الاستوديوهات المنزلية: موسيقى يصنعها الحجر

29 مارس 2020
صنعت بيلي آليتش أغانيها الأولى في البيت (Getty)
+ الخط -
في ظل تفشي وباء كورونا، وفرض الحجر المنزلي الصحي على الناس في معظم دول العالم، تعطلت عجلة الإنتاج في معظم مجالات الحياة، وباتت صناعة الموسيقى على المحك أيضاً.

في الأيام الأخيرة، تم إلغاء وتأجيل كثير من العروض الموسيقية الحية، من مهرجانات وحفلات، ما أوحى بأن صناعة الموسيقى تسير نحو طريق مسدود؛ فذكر موقع "غرامي" أن الفيروس وجه العديد من الضربات الرئيسية لصناعة الموسيقى الحية الدولية، خلال الأسبوع الجاري، إذ ألغت شركات موسيقية عدة فعالياتها العالمية المهمة لأول مرة في يوم واحد، وأجلت إصداراتها لعام 2020، بسبب مخاوف انتشار كورونا عالمياً، أبرزها: مهرجان "Ultra Music Festival" ومهرجانا "EDM" و"Calle Ocho" في ولاية ميامي، ومهرجان "UMF" في الشرق الأوسط ، بالإضافة للعديد من الحفلات الكبيرة لماريا كيري وغرين داي وغيرهما.

لكن في الحقيقة فإن الأزمة التي ضربت العروض الموسيقية الحية، لم يكن لها ذات الأثر على صناعة الموسيقى؛ فعلى الرغم من أنه تم إغلاق كل استوديوهات التسجيل في لوس أنجليس ونيويورك بسبب انتشار فيروس كورونا، وأن العديد من الفنانين قاموا بتعليق أعمالهم، وأجلوا تسجيل ألبوماتهم، كما فعلت نجمة البوب الأميركية ليدي غاغا، لكن في المقابل فإن هناك العديد من الفنانين العالميين أيضاً الذين رفضوا الاستسلام للجمود، فأعلنوا عن إصرارهم على متابعة العمل في ظل الوضع الراهن، وتحديهم عنصر الزمن وإبراز مدى قوتهم وإدراكهم لأهمية صناعة الموسيقى في العالم.

ومن أبرز هؤلاء: نجمة البوب الأميركية – الكوبية كاميلا كابيلو، التي أعلنت عن تسجيلها لعمل موسيقي منزلي يجمعها بالفنان شاون مينديز، الذي سبق لها أن تعاونت معه في أغنية "SENEORITA" العام الماضي، بالإضافة لجيمس بلاك وكاترين ماكفي وجون ليجاند وآخرين ممن أعلنوا عن استمرارهم في صناعة الموسيقى المنزلية في ظل الحجر الصحي.

فهؤلاء ارتأوا أنه لا يزال بإمكانهم إنتاج المزيد من الأعمال الموسيقية والغنائية من خلال اللجوء للدردشات المرئية والوسائط الرقمية لتبادل الأفكار والتعاون وتسجيل الأغاني مع المنتجين الآخرين.

عن هذه الظاهرة، يقول مهندس الصوت اللبناني إلياس دوه جي: "يجب الإشارة قبل كل شيء إلى أن الكثير من الفنانين العالميين كانوا في السنوات الأخيرة يقومون بإنتاج الأغاني في البيت، منهم الفنانة بيلي آليتش، التي أهدت تكريمها بحفل جوائز "غرامي" الأخير لكل من يقومون بإنتاج الموسيقى في غرف نومهم، كما تفعل هي. وتسجيل الأغنية يتطلب العديد من التجهيزات، وهي: كومبيوتر جيد وكرت صوت خارجي ومايك احترافي وميدي كونترولر لتسجيل الأصوات الإلكترونية وآلات موسيقية إلكترونية وسبيكرات احترافية للميكس، طبعاً بالإضافة لعزل المكان لتسجيل أصوات الآلات الحية والغناء؛ وإن كان العزل ليس شرطاً أساسياً لإنتاج الموسيقى المنزلي. وفي الاستوديوهات تكون هذه التجهيزات أكثر احترافية، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن تسجيل أغنية وإتمام العمليات الفنية المرتبطة فيها من الألف إلى الياء في استوديو منزلي مبسط، بإمكانات أضعف من الاستوديوهات الاحترافية؛ وفعلياً معظم الفنانين المبتدئين يلجؤون إلى هذا النوع من الاستوديوهات المبسطة، أي الاستوديوهات المنزلية، لإنتاج أعمالهم ومكسجتها".

ولكن بالنسبة للفنانين العالميين فهم يتمون عمليات الميكس والماسترينغ باستوديوهات احترافية، حتى وإن قاموا بتسجيل الأصوات الأولية باستوديوهات منزلية، لأن العزل بالاستوديو الاحترافي أفضل وغرفة الميكس فيه تكون مدروسة لتجاوز المشاكل المتعلقة بترددات الصوت بالغرف غير المدروسة صوتياً. وفيما يتعلق بتسجيل الآلات الحية والغناء، فمن الأفضل أن يتم بالاستوديو الاحترافي.

ويضيف دوه جي: "وإذا ما كان هناك حقاً توجه نحو تسجيل الأغاني باستوديوهات منزلية، فإنه سيؤثر بالتأكيد على جودة التسجيلات؛ ربما تكون درجة هذا التأثير أقل على أنماط موسيقية معينة، مثل الإلكترك بوب، الذي يعتمد بشكل كلي على أصوات "ميدي"؛ ولكن حتى بهذه الأنماط الموسيقية التي تعتمد على الموسيقى الإلكترونية لن يكون المنتج النهائي فيها، إذا ما تم تسجيله في استوديو منزلي مبسط، مطابقاً لتسجيلات الاستوديوهات الاحترافية بكل الأحوال، ولا سيما بما يتعلق بصوت المغني وعمليات المزج والماسترينغ".

المساهمون