شهدت ألمانيا في الفترة الأخيرة حركة تطوعية كبيرة، هدفت تحديداً إلى دعم اللاجئين السوريين في البلاد. وقد نُشرت أخبار كثيرة وتقارير صحافية مختلفة في حين بُثَّت تسجيلات فيديو تبرز الوجه الحسن للمواطن الألماني.
البعض تبرّع لتقديم دروس مجانية في اللغة الألمانية، وبعض آخر فتح منزله أمام اللاجئين لفترة من الزمن وشاركهم حياته الخاصة متحدياً نظرات الجيران وأسئلتهم. كذلك، راح ألمان بمبادرات فردية يطبخون ويوزّعون الطعام على هؤلاء، مراعين العادات الإسلامية، فيما تكفّل مواطنون آخرون بثمن بطاقات السفر حتى تتمكن عائلات سوريّة من لمّ شمل أفرادها في ألمانيا.
استريد بوتسكا، من هؤلاء المواطنين الذين برهنوا عن عطاء لافت. هي فنّانة مسنّة تقترب من الثمانين وتقطن في مقاطعة تورنغن، وسط البلاد، وقد ساندها زوجها في كلّ خطوة أتت بها. لم تتوانَ عن فتح أبواب منزلها الكبير للاجئين، ومرسمها للفنانين السوريين، فيما نظمت حفلات موسيقية عزف فيها سوريون وراح ريعها إليهم. كذلك، هي عضو مؤسس لجمعية "نوح" الألمانية، التي تساعد السوريين خارج حدود ألمانيا.
لم توفّر بوتسكا باباً في ألمانيا إلا طرقته، وحاولت تأمين ثمن حقائب مدرسية لستمائة طفل سوري لاجئ في لبنان. إلى ذلك، ابتكرت وسائل جديدة لتعليم اللغة الألمانية مستفيدة من مهاراتها كمدرّسة سابقة، وأنشأت صفحة على موقع "فيسبوك" وراحت تبحث عن اللاجئين السوريين والعراقيين في منطقتها. من ثمّ، راحت ترسل لهم يومياً دروساً ألمانية من منهاجها الخاص. أيضاً، عالجت آلام الأطفال السوريين الهاربين من الحرب بالألوان والورق.
اقــرأ أيضاً
من جهة أخرى، تحمّلت نفقات سفر سوريين نجحوا في الحصول على لمّ شمل هنا، واستقبلت آخرين في مطار برلين وأوصلتهم إلى منازلهم. عملت في الظلّ ولم تبغِ أيّ شهرة، فيما صرخت في وجه الذين عارضوها وأخافوها من السوريين، وقالت لهم: "أنا زرت سورية. أنتم لا تعرفون هذا الشعب. أنا عرفته".
في المقابل، لم يخذلها أحد من الذين قدّمت لهم يد العون. وتقول بوتسكا، لـ"العربي الجديد": "أهتمّ بأطفال اللاجئين خصوصاً. لن يسعفني ما تبقى من العمر لأراهم شباباً، لكن مثلما يقول المثل الألماني: ازرع شجرة حتى يرقص غيرك في ظلّها". هكذا، استحقّت بوتسكا ترشيحها لجائزة أفضل مواطن ألماني.
في سنة 2003 وبعدما كشفت إحصاءات رسمية عن أنّ 31 مليون مواطن ألماني يتطوّعون اجتماعياً في ألمانيا، أطلقت جائزة أفضل مواطن ألماني تحت عنوان "لي، لنا، لجميعنا". والجائزة التي يبدو كأنّها تحمل دعوة إلى الحياة، تكرّم سنوياً الأفراد والمؤسسات والجمعيات التي تُعنى بالعمل التطوّعي. ويبلغ إجمالي الجائزة 440 ألف يورو.
