أصبحت قوات "البشمركة" الكردية على مشارف عدد من البلدات الاستراتيجية في شمال العراق، مثل تلعفر والموصل وسنجار، إثر التقدّم الذي حققته خلال الأسبوعين الأخيرين. غير أنّ المُضي قدماً والسيطرة على المزيد من المناطق، مثل مدينة سنجار، سيكون مؤجلاً بانتظار مساندة الجيش العراقي، الغائب عن المشهد.
وقال مسؤول أمني كردي رفيع لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات (البشمركة) حققت تقدّماً واضحاً في مناطق شمال وغرب مدينة الموصل، عند محور دجلة، ووصلت مساحة الأراضي التي استعادتها من مسلّحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المنطقة إلى أكثر من أربعة آلاف كيلومتر مربع، كما قتلنا مئات المسلّحين، منهم 27 مسؤولاً برتبة أمير".
وأضاف المسؤول الأمني، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن "البشمركة حققت تقدماً واضحاً في مناطق زمار، وربيعة، ومنطقة الكسك، وسنجار. كما سيطرنا على قرى مهمة وطرقات تربط بين مدن الموصل وتلعفر وسنجار، وصولاً الى الحدود السورية".
وعن القتال في سنجار، قال إنّ "البشمركة موجودون في داخل مدينة سنجار، وقادرون على طرد "داعش" من المدينة بالكامل، لكن المشكلة أن هناك مناطق تعد معاقل أساسية للتنظيم، ولا وجود سكانيا كرديا فيها مثل مدينة البعاج القريبة من سنجار، ومن هناك سيقومون بقصف متواصل لسنجار عند طردهم منها".
وأوضح أن "طرد مسلّحي "داعش" من سنجار سهل، لكننا ننتظر تحركاً من الجيش العراقي للتمركز في المناطق التي يسكنها العرب، كي لا تُثار حساسيات في حال دخول البشمركة إليها. وعند وصول الجيش إلى تلك المناطق، ستقوم البشمركة بطرد المسلّحين من سنجار وغيرها".
بدوره، يقول القائد العسكري الميداني لقوات "البشمركة" في سنجار، قاسم ششو، إنهم على أتم الاستعداد لتحرير كامل المدينة، وينتظرون تلقي إشارة من رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، لطرد المسلحين من سنجار.
وتقدّمت قوات البشمركة إلى مسافة تقلّ عن 20 كيلومتراً عن مدينة الموصل، وباتت قادرة من مواقعها الجديدة على قصف المدينة بالمدفعية، وقد فعلت ذلك. وقالت إنها استهدفت مواقع لمسلّحي "داعش" داخل الموصل، لكن لن يحصل تقدم أكثر، بحسب مسؤولين أكراد، ويؤكدون أنهم لن يخوضوا معركة الموصل وحدهم، ويشدّدون على دور الجيش العراقي الأساسي لدعم قوات البشمركة وتحقيق المزيد من التقدّم.
ويقول المسؤولون العسكريون والأمنيون الأكراد إن غياب الجيش العراقي عن المشاركة في جبهات القتال ضدّ تنظيم "داعش" في محاور محافظة نينوى بشمال العراق، يؤدي إلى تأخير تحقيق نصر كبير على التنظيم. كما يصعب الأمور على "البشمركة"، التي تنتشر على خط من المواجهة مع "داعش" يمتد لأكثر من 1000 كيلومتر من الحدود العراقية السورية، وصولاً إلى الحدود مع ايران.
الكرد يشكون نقص الدعم
وأشار رئيس وزراء إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، أخيراً إلى مسألة "عدم فعالية" الجيش العراقي في محاربة تنظيم "داعش". وقال إن احتمالات هزيمة التنظيم باتت محدودة لأسباب، منها غياب الجيش العراقي كقوة فاعلة على الأرض، إلى جانب نقص العتاد الذي تعانيه قوات "البشمركة".
وفي هذا السياق، يقول أمين عام وزارة "البشمركة"، الفريق جبار ياور، في بيان، إن الأميركيين لم يقدموا حتى الآن أية أسلحة بشكل مباشر لمقاتلي "البشمركة"، وإنما يقدّمون الأسلحة إلى الحكومة العراقية، ومن خلالها، إذا رغبت، تقدّم قسماً منها إلى المقاتلين الأكراد.
