التحالف يعلن ثالث هدنة والحوثيون يلوّحون بهجمات بحرية

26 يوليو 2015
برر التحالف الهدنة بطلب من هادي لتوزيع المساعدات(فرانس برس)
+ الخط -
في خطوة مفاجئة، أعلنت قيادة التحالف العشري، أمس السبت، عن هدنة جديدة، ستبدأ اليوم الأحد ولمدة خمسة أيام، بعد قرابة أسبوعين على فشل الهدنة التي كانت أعلنتها الأمم المتحدة في 10 يوليو/تموز الحالي، وفشلت منذ اللحظة الأولى لبدء سريانها المفترض. وأفاد بيان قيادة التحالف، أمس السبت، أنّه تقرر بدأ الهدنة الإنسانية اعتباراً من منتصف ليل السبت والأحد، وتنتهي يوم الخميس 30 يوليو/تموز الحالي.

ومرة جديدة، برر التحالف الهدنة بطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي بقوله إنه "وفقاً لما ورد في رسالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني، ستتوقف خلال الهدنة الأعمال العسكرية من قبل قوات التحالف". وفي توضيح للشروط المفروضة لاستمرار الهدنة أوضحت قوات التحالف أنّه في حال "قامت المليشيات الحوثية والقوات الموالية لها بأي أعمال أو تحركات عسكرية في أي منطقة، سيتم التصدي لها من قبل قوات التحالف، مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري، والاستطلاع الجوي لأي تحركات لمليشيات الحوثي والقوات الموالية لها".


وجاء توقيت الهدنة مفاجئاً فيما لخص مصدر سياسي متواجد في الرياض لـ "العربي الجديد" سبب الإعلان المفاجئ عن الهدنة بالقول "ابحثوا عن الولايات المتحدة". توقيت الهدنة كان مفاجئاً أيضاً، وخصوصاً أنه لم يكن هناك أي تمهيد أو تحركات معلنة خلال اليومين الماضيين. وأكد مصدر مقرب من الحكومة اليمنية لـ "العربي الجديد" طلب عدم ذكر اسمه، أن "الهدنة" لم تكن مطروحة للنقاش لدى القيادة اليمنية حتى ظهر السبت، وإنما جاء إعلانها بصورة مفاجئة.

وتعددت التفسيرات الأولية لهذا الإعلان المفاجئ، بين من يرى أن مفروضة من جهات دولية عبر الضغوط، وبين من لم يستبعد أن تكون ضمن تفاهمات غير معلنة على ضوء اللقاءات التي عُقدت في القاهرة بين ممثلين من حزب المؤتمر ودبلوماسيين من الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات.

ومع الإعلان عن الهدنة الجديدة يكون اليمن أمام اختبار ثالث هدنة بعد اثنتين متتاليتين فاشلتين. وتأتي الهدنة الثالثة بعد تبدل موازين القوى على الأرض، في ظل التقدم غير المسبوق لقوات الجيش اليمني الموالي للشرعية و"المقاومة الشعبية" في الجنوب. وقبل الإعلان عن الهدنة ركّز التحالف العربي غاراته في المناطق الساحلية القريبة من باب المندب في اليمن، بالتزامن مع التلويح المستمر للحوثيين باللجوء إلى "خيارات استراتيجية"، تقلب الموازين. ويتضمن التلويح الذي قد تبدأ به الجماعة بعد انتهاء الهدنة، إلى التحرك بحراً واستهداف السفن التابعة للسعودية والدول المتحالفة معها.

اقرأ أيضاً: التحالف يعلن هدنة إنسانية في اليمن لمدة خمسة أيام

وتسرّبت معلومات عن أن الجماعة الحوثية، وضمن توجهها نحو ما تصفه بـ "الخيارات الاستراتيجية"، قد تحشد باتجاه السواحل بهدف تهديد السفن السعودية والاستعداد لأي إنزال قوات برية في السواحل. وعلى الرغم من هذه التصعيدات، تشير مصادر لـ "العربي الجديد" إلى أنّ الحوثيين لن يتمكّنوا من تحقيق تحرّكهم، فالمياه اليمنية باتت تحت سيطرة قوات التحالف العشري، التي فرضت حصاراً على البلاد منذ اليوم الأول لانطلاق العمليات الجوية في 26 مارس/آذار الماضي.


ويعد اليمن من البلدان العربية الغنية بالحدود البحرية، إذ يطل على البحرين العربي والأحمر والمحيط الهندي، ويشرف على مضيق باب المندب، أحد أهم ممرات الملاحة الدولية. وتزداد أهميته مع مرور آلاف الناقلات النفطية سنوياً عبر المضيق. ويربط في منطقة باب المندب التابعة إدارياً لمحافظة تعز، اللواء 17 مشاة، الذي تعرض للقصف أكثر من مرة، على الرغم من أنّه أعلن مع بداية الأزمة عدم انحيازه لأي طرف. وفي المنطقة ذاتها، تتواجد معسكرات أخرى أحدها يتبع للدفاع الساحلي وآخر للدفاع الجوي وشرطة خفر السواحل. وعلى الرغم من الموقع الاستراتيجي الذي يمتلكه اليمن مائياً، إلّا أن المياه اليمنية باتت مرتعاً للسفن الدولية من مختلف الجنسيات، وفي مقدمتها السفن الأميركية والبريطانية والروسية والإيرانية وغيرها.

وفي السياق، كانت طائرات التحالف العشري قد شنّت غارات مكثّفة خلال اليومين الماضيين، في منطقة المخا القريبة من باب المندب. واستهدفت الغارات معسكرات الدفاع الساحلي والدفاع الجوي وخفر السواحل في المنطقة، وعدداً كبيراً من المنشآت الحكومية من بينها محطة كهربائية ومدينة سكنية تابعة لها، خلّفت عشرات القتلى من المدنيين. كما قتل عدد كبير من الجنود المرابطين في تلك المعسكرات.

اقرأ أيضاً: غارات ومعارك بالمحافظات المحيطة بعدن وسط تقدّم للمقاومة جنوباً 
المساهمون