يعرف المشهد الإعلامي التونسي منذ سنة 2011 تحولات كبرى على مستوى المضامين التي ينتجها، فقد خرج الإعلام من جبهة الصمت السياسي وتحول إلى صوت يعبر من خلاله التونسيون عن مشاغلهم السياسية من خلال عدد من البرامج السياسية، التي تتابع الانتقال الديمقراطي في تونس. وأحدثت البرامج السياسية تحولاً في الإعلام التونسي من إعلام محصور دوره في إبراز منجزات النظام الحاكم قبل الثورة التونسية، إلى إعلام يقرأ الوقائع بمنظار نقدي من دون الخوف من آلة الاستبداد التي كانت جاثمة على صدره.
التحول في المضامين السياسية صاحبه أيضاً تحول في مضامين البرامج الاجتماعية الصادمة، والمخترقة لجدار الصمت، باسم السلم الاجتماعي واحترام المنظومة القيمية المتحكمة في اليومي التونسي.
وبرز ذلك من خلال البرامج الاجتماعية الإذاعية والتلفزيونية التي بحثت "في المسكوت عنه" اجتماعياً. ومن هذه البرامج البرنامج الإذاعي "سرك في بير" الذي يقدمه الإعلامي، علاء الشابي، يومي الإثنين والثلاثاء في ساعة متأخرة من الليل على إذاعة "موزاييك إف إم" الخاصة. فهذا البرنامج الذي يقدم اعترافات أغلبها جنسي الطابع حول العذرية عند الفتيات، ومغامرات وعلاقات جنسية أخرى قد تسبّب مشاكل لصاحبها/صاحبتها.
اعترافات صدمت الكثير من التونسيين، مما دفع البعض بمطالبة إذاعة "موزاييك إف إم" بالتوقف عن بث البرنامج، لكن إدارة الإذاعة ردّت بأن البرنامج ورغم بثه من منتصف الليل إلى الساعة الثانية صباحاً فهو يحظى بنسب استماع قياسية ومتابعة كبرى فى مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن اختيار توقيته راعى عدم متابعته من قبل الأطفال.
اختراق جدار الصمت الاجتماعي لم يكن إذاعيا فقط، بل كانت له نجاحات تلفزيونية، من خلال برنامج "حكايات تونسية" الذي يقدمه الإعلامي سامي الفهري على قناة "الحوار التونسي". فآخر حلقات البرنامج الذي يبث كل إثنين، تناولت موضوع "العنف الأسري... ضرب... تعذيب... قتل"، قدمت خلاله شهادات مفزعة عن العنف الذي تتعرض له النساء والأطفال في بعض الأسر التونسية، مما ولد حالة من الصدمة لدى الكثيرين الذين حيّوا شجاعة من قدموا شهاداتهم دون خشية من نظرة المجتمع لهم بعد عرض البرنامج.
لكنّ تناول القضايا الاجتماعية ما تزال رغم تعدد العناوين في الإذاعات والتلفزيونات الخاصة تلقى رفضاً من البعض، الذي يرى فيها بحثاً عن الفضائحي مثلما يحصل في برنامج "عندي ما نقلك" الذي يبث على قناة "الحوار التونسي" أيضاً والرفع من نسب المشاهدة من خلال اختراق أفق انتظار المتلقي التونسي. ولذلك طالب كثيرون بوضع علامة تحذيرية عند بث هذه البرامج تمنع الأطفال من مشاهدتها، وهو ما استجابت له القنوات التلفزيونية التي تبث هذه النوعية من البرامج.
يُشار إلى أنّ تلفزيون "الحوار التونسي" وإذاعة "موزاييك إف إم" تحتلان المرتبة الأولى في نسب المشاهدة والاستماع في تونس، وفقاً لمكاتب سبر الآراء وقياس نسب الاستماع والمشاهدة.
