الاحتلال يسلب الأسيرة الجريحة براءة عويصي طفولتها

21 سبتمبر 2016
براءة عويصي (العربي الجديد)
+ الخط -
ليس لدى عائلة الطفلة، براءة رمضان عويصي، سوى معلومات ضئيلة عن حالة ابنتهم التي أصيبت صباح اليوم الأربعاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالقرب من حاجز "إلياهو" المقام على أراضي الفلسطينيين، شرقي مدينة قلقيلية إلى الشمال من الضفة الغربية المحتلة.


كباقي طالبات المدرسة، استيقظت براءة (14 سنة) صباحاً، وغسلت وجهها وجهزت حقيبتها المدرسية، قبل ارتداء الزي المدرسي، ثم توجهت إلى صفها السادس في مدرسة المدينة. هكذا في كل صباح يومي دراسي تفعل براءة، كما يروي خالها رامي عويصي، لـ"العربي الجديد".
ويتابع رامي: "تلقت العائلة اتصالا أبلغنا فيه بإصابة براءة بالرصاص قرب حاجز (إلياهو) العسكري شرقي المدينة، كان وقع الخبر صادماً على العائلة" كون شقيقته رشا عويصي استشهدت برصاص الاحتلال قبل نحو عام في نفس المكان.

تأخرت المعلومات حتى وصلت العائلة، ليتم إبلاغهم أن براءة أصيبت بالأجزاء السفلية من جسدها برصاص حراس أمن المكان، واعتقلتها سلطات الاحتلال ونقلتها إلى مستشفى (مئير) الإسرائيلي، لتلقي العلاج.

ونقلت مواقع عبرية أن حراس الأمن الذين تواجدوا في المكان اشتبهوا في الطفلة وهي تحمل حقيبة على ظهرها وتتقدم تجاه الحاجز، وعندما لم تستجب لطلبهم بالوقوف، أطلقوا عليها النار واعتقلوها، كما قالت مصادر عبرية: "إنه لم يتم العثور على أية أسلحة في حقيبتها".

مقاطع فيديو وصور تم تداولها أظهرت إشهار حارسي الأمن السلاح تجاه الطفلة، وهي تجلس على الأرض، ومن ثم إطلاق الرصاص تجاهها وإصابتها.
ونقلت مصادر محلية فلسطينية، عن محامي نادي الأسير، صالح أيوب، أن "محكمة الاحتلال العسكرية في سالم قررت الإفراج عن الطفلة براءة عويصي، ورفضت التمديد لها بعد أن تم التأكد من عدم حيازتها سكيناً، وعدم محاولتها تنفيذ عملية طعن، وذلك بعد أن قام جنود الاحتلال بإطلاق النار عليها وإصابتها ومن ثم احتجازها صباح اليوم قرب حاجز الياهو جنوب قلنديا".

وأوضح أيوب أنها ما زالت محتجزة في مستشفى "مائير" الإسرائيلي، وأن محامي النادي سيقوم بزيارتها غداً الخميس للاطمئنان عليها ومعرفة وضعها الصحي.

وقال خالها عويصي: "من الطبيعي ألا تفهم الطفلة لغة الحراس، إذ يتكلمون اللغة العبرية، وهي لا تفهمها، كذلك، كان بإمكان الحارسين أن يسيطرا عليها دون إطلاق الرصاص، فهي لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، إلا أن الاحتلال يطلق الرصاص بسهولة دون مراعاة أية مشاعر إنسانية".

ويرجح عويصي أن تكون براءة قد ذهبت إلى هناك لزيارة المكان الذي استشهدت فيه خالتها رشا قبل عام، مشيرا إلى أنها كانت تحبها وحزنت كثيرا لفراقها، لكن هذا لا يعني أن تكون ذاهبة لتنفذ عملية، فهي ما زالت طفلة ولا تستوعب تلك الأمور بعد.

يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي للسلام، إلا أن الجندي الإسرائيلي أطلق رصاصه على الطفلة براءة صباح اليوم، فكيف للفلسطينيين أن يوافقوا على سلام مع المحتل الذي يطلق النار على أطفالهم، ويقتلهم بدم بارد، وكان قبل ذلك قد سلب أرضهم وهجرهم منها.