الآلة وشعورها

10 مايو 2015
لقطة من "أوتوماتا"
+ الخط -

ثلاثة أفلام ظهرت على التوالي "إكس ماشينا" و"تشابي" في (2015) و"أوتوماتا" (2014) موضوعها المشترك هو الآلة القادرة على الشعور.

تُصوِّر هذه الأفلام عالماً تكون فيه الآلة (الرجل الآلي تحديداً) قادرة على الإحساس والتفكير بشكل مستقل، وعلى التواصل الانفعالي مع البشر، وبالتالي على المبادرة دون الحاجة إلى برمجة مسبقة.

إنّها تصوغ نظرةً مستقبلية لعلاقة الإنسان بالآلة، وكيف يمكن أن تتطوّر تلك العلاقة خارج التقسيم المانوي (إنسان/ آلة)، (الحيّ/ الجامد)، و(سيد/ عبد) علماً أنّه كثيراً ما تُبنى هذه العلاقة بين الإنسان والآلة على أساس هذه الثنائية الهيغلية. وقد اقترِحت علاقات أكثر تكافؤاً، وأكثر إنسانية.

هي نظرة جريئة لكنها، في الآن ذاته، تبرز التناقضات التي وقع فيها العقل الغربي. ففي الوقت الذي يعيش الإنسان عصر التشيؤ، حيث أصبح العقل بتعبير فلاسفة مدرسة فرانكفورت "عقلاً أداتياً"، جُرّد المرء من عمقه الإنساني.

بالمقابل، نجد محاولة لأنسنة الآلة وإكسابها القيم التي جُرّد منها الإنسان، كالمشاعر والحسّ المرهف والحسّ الأخلاقي.

وفي الأخير، تقدّم هذه الأفلام نظرة مزدوجة للإنسان لا تخرج عن التصوّر المركزي – الغربي: إنسان يقع في حب آلة وتبادله نفس المشاعر، وإنسان يصبّ بُغضه عليها، والسبب دائماً الخوف من مركزيته الإنسانية، إذ يكون الاستحواذ على السلطة هو مُحرّك أبدي للتاريخ.

دلالات
المساهمون