وهاتان المؤسستان الإعلاميتان الخاصتان تحتكران أيضاً النصيب الأكبر من المداخيل من الإعلانات التجارية في تونس، حيث تحقق قناة "الحوار التونسي" أكثر من 20 مليون دينار تونسي (8.5 ملايين دولار أميركي) إيرادات مالية سنوية من الإعلانات التجارية، في حين تحقق إذاعة "موزاييك إف إم" حوالى 8 ملايين دينار تونسي (3.4 ملايين دولار) إيرادات من الإعلانات التجارية، وهو ما يعني أن المؤسستين تستأثران بأكثر من ربع مداخيل الإعلانات التجارية المقدرة بمائة مليون دينار سنوياً.
وبرز ذلك من خلال البرامج الاجتماعية الإذاعية والتلفزيونية التي بحثت "في المسكوت عنه" اجتماعياً. ومن هذه البرامج البرنامج الإذاعي "سرك في بير" الذي يقدمه الإعلامي، علاء الشابي، يومي الإثنين والثلاثاء في ساعة متأخرة من الليل على إذاعة "موزاييك إف إم" الخاصة. فهذا البرنامج الذي يقدم اعترافات أغلبها جنسي الطابع حول العذرية عند الفتيات، ومغامرات وعلاقات جنسية أخرى قد تسبّب مشاكل لصاحبها/صاحبتها.
اعترافات صدمت الكثير من التونسيين، مما دفع البعض بمطالبة إذاعة "موزاييك إف إم" بالتوقف عن بث البرنامج، لكن إدارة الإذاعة ردّت بأن البرنامج ورغم بثه من منتصف الليل إلى الساعة الثانية صباحاً فهو يحظى بنسب استماع قياسية ومتابعة كبرى فى مواقع التواصل الاجتماعي، كما أن اختيار توقيته راعى عدم متابعته من قبل الأطفال.
اختراق جدار الصمت الاجتماعي لم يكن إذاعيا فقط، بل كانت له نجاحات تلفزيونية، من خلال برنامج "حكايات تونسية" الذي يقدمه الإعلامي سامي الفهري على قناة "الحوار التونسي". فآخر حلقات البرنامج الذي يبث كل إثنين، تناولت موضوع "العنف الأسري... ضرب... تعذيب... قتل"، قدمت خلاله شهادات مفزعة عن العنف الذي تتعرض له النساء والأطفال في بعض الأسر التونسية، مما ولد حالة من الصدمة لدى الكثيرين الذين حيّوا شجاعة من قدموا شهاداتهم دون خشية من نظرة المجتمع لهم بعد عرض البرنامج.
لكنّ تناول القضايا الاجتماعية ما تزال رغم تعدد العناوين في الإذاعات والتلفزيونات الخاصة تلقى رفضاً من البعض، الذي يرى فيها بحثاً عن الفضائحي مثلما يحصل في برنامج "عندي ما نقلك" الذي يبث على قناة "الحوار التونسي" أيضاً والرفع من نسب المشاهدة من خلال اختراق أفق انتظار المتلقي التونسي. ولذلك طالب كثيرون بوضع علامة تحذيرية عند بث هذه البرامج تمنع الأطفال من مشاهدتها، وهو ما استجابت له القنوات التلفزيونية التي تبث هذه النوعية من البرامج.
يُشار إلى أنّ تلفزيون "الحوار التونسي" وإذاعة "موزاييك إف إم" تحتلان المرتبة الأولى في نسب المشاهدة والاستماع في تونس، وفقاً لمكاتب سبر الآراء وقياس نسب الاستماع والمشاهدة.
وهاتان المؤسستان الإعلاميتان الخاصتان تحتكران أيضاً النصيب الأكبر من المداخيل من الإعلانات التجارية في تونس، حيث تحقق قناة "الحوار التونسي" أكثر من 20 مليون دينار تونسي (8.5 ملايين دولار أميركي) إيرادات مالية سنوية من الإعلانات التجارية، في حين تحقق إذاعة "موزاييك إف إم" حوالى 8 ملايين دينار تونسي (3.4 ملايين دولار) إيرادات من الإعلانات التجارية، وهو ما يعني أن المؤسستين تستأثران بأكثر من ربع مداخيل الإعلانات التجارية المقدرة بمائة مليون دينار سنوياً.