استراحة مُحارب قبل المعارك الأوروبية المُنتظرة
02 اغسطس 2020
+ الخط -

انتهى الموسم الكروي الذي اعتقد الجميع أنه لن ينتهي وسيتم إلغاؤه بسبب تفشي فيروس "كورونا" وتوقف جميع المسابقات قبل 5 أشهر من الآن. انتهى ربما الموسم الكروي الأصعب على جميع الأندية، الموسم الأصعب بالنسبة للجماهير التي فقدت فرصة متابعة أنديتها المفضلة من المدرجات بسبب الفيروس، الموسم الأصعب في كل شيء تقريباً بسبب بروتوكولات صحية مفروضة يجب الالتزام بها.

أبطال في الملعب

خاض اللاعبون والأجهزة الفنية والطواقم الطبية وكل من كان مسؤولاً عن إقامة مباراة في أي بطولة دوري بعد الاستئناف، مهمة صعبة جداً بسبب الظروف الصعبة المحيطة في إقامة كل مباراة. فعلى كل لاعب ألا يخرج من منزله أو يختلط مع الخارج حرصاً على سلامته وسلامة اللاعبين، وحرصاً أيضاً على عدم إجبار الحكومة اتحاد كرة القدم على إلغاء المباريات في حال ظهرت أي إصابات بفيروس "كورونا".

هؤلاء أبطال مثل الأطباء الذين يقاتلون الفيروس في المستشفيات والمراكز الطبية تماماً، هم أبطال لأنهم يخرجون إلى العالم الموبوء ويقاتلون من أجل كل شيء على أرض الملعب، وكل هذا بغية متابعة الموسم الكروي الذي توقف لأسباب قاهرة.

وفي وقت اختارت بعض الاتحادات الكروية إيقاف مسابقات الدوري بسبب الظروف الصعبة المتعلقة بفيروس "كورونا"، اختارت اتحادات أخرى متابعة النشاطات وإنهاء الموسم بشكل طبيعي وتتويج الأبطال من أرض الملعب وليس من المكاتب.

ويأتي الدوري الفرنسي في طليعة البطولات الكبيرة التي قررت إنهاء الموسم باكراً بسبب الظروف المستحيلة لإقامة مباريات كرة قدم بحسب ما أشار إليه الاتحاد وبطلب من الحكومة الفرنسية. وعلى إثر هذا القرار تُوج باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي لموسم 2019-2020، في وقت اعتُمد الترتيب الأخير بشكل نهائي وسط اعتراضات من أكثر من فريق وخصوصاً ليون بسبب فقدان فرصة التأهل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.

في المقابل تُوج ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني من أرض الملعب بعد أن قدم عروضاً قوية بعد الاستئناف وحقق 9 انتصارات مقابل تعادل واحد فخطف اللقب من برشلونة الذي كان متصدراً قبل مرحلة التوقف. وأثبت النادي "الملكي" أنه واحد من أفضل الأندية الأوروبية بعد العودة خصوصاً في الدفاع الذي ساهم في تحقيقه للإنجاز.

وفي إنكلترا تُوج فريق ليفربول من أرض الملعب أيضاً بعد أن حسم اللقب بعد 3 جولات فقط من انطلاق مرحلة الاستئناف، واستغل تعثر منافسه المباشر مانشستر سيتي. وتُوج ليفربول بأول لقب له بعد انتظار دام 30 سنة في ظروف صعبة جداً، لكن في النهاية رفع الكأس واحتفل مع جمهوره الذي احتشد خارج ملعب "أنفيلد" رغم حظر التجمعات.

وفي إيطاليا حسم يوفنتوس لقب الدوري الأسبوع الفائت بعد أن وسّع الفارق مع الوصيف إنتر ميلان إلى ست نقاط مع تبقي جولة واحدة آنذاك. ونجح  يوفنتوس في رفع اللقب مع المدرب ماوريسيو ساري لأول مرة في ظروف صحية صعبة جداً.

لكن يوفنتوس أثبت رغم كل الظروف أنه الأفضل في إيطاليا، فيكفي أنه رفع اللقب للمرة التاسعة توالياً دون منافسة من أي فريق آخر. ومثله بايرن في ألمانيا، الذي تابع سيطرته المحلية وتُوج بلقب "البوندسليغا" بعد أن قدم عروضاً كروية أكثر من رائعة بعد مرحلة الاستئناف. مع التنبيه إلى أن الدوري الألماني قص شريط افتتاح عودة الدوريات في شهر أيار/مايو الفائت.

مرحلة البطولات الأوروبية

الآن ومع إسدال الستار على الدوريات الأوروبية، يأتي الدور على البطولات الأوروبية التي ستُلعب لأول مرة بنظام جديد يُشبه نظام بطولة كأس العالم. إذ إن بطولتي الدوري الأوروبي ودوري أبطال أوروبا ستُلعبان على مدى شهر كامل تقريباً في مُدن حددها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وبدأت الأندية قبل أسابيع من الآن التحضير لعودة بطولات الدوري الأوروبي ودوري أبطال أوروبا، وتبدو المنافسة مشتعلة بين أكبر الأندية الأوروبية. وتحلم الأندية التي فشلت في الظفر بلقب الدوري في تعويض الجماهير في المنافسات الأوروبية، بينما تسعى أندية أخرى لتحقيق الثنائية والثلاثية والرباعية.

فباريس سان جيرمان وبايرن ميونخ الفريقان الوحيدان القادران على تحقيق الثلاثية هذا الموسم (الدوري، الكأس ودوري الأبطال)، بينما يمكن لمانشستر سيتي وريال مدريد تحقيق ثنائية (لقب الدوري ولقب الأبطال، لقب الكأس ولقب الأبطال)، ومثلهما يوفنتوس الذي حقق لقب الدوري وبإمكانه الظفر بلقب الأبطال أيضاً.

في حين أن أندية برشلونة، تشلسي، أتلانتا، أتلتيكو مدريد، ليون  ولايبزيغ تبحث عن لقب أوروبي يُغنيها عن الفشل المحلي بعدم التتويج بأي لقب (دوري وكأس). وستشهد كرة القدم معارك أوروبية من أعلى طراز انطلاقاً من يوم الأربعاء القادم الواقع في 5 آب/أغسطس بمواجهات الدوري الأوروبي، على أن تنطلق منافسات دوري أبطال أوروبا يوم الجمعة في السابع من نفس الشهر، على أن يُختتم الموسم الكروي رسمياً في 23 من الشهر نفسه يوم المباراة النهائية لدوري الأبطال، يومها ستكتمل صورة الموسم الحالي مع توقعات بعودة الجماهير في منتصف الموسم المقبل.

المساهمون