أهابت الجامعة العربية بالدول المانحة جميعها مواصلة دعمها وكالة أونروا، استجابة للاحتياجات الملحة للاجئين، وفي مقدمتها التعليم.
جاء ذلك في كلمة الدكتور سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، أمام أعمال الاجتماع الخامس والعشرين بين مجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين والمسؤولين عن شؤون التربية والتعليم بالوكالة، الذي بدأت أعماله أمس في مقر الجامعة العربية.
وأثنى الأمين على الدور الكبير الذي لعبته وتلعبه وكالة "أونروا" منذ نشأتها في وضع قضية تعليم الطلبة اللاجئين الفلسطينيين في بؤرة اهتمامها، محدثة نقلة نوعية في مستوى حياة الكثير من اللاجئين حتى شغلوا مراكز رفيعة في فلسطين وسائر بلدان العالم. وثمّن جهود الدكتورة كارولين بونتفراكت مديرة التعليم في أونروا ومدراء التعليم في مناطق الوكالة الخمس.
اقرأ أيضاً: أول عائلة بغزة تُعيد إعمار منزلها بدعم من "أونروا"
ولفت إلى أن الاجتماع يعقد في ظل التطورات الخطيرة التي تعصف بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، مع انسداد أي أفق لتحقيق تسوية سياسية تفضي إلى تطبيق حل الدولتين، ومع استمرار إسرائيل في محاولاتها الحثيثة لإفشال أي مفاوضات من خلال تصعيدها لممارساتها، بتسريع مخططاتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة واعتداءاتها الخطيرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة وخاصة المسجد الأقصى المبارك، وتغيير المعالم الدينية والتاريخية والجغرافية والسكانية لمدينة القدس المحتلة.
وأضاف أن هذا يأتي متزامنًا مع تصاعد هجمات وإرهاب عصابات المستوطنين المدعومة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومواصلة إسرائيل حصارها غير القانوني والظالم لقطاع غزة، والذي فاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع في ظل منع وعرقلة إسرائيل إدخال المواد اللازمة لإعادة إعمار القطاع بعد عدوانها الأخير وما سببه من دمار هائل.
ولفت إلى أنه إزاء الهجمة الإسرائيلية الشرسة على أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته انتفض الشعب الأبيّ دفاعاً عن أرضه وهويته وحقه في الحياة، مشيرًا إلى تصاعد الأحداث بشكل يهدد أمن وسلامة المنطقة بأسرها، ويستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً، وعلى رأسه الأمم المتحدة، لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووضع حد للجرائم الإسرائيلية كخطوة أولى تتبعها خطوات لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
اقرأ أيضاً: أونروا: سنبني 40 مدرسة جديدة في قطاع غزة
وقال إن إسرائيل أدركت منذ عقود طويلة أن التعليم في فلسطين هو مرتكز أساسي في صمود الشعب الفلسطيني وتشبثه بأرضه، لذا عمدت إلى عرقلة العملية التعليمية باستهدافها للطلاب والأساتذة الفلسطينيين وإعاقة وصولهم إلى مدارسهم وتعمد إهانتهم على الحواجز العسكرية وفرض الإغلاقات لتعطيل الدراسة وتخفيض الأيام الدراسية، واستهداف المدارس كما حدث في العدوان الأخير على قطاع غزة، بالإضافة إلى محاولة إلغاء المنهاج الفلسطيني وفرض المنهاج الإسرائيلي، خاصة في القدس المحتلة، وعرقلة صيانة المدارس أو إنشاء مدارس جديدة.
وأشار إلى سعي الاحتلال لنشر الانحراف والمخدرات بين الطلاب المقدسيين، وتشديد الأوضاع الاقتصادية على الأسر الفلسطينية، ما يرفع من نسب تسرب الطلاب من المدارس إلى سوق العمل.
ودعا الدول المانحة إلى دعم أونروا في أزمتها المالية، لضمان جودة التحصيل العلمي للفلسطينيين، بما يمكنهم من الارتقاء بدولتهم الفلسطينية إلى مستوى الدول المتقدمة علميًا سعيًا لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وتضمن جدول الأعمال عرض تقرير لرئيس وفد أونروا طارحاً العجز المستمر في ميزانية الوكالة، والعملية التربوية في المؤسسات التعليمية التابعة لها، والأبنية المدرسية، والأثاث المدرسي، والكتب والقرطاسية والتجهيزات التربوية، مثل الحاسوب وتكنولوجيا التعليم، الإرشاد التربوي، إضافة إلى المنح الدراسية، التدريب المهني، وأوضاع المعلمين والعاملين.
اقرأ أيضاً: تلاميذ غزّة يعودون إلى مدارس الأونروا