كما انتقد مستشار مجلس الأمن لإقليم كردستان، وهي أعلى مؤسسة أمنية في الإقليم، مسرور بارزاني، الولايات المتحدة، وقال إن "90 في المائة من مسؤولية مواجهة تنظيم "داعش" واقعة على عاتق قوات "البشمركة"، في الوقت الذي لا يُقدمون لنا مقابل ذلك سوى نحو 10 في المائة مما يقدم للعراق من أسلحة ومساعدات عسكرية".
وأورد أنّه "من مجموع 250 عجلة مدرعة، وعدت الولايات المتحدة بتقديمها للعراق، وُعد الأكراد بالحصول على 25 منها فقط".
كما وجه المسؤول الأمني الكردي انتقادات إلى الحكومة العراقية، قائلاً إنّ رئيس الحكومة حيدر العبادي وافق على تخصيص مبلغ مليار دولار لقوات "البشمركة" قبل أشهر، لكن حتى الآن لم يتلق إقليم كردستان شيئاً من المبلغ.
ويخشى الأكراد من أن تتسبب محاربة "داعش" لأشهر أخرى في استنزافهم بشرياً وعسكرياً ومادياً، وبالتالي يصبح إقليم كردستان ضعيفاً، ما يسهُل على دول المنطقة، خصوصاً إيران وتركيا، قيادته وتوجيهه، وكبت رغبة السكان باجراء استفتاء حول تقرير مصير في إقليم كردستان وحلمهم بنيل الاستقلال.
ولعلّ هذه الخشية هي ما دفعت رئيس وزراء إقليم كردستان إلى القول إن الأكراد يقاتلون "داعش" من أجل الأراضي التي تنتمي للمنطقة الكردية، ويتجنبون إشراك مقاتليهم في إخراج مقاتلي التنظيم من المناطق السنية أو لاستعادة الموصل، معلناً "نحن لا نريد أن نتصدر أي هجوم لاستعادة الموصل. نريد تجنب المزيد من الصراع".
وقد أثبت مقاتلو "البشمركة"، وهي كلمة كردية وتعني الفدائيين، كفاءة أفضل وولاءً أعلى لإقليم كردستان مقارنة بأفراد الجيش العراقي، إذ يتصدّون لهجمات شرسة يشنّها مسلّحو "داعش" بخليط من الانتحاريين.
وقال مسؤول أمني كردي رفيع لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات (البشمركة) حققت تقدّماً واضحاً في مناطق شمال وغرب مدينة الموصل، عند محور دجلة، ووصلت مساحة الأراضي التي استعادتها من مسلّحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في المنطقة إلى أكثر من أربعة آلاف كيلومتر مربع، كما قتلنا مئات المسلّحين، منهم 27 مسؤولاً برتبة أمير".
وأضاف المسؤول الأمني، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن "البشمركة حققت تقدماً واضحاً في مناطق زمار، وربيعة، ومنطقة الكسك، وسنجار. كما سيطرنا على قرى مهمة وطرقات تربط بين مدن الموصل وتلعفر وسنجار، وصولاً الى الحدود السورية".
وعن القتال في سنجار، قال إنّ "البشمركة موجودون في داخل مدينة سنجار، وقادرون على طرد "داعش" من المدينة بالكامل، لكن المشكلة أن هناك مناطق تعد معاقل أساسية للتنظيم، ولا وجود سكانيا كرديا فيها مثل مدينة البعاج القريبة من سنجار، ومن هناك سيقومون بقصف متواصل لسنجار عند طردهم منها".
وأوضح أن "طرد مسلّحي "داعش" من سنجار سهل، لكننا ننتظر تحركاً من الجيش العراقي للتمركز في المناطق التي يسكنها العرب، كي لا تُثار حساسيات في حال دخول البشمركة إليها. وعند وصول الجيش إلى تلك المناطق، ستقوم البشمركة بطرد المسلّحين من سنجار وغيرها".
بدوره، يقول القائد العسكري الميداني لقوات "البشمركة" في سنجار، قاسم ششو، إنهم على أتم الاستعداد لتحرير كامل المدينة، وينتظرون تلقي إشارة من رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، لطرد المسلحين من سنجار.
