كشف العدوان على قطاع غزة عن فشل إسرائيل في تلميع صورتها في الخارج، وإظهارها بأنها الضحية وتحارب متطرفين، فقد دلت نتائج استطلاع للرأي قام به مركز "ميغافون" للقياس، حول موقف الدانماركيين من الحرب على غزة، أن ثلث من أجري عليهم الاستطلاع لم يعودوا يصدقون قصة "إسرائيل هي الضحية".
ونشر مركز "ميغافون" الذي أجرى الاستطلاع لصالح "القناة الثانية" و"صحيفة بوليتيكن"، نتائج الاستطلاع اليوم السبت، مبيناً أن نظرة الرأي العام الدانماركي إلى إسرائيل قد تغيرت مقابل تعاطف كبير مع الفلسطينيين.
وأظهرت الأرقام أن ثلث المستطلعة آراؤهم في 2008 (أي خلال العدوان الإسرائيلي على غزة وقتها) كانوا يتعاطفون مع الجانب الإسرائيلي، أما اليوم "فالثلث يتعاطف مع الشعب الفلسطيني"، إذ إن ٣٥ في المئة يقولون بأنهم "أصبحوا أكثر سلبية في نظرتهم لإسرائيل"، مقابل ٢١ في المئة ينظرون سلبياً إلى الجانب الفلسطيني في هذه الحرب.
وتدل نتائج الاستطلاع على تحول في الرأي العام الدانماركي نتيجة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.
ويوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوبنهاغن، بيتر نيدغوورد، أن نتائج الاستطلاع "تشير إلى أن الحرب بعيون الدانماركيين أضرت بإسرائيل وسمعتها".
ويضيف نيدغوورد: "يمكننا القول بأن الحجج الفلسطينية تجد تقبلاً ودعماً أكبر من تلك الإسرائيلية، الفلسطينيون يتحدثون عن وجودهم في سجن كبير ومفتوح حيث قوة كبيرة تحاصرهم، بينما يظل الخطاب الإسرائيلي يتحدث عن حماية مدنييه بالقرب من غزة".
ويشير نيدغوورد، بعد اطلاعه على تلك النتائج، إلى أن "هذا التطور في موقف الدانماركيين يتماشى مع التطور الجاري في باقي أوروبا، بخلاف الولايات المتحدة حيث لا تزال هناك قابلية لشراء التبريرات الإسرائيلية".
بدورها، تشرح خبيرة شؤون الشرق الأوسط من جامعة روسكيلد، سونا هاوبلا، نتائج الاستطلاع، بأنه تغير في المواقف الشعبية، وذلك نتيجة لانعكاس صور الأطفال والعائلات وضحايا الهجوم الإسرائيلي في غزة.
وتضيف "نحن أمام قوة بطش مفرطة تدّعي الرد على صواريخ حماس، لكن هذا ليس هو الواقع ونحن نستطيع اكتشاف ذلك من أرقام الضحايا من القتلى والجرحى والدمار واستهداف المشافي والمدارس".
في المقابل، تلجأ صحيفة "بوليتيكن" و"القناة الثانية" المؤيدتان في خطهما التحريري لإسرائيل إلى مقرر الشؤون الخارجية في حزب "الشعب"، أكثر الأحزاب يمينية وتطرفاً، سورن اسبرسن، المعروف بتأييده لقتل كل الفلسطينيين، لتبرير نتائج الاستطلاع. والأخير اعتبر أنّ "هذه النتائج مبنية على سؤال خاطئ"، مع العلم أن السؤال هو من طلب الصحيفة والقناة.
وكان وزير خارجية الدانمارك قد رفض في وقت سابق التنديد بجرائم إسرائيل، بالرغم من أن الموقف السياسي والشعبي يطالب بمواقف حاسمة ضد إسرائيل.