب الكوري بنتيجة (4-2)، ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة الثامنة في مونديال البرازيل.

لم يكن أمام المنتخب الجزائري، يوم الأحد، أي خيار للإبقاء على حظوظه في التأهل إلى الدور الثاني من منافسات كأس العالم إلا الانتصار على منتخب كوريا الجنوبية وانتظار مباراته الثالثة والأخيرة أمام روسيا.

وأدخل البوسني، وحيد خاليلوزيتش، تحويرات بالجملة مقارنة بالمباراة الأولى أمام بلجيكا، حيث منح الفرصة لمصباح وعيسى مندي وياسين براهيمي وعبد المؤمن جابو وإسلام سليماني، رغبة منه في ضخ دماء جديدة على التشكيلة.

لاح إصرار محاربي الصحراء منذ البداية كبيراً على هز شباك المنتخب الكوري. ومنذ الدقيقة الأولى توغّل عبد المؤمن جابو على الجهة اليسرى ووزع كرة في اتجاه فيغولي الذي أحكم الترويض ولكنه أخفق في توجيه الكرة نحو شباك المنافس.

وواصل المنتخب الجزائري ضغطه على الدفاع الكوري الذي ارتبك في الدقيقة الرابعة قبل أن تصل الكرة إلى ياسين براهيمي، لكن تسديدته مرت جانبية، ثم نفذ جابو ركنية في الدقيقة العاشرة كاد على أثرها سليماني أن يفتتح التسجيل لكن كرته الرأسية مرت بجانب القائم.

شعر المنتخب الكوري بخطورة الموقف، فغادر مناطقه الدفاعية بحثاً عن امتصاص ضغط الجزائريين، لكن دون خطورة على مرمى الحارس مبولحي، الذي لم يختبر ولو في محاولة واحدة.

1,2,3 VIVE L Algeria

بدا المنتخب الجزائري أفضل من منافسه طولاً وعرضاً، فكثّف ضغطه على المنتخب الكوري، ووزع ماندي في الدقيقة 20 كرة في اتجاه سليماني الذي لم يكن جاهزاً لاستقبال كرة ثمينة فضاعت الفرصة السانحة من أقدامه.

وفي الدقيقة 26، جاء الفرج للجماهير العربية عندما تلقى سليماني كرة في العمق من مجاني، وتفوّق على الدفاع الكوري قبل أن ينجح في افتتاح التسجيل ومنح الأسبقية لمحاربي الصحراء.

لم تمض أكثر من دقيقتين حتى تضاعفت الفرحة عندما نفّذ عبد المؤمن جابو ركنية تلقاها المدافع رفيق حليش الذي كان دون مراقبة دفاعية وسبق الحارس الكوري لـ"يمضي" الهدف الثاني للمنتخب الجزائري في الدقيقة 28.

أبدع المنتخب الجزائري وأمتع خلال الجزء الأول من المواجهة، وحتى تكتمل الأغنية الشهيرة التي تعشقها جماهيره، لم يبخل عليها بهدف ثالث أكمل من خلاله الفرحة. وجاء الهدف في الدقيقة 38 عندما تميّز المبدع سليماني وأهدى تمريرة من ذهب لجابو، وصانع ألعاب الأفريقي التونسي توّج الهدية بهز شباك الحارس جونج.

وبثلاثية نظيفة أنهى "الأفناك" الجولة الأولى من مواجهة سيطر خلالها على كامل "ردهات" المباراة، وكرر سيناريو مونديال 82 بإسبانيا عندما ضرب الخضر منتخب التشيلي بثلاثية حملت توقيع عصاد في مناسبتين وبن صولة أكمل الثلاثية.

هيجان كوري و"تيكي تاكا" بأقدام عربية

دخل المنتخب الكوري الشوط الثاني بقوة وضغط على دفاع المنتخب الجزائري، ما سمح لمهاجم ليفركوسن الألماني، سون، بتقليص الفارق في الدقيقة 49 مستغلاً ارتباكاً دفاعياً فسدد كرة بين رجلي الحارس مبولحي.

ورد المنتخب الجزائري من خلال ركنية نفذها براهيمي ورأسية حليش في يد الحارس جونج دون خطورة في الدقيقة 52.

ثم واصل الشمشون الكوري هيجانه وهدد الحارس مبولحي في أكثر من مناسبة خاصة بواسطة سو الذي سدد كرة رأسية في الدقيقة 57 أخرجها المدافع عيسى ماندي على الخط النهائي للمرمى.

وبعد دقيقتين فقط أبدع الحارس مبولحي في إنقاذ مرماه من هدف محقق عندما سدد اللاعب كي صاروخية حولها أسد الشباك مبولحي بصعوبة إلى الركنية.

وساد الاعتقاد لدى الجماهير العربية أن ممثلهم سيكرر خطأ مباراة بلجيكا ويعود إلى مناطقه الخلفية مكتفياً بالدفاع، غير أن الثنائي فيغولي وبراهيمي حملا لوحة أنيقة من الدوري الاسباني باشتراك بين فالنسيا وغرناطة ألجمت أفواه الكوريين وفكت كل الشيفرات "بتيكي تاكا" من نسخة عربية توجها براهيمي في الدقيقة 62.

ورد المنتخب الكوري بقوة وتمكن مجدداً من هز شباك المنتخب الجزائري مستغلاً ارتباكاً دفاعياً، فتدخل بوقرة في مناسبة أولى قبل أن يتمكن قائد المنتخب كو من إضافة الهدف الثاني في الدقيقة 72.

اختار بعد ذلك خاليلوزيتش، مدرب المنتخب الجزائري، إقحام الثنائي غيلاس ومهدي لحسن مكان جابو وياسين براهيمي، وكاد كوتشينغ البوسني أن يحمل معه الجديد في الدقيقة 78 عندما وزع مصباح كرة عرضية في اتجاه غيلاس ولكن كرة المهاجم الجزائري مرت فوق المرمى.

وبحث الكوريون طويلاً عن تسجيل هدف ثالث يبقي على آمال العودة في المباراة، وحاول سون وكيم بصفة خاصة لكن استبسال الدفاع الجزائري حال دون ذلك، وغنّى الجميع: "مبروك علينا هذي البداية.. وما زال.. ما زال".

اليوم كوريا وغداً روسيا قبل أن يحلّق محاربو الصحراء إلى الدور الثاني وهم على ذلك قادرون.