وقالت المصادر إنّ العمور استشهدت متأثرة بجراحها التي أصيبت بها قبل ساعات، بعدما قصفت المدفعية الإسرائيلية منطقة سكناها القريبة من الحدود.
وتواصل المدفعية الإسرائيلية قصف المناطق الحدودية لليوم الثاني على التوالي، رغم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار جرى تثبيته بين "حماس" والاحتلال، برعاية مصرية وقطرية ودولية، وفق مصادر متعددة.
في المقابل، ردت المقاومة على استمرار العدوان بإطلاق مزيد من قذائف الهاون على تجمعات الآليات العسكرية المتوغلة إلى الشرق من مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، وإلى الشرق من مدينة غزة، حيث تدور عملية أمنية للاحتلال لليوم الثاني على التوالي.
وسبق ذلك إطلاق المدفعية الإسرائيلية المتمركزة شرق رفح قذيفتين باتجاه نقطة مراقبة داخل أحد المواقع التابعة لـ"سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي".
وزعم الاحتلال بأن إطلاق القذائف جاء رداً على سقوط قذائف هاون داخل موقع صوفا العسكري، المحاذي للشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 وقطاع غزة.
وكانت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، قد أكدّت أنها لن تسمح باستمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وقالت الكتائب، في وقت سابق: "على العدو ألا يتذرع بأي سبب كان، وأن يغادر قطاع غزة فورا، وأن يعالج مخاوفه ومخاوف مغتصبيه خارج الخط الزائل".
وطالب المحمود، في بيان صحافي، المجتمع الدولي بسرعة التحرك ولجم العدوان الإسرائيلي الجديد الذي يتعرض له قطاع غزة، محملاً حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات وتداعيات تصعيدها وعدوانها. وجدد مطالبة المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني في ظل استمرار العدوان والاستيطان وتدنيس المقدسات.
وأوضح المحمود أن الحكومة تتابع بقلق بالغ التصعيد الاحتلالي الجديد "ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة، والذي يترافق مع العدوان المستمر في مختلف الأراضي الفلسطينية".
من جهته، قال المتحدث باسم حركة "فتح"، أسامة القواسمي، إن "دولة الاحتلال الإسرائيلي تستخدم غزة كحديقة خلفية لتنفيذ أهدافها ومآربها السياسية، تحديداً لترسيخ حالة الانقسام، وإحكام سيطرتها على الضفة الفلسطينية، خصوصاً القدس الشرقية".
وأوضح القواسمي، في بيان صحافي، أن التصعيد الإسرائيلي والعدوان على القطاع يهدف، كما في كل مرة، إلى تسليط الضوء الإعلامي على الجانب الأمني وتشتيت الجهود الفلسطينية والدولية حول الموضوع السياسي المتعلق بجوهر الصراع، والمتمثل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كل الأرض الفلسطينية، مشيراً إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يريد جعل الجهود الفلسطينية والدولية تنحصر فقط في تثبيت التهدئة في غزة، وخصوصاً أن كل الحروب التي شنتها دولة الاحتلال على غزة في الأعوام السابقة كانت تأتي قبل حدث سياسي هام بهدف إفشاله".
وأضاف القواسمي: "هذا الاعتداء الآثم ما هو إلا إحدى المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى قطع الطريق على المبادرة الفرنسية، ودعوة الأخيرة لاجتماع تحضيري نهاية هذا الشهر لوزراء خارجية دول العالم للتحضير والدعوة للمؤتمر الدولي للسلام، الأمر الذي لا يروق لدولة الاحتلال وتسعى لإفشاله من خلال شن عدوان على القطاع، بينما عينها على الضفة الفلسطينية وإفشال الجهود السياسية".
وطالب القواسمي كافة الفصائل في القطاع بـ"ضرورة التنبّه واليقظة وقطع الطريق على المحاولات الإسرائيلية، وعدم الانجرار وراء أهدافها الرامية إلى إعادة تدمير قطاع غزة المدمر أصلا بفعل عدوانها، وحرف البوصلة عن المسار السياسي إلى مسار أمني بحت، الأمر الذي يضر بالمصالح الوطنية الفلسطينية، ولا يخدم أهلنا وشعبنا، وتحديدا في القطاع".