وتقدّمت قوات البشمركة إلى مسافة تقلّ عن 20 كيلومتراً عن مدينة الموصل، وباتت قادرة من مواقعها الجديدة على قصف المدينة بالمدفعية، وقد فعلت ذلك. وقالت إنها استهدفت مواقع لمسلّحي "داعش" داخل الموصل، لكن لن يحصل تقدم أكثر، بحسب مسؤولين أكراد، ويؤكدون أنهم لن يخوضوا معركة الموصل وحدهم، ويشدّدون على دور الجيش العراقي الأساسي لدعم قوات البشمركة وتحقيق المزيد من التقدّم.
ويقول المسؤولون العسكريون والأمنيون الأكراد إن غياب الجيش العراقي عن المشاركة في جبهات القتال ضدّ تنظيم "داعش" في محاور محافظة نينوى بشمال العراق، يؤدي إلى تأخير تحقيق نصر كبير على التنظيم. كما يصعب الأمور على "البشمركة"، التي تنتشر على خط من المواجهة مع "داعش" يمتد لأكثر من 1000 كيلومتر من الحدود العراقية السورية، وصولاً إلى الحدود مع ايران.
الكرد يشكون نقص الدعم
وأشار رئيس وزراء إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، أخيراً إلى مسألة "عدم فعالية" الجيش العراقي في محاربة تنظيم "داعش". وقال إن احتمالات هزيمة التنظيم باتت محدودة لأسباب، منها غياب الجيش العراقي كقوة فاعلة على الأرض، إلى جانب نقص العتاد الذي تعانيه قوات "البشمركة".
وفي هذا السياق، يقول أمين عام وزارة "البشمركة"، الفريق جبار ياور، في بيان، إن الأميركيين لم يقدموا حتى الآن أية أسلحة بشكل مباشر لمقاتلي "البشمركة"، وإنما يقدّمون الأسلحة إلى الحكومة العراقية، ومن خلالها، إذا رغبت، تقدّم قسماً منها إلى المقاتلين الأكراد.
كما انتقد مستشار مجلس الأمن لإقليم كردستان، وهي أعلى مؤسسة أمنية في الإقليم، مسرور بارزاني، الولايات المتحدة، وقال إن "90 في المائة من مسؤولية مواجهة تنظيم "داعش" واقعة على عاتق قوات "البشمركة"، في الوقت الذي لا يُقدمون لنا مقابل ذلك سوى نحو 10 في المائة مما يقدم للعراق من أسلحة ومساعدات عسكرية".
وأورد أنّه "من مجموع 250 عجلة مدرعة، وعدت الولايات المتحدة بتقديمها للعراق، وُعد الأكراد بالحصول على 25 منها فقط".
كما وجه المسؤول الأمني الكردي انتقادات إلى الحكومة العراقية، قائلاً إنّ رئيس الحكومة حيدر العبادي وافق على تخصيص مبلغ مليار دولار لقوات "البشمركة" قبل أشهر، لكن حتى الآن لم يتلق إقليم كردستان شيئاً من المبلغ.
ويخشى الأكراد من أن تتسبب محاربة "داعش" لأشهر أخرى في استنزافهم بشرياً وعسكرياً ومادياً، وبالتالي يصبح إقليم كردستان ضعيفاً، ما يسهُل على دول المنطقة، خصوصاً إيران وتركيا، قيادته وتوجيهه، وكبت رغبة السكان باجراء استفتاء حول تقرير مصير في إقليم كردستان وحلمهم بنيل الاستقلال.
ولعلّ هذه الخشية هي ما دفعت رئيس وزراء إقليم كردستان إلى القول إن الأكراد يقاتلون "داعش" من أجل الأراضي التي تنتمي للمنطقة الكردية، ويتجنبون إشراك مقاتليهم في إخراج مقاتلي التنظيم من المناطق السنية أو لاستعادة الموصل، معلناً "نحن لا نريد أن نتصدر أي هجوم لاستعادة الموصل. نريد تجنب المزيد من الصراع".
وقد أثبت مقاتلو "البشمركة"، وهي كلمة كردية وتعني الفدائيين، كفاءة أفضل وولاءً أعلى لإقليم كردستان مقارنة بأفراد الجيش العراقي، إذ يتصدّون لهجمات شرسة يشنّها مسلّحو "داعش" بخليط من الانتحاريين.