تنتظر عائلة الأسير المحرر، جعفر إبراهيم عوض (23 عامًا)، من سكان بلدة بيت أمر شمال الخليل في الضفة الغربية، مصير ابنها المجهول، بعد أن دخل، يوم أمس الأربعاء، في غيبوبة وحالة صحية حرجة جدًا، قد تفقده حياته.
وأبقى أطباء مستشفى الميزان، في مدينة الخليل، الأجهزة الطبية على جسد المحرر عوض، لتمكنه من البقاء على قيد الحياة، بعد أن تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ يوم أمس، في ما رفضت إدارة مستشفى هداسا الإسرائيلي، في مدينة القدس، استقباله من أجل العلاج.
وأصيب عوض، وهو طالب في الكلية العصرية بمدينة رام الله، بمرض نادر يُدعى "كيرون سيرا"، يصيب شخصا من بين كل ثمانية ملايين إنسان في العالم، ومصاب به 262 إنسانًا في العالم، وذلك أثناء تواجده في سجن "إيشل" الإسرائيلي، إذ عانى من التهاب رئوي حاد، وآلام في عينيه، ومن مرض السكري، والتهاب في الغدة الدرقية، والتهاب في رقبته، وخلل في الجهازين التنفسي والعصبي، وضمور في العضلات.
فيما تتهم عائلته إدارة مصلحة سجون الاحتلال بمحاولة اغتيال ابنها، بعد إصابته بإنفلونزا عادية عقب اعتقاله بستة أشهر، وتم إعطاؤه علاجاً خاطئًا، حيث لم يكن يعاني من أية مشاكل صحية قبل اعتقاله في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2013.
ونظرًا للتدهور الخطير في حالة عوض الصحية، فقد أفرجت سلطات الاحتلال عنه في يناير/كانون الثاني من العام الجاري، مقابل دفع غرامة مالية قيمتها نحو 10 آلاف دولار. وسجن مع وقف التنفيذ لمدة خمس سنوات، ومكث في مستشفى المطلع بالقدس نحو شهر بعد الإفراج عنه، وتحسنت حالته الصحية، إلى أن تدهورت يوم أمس.
وقال إبراهيم عوض، والد جعفر، لـ"العربي الجديد" إن "ابني يعاني حاليًا من نزيف حاد في الدماغ، وتدنٍ في عمل عضلة القلب التي تعمل بنسبة 10 بالمائة فقط، ويعيش على أجهزة التنفس الاصطناعي".
وعن رفض مستشفى هداسا الإسرائيلي استقبال وعلاج ابنه، يوم أمس الأربعاء، قال عوض إن "سلطات الاحتلال هي من زرعت المرض في جسد ابني، وهي من تعرف علاجه، ما يدل على نيتهم بقتله".
من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، إن "السلطة الفلسطينية، ومن خلال توجيهات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نسقت لنقل المحرر عوض للعلاج في أحد المستشفيات الألمانية، قبل تدهور حالته الصحية، لكن وضعه الصحي الحالي لا يسمح بنقله، لخطورة حالته، وفور تحسن حالته الصحية سيتم نقله إلى ألمانيا لتلقي العلاج".
وحمّل قراقع، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأمور، والخطر الذي يتهدد حياة المحرر جعفر عوض، "وهو أمر لا يعفي إسرائيل من مسؤوليتها، ويحتاج إلى تحقيق جدي، كون هذه الحالة ليست الأولى بين الأسرى".
بينما رأى مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، فؤاد الخفش، أنه كان من المفترض عدم استقبال المحرر عوض حينما أرادت سلطات الاحتلال الإفراج عنه للتخلص من مسؤولياتها، كما حدث مع بعض الأسرى المحررين الذين استشهدوا بعد عدة أيام من الإفراج عنهم، إذ إن الاحتلال تمادى في الاستهتار بحياة الأسرى الفلسطينيين، لعدم محاسبته على جرائمه.
وطالب الخفش، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، بضرورة تشكيل لجانٍ متخصصة للتحقيق فيما كان عليه عوض قبل اعتقاله، وما آل إليه وضعه الصحي بعد الاعتقال، وهو أمر ينطبق على الكثير من الأسرى المرضى.
وتحتجز إسرائيل في سجونها نحو 1500 أسير فلسطيني مريض، منهم 85 حالة مزمنة، و16 منهم مصابون بأمراض خطيرة، يتواجدون في عيادة ما يسمى مستشفى سجن الرملة.
اقرأ أيضاً:شق طريق استيطاني لتسهيل سرقة أراضي الضفة