استيطان ومسيرات استفزازيّة واقتحامات في القدس المحتلة

04 مارس 2014
مسيرات استفزازية مرتقبة للمتطرفين
+ الخط -

على وقع النشاط الاستيطاني المتصاعد لحكومة الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، أقدم جنودها على تنفيذ اعتداءات واقتحامات داخل أسوار المدينة، صباح اليوم الثلاثاء، عقب مسيرات استفزازية لليهود المتطرفين يتوقع أن تتواصل.

وأكدت مصادر محلية في القدس المحتلة، لـ"العربي الجديد"، أن "آليات وجرافات الاحتلال تعمل منذ صباح اليوم في أراضي الصوانة، القريبة من أسوار مدينة القدس، لتنفيذ مشروع استيطاني جديد باسم "المطلة الوسطى".

وأفاد مركز معلومات وادي حلوة في سلوان أن "المخطط الإسرائيلي يهدف لبناء متنزه سياحي يربط مستوطنة "بيت أروط" بكنيسة الجثمانية القريبة من باب الأسباط، ما يعني خلق تواصل جغرافي ما بين البؤر والحدائق الاستيطانية في سلوان ورأس العامود والبؤرة الاستيطانية والحدائق الواقعة في حيي: الطور والصوّانة".

ويقع المخطط، الذي يشرف عليه الحزب اليميني المتطرف "البيت اليهودي"، في منطقة استراتيجية تطل على القدس القديمة وأحيائها، والمسجد الأقصى وكنيسة الجثمانية، ورصدت له الحكومة الإسرائيلية ملايين الشواقل، بذريعة تعزيز السياحة.

في غضون ذلك، صادقت المحكمة المركزية الإسرائيلية على نقل إدارة منطقة أثرية جنوب الحرم لحكم جمعية "العاد" الاستيطانية.

وتعتبر هذه المنطقة حيوية وهامة في محيط المسجد الأقصى وما يسمى بالحديقة الأثرية، وتشكل امتداداً للجزء الجنوبي الغربي للمسجد. وكانت سلطات الاحتلال قد فككت جميع الآثار في المنطقة، ونقلت بعض حجارتها إلى باحة الكنيست، فيما نقلت جزءاً آخر إلى ما يسمى جمعية "ناس الهيكل"، حيث يُحتَفظ بها في القدس الغربية.

والسيطرة على هذه المنطقة تعني توسيع سيطرة اليهود المتطرفين على ما يسمونه "الحوض المقدس"، علماً أن هذه المنطقة تقع على تخوم سلوان، وهناك مشروعان استيطانيان على مدخل البلدة المحتلة.

بموازاة النشاط الاستيطاني غير الشرعي في القدس، كان يهود متطرفون قد قاموا بجولات استفزازية في باحات ومرافق المسجد الأقصى، تحت حماية الوحدات الخاصة في الشرطة.

وجاءت الجولة، التي لم يعرف الهدف منها، بالتزامن مع اقتحامات متتالية لمجموعات من قطعان المستوطنين للمسجد من جهة باب المغاربة، رغم وجود طلبة مدارس القدس والمصلين في المكان.

وقال الصحافي محمد عبد ربه، لـ"العربي الجديد"، إن "اقتحامات المسجد الأقصى هي واحدة من سلسلة مسيرات استفزازية أُعلن عنها وستشهدها المدينة خلال الأيام القادمة، بمشاركة حاخامات ومحامين وأعضاء كنيست".

وقاد المحامي يهودا غليك، خلال الأيام الماضية، اقتحامات متتالية للمسجد الأقصى تزامنت مع جلسات نقاش الكنيست الإسرائيلي لاقتراح فرض السيادة الاسرائيلية على المسجد الأقصى.

وفي استفزاز إسرائيلي آخر، قام عناصر من شرطة الاحتلال بأعمال صيانة لأحد بوابات المجلس الأقصى (باب المجلس)، بغية تثبيت أمر واقع يشير إلى إمكانية تدخلهم بأعمال صيانة المرافق والمقدسات الإسلامية، وهو أمر يمثل اعتداء على صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية.

ونظّم مئات من المتطرفين اليهود، مساء أمس، مسيرة تحت شعار: "صرخة الأبواب"، انطلقت من ساحة البراق ومرت من أمام المسجد الأقصى وأبوابه، قبل أن تتوجه الى باب "الأسباط". وتعمّد المستوطنون إطلاق العبارات الاستفزازية والصراخ على الفلسطينيين على مرأى من شرطة الاحتلال التي أمرت أصحاب المحال التجارية بإغلاق محالهم لإمرار المسيرة.

المساهمون