وفي السنوات السابقة، قبل أن تبرز قضيّة المهاجرين واللاجئين، شغلت قضايا البيئة وتكافؤ الفرص والتعليم المواطنين الألمان. وكانوا يتطوّعون في سبيلها. ولأنّ 2015 - 2016 تُعَدّ سنة اللجوء الأولى في ألمانيا، تُخصَّص جائزة المواطن الألماني اليوم لأفضل ألماني قدّم عملاً تطوعياً استثنائياً لمصلحة اللاجئين السوريين.
تجدر الإشارة إلى أنّ العمل التطوّعي من أبرز مظاهر الحياة الاجتماعية في ألمانيا. على الرغم من فرديّة الأشخاص وانشغالهم في ما يخصّهم في الأوضاع الطبيعية، إلا أنّهم يظهرون تكاتفاً كبيراً عندما يتعلق الأمر بقضيّة محقة ما أو بمشكلة تعني المجتمع بكامله. وقد ذهب بعض المحللين السياسيين إلى التنبؤ بأنّ الجيل الثاني من اللاجئين السوريين لن يعانوا من مشكلة كبيرة في التطرّف، لأنّ الألمان كانواً أكثر قرباً وتعاوناً معهم بالمقارنة مع غيرهم من الشعوب الأوروبية.
اقــرأ أيضاً
البعض تبرّع لتقديم دروس مجانية في اللغة الألمانية، وبعض آخر فتح منزله أمام اللاجئين لفترة من الزمن وشاركهم حياته الخاصة متحدياً نظرات الجيران وأسئلتهم. كذلك، راح ألمان بمبادرات فردية يطبخون ويوزّعون الطعام على هؤلاء، مراعين العادات الإسلامية، فيما تكفّل مواطنون آخرون بثمن بطاقات السفر حتى تتمكن عائلات سوريّة من لمّ شمل أفرادها في ألمانيا.
استريد بوتسكا، من هؤلاء المواطنين الذين برهنوا عن عطاء لافت. هي فنّانة مسنّة تقترب من الثمانين وتقطن في مقاطعة تورنغن، وسط البلاد، وقد ساندها زوجها في كلّ خطوة أتت بها. لم تتوانَ عن فتح أبواب منزلها الكبير للاجئين، ومرسمها للفنانين السوريين، فيما نظمت حفلات موسيقية عزف فيها سوريون وراح ريعها إليهم. كذلك، هي عضو مؤسس لجمعية "نوح" الألمانية، التي تساعد السوريين خارج حدود ألمانيا.
لم توفّر بوتسكا باباً في ألمانيا إلا طرقته، وحاولت تأمين ثمن حقائب مدرسية لستمائة طفل سوري لاجئ في لبنان. إلى ذلك، ابتكرت وسائل جديدة لتعليم اللغة الألمانية مستفيدة من مهاراتها كمدرّسة سابقة، وأنشأت صفحة على موقع "فيسبوك" وراحت تبحث عن اللاجئين السوريين والعراقيين في منطقتها. من ثمّ، راحت ترسل لهم يومياً دروساً ألمانية من منهاجها الخاص. أيضاً، عالجت آلام الأطفال السوريين الهاربين من الحرب بالألوان والورق.
من جهة أخرى، تحمّلت نفقات سفر سوريين نجحوا في الحصول على لمّ شمل هنا، واستقبلت آخرين في مطار برلين وأوصلتهم إلى منازلهم. عملت في الظلّ ولم تبغِ أيّ شهرة، فيما صرخت في وجه الذين عارضوها وأخافوها من السوريين، وقالت لهم: "أنا زرت سورية. أنتم لا تعرفون هذا الشعب. أنا عرفته".
في المقابل، لم يخذلها أحد من الذين قدّمت لهم يد العون. وتقول بوتسكا، لـ"العربي الجديد": "أهتمّ بأطفال اللاجئين خصوصاً. لن يسعفني ما تبقى من العمر لأراهم شباباً، لكن مثلما يقول المثل الألماني: ازرع شجرة حتى يرقص غيرك في ظلّها". هكذا، استحقّت بوتسكا ترشيحها لجائزة أفضل مواطن ألماني.
في سنة 2003 وبعدما كشفت إحصاءات رسمية عن أنّ 31 مليون مواطن ألماني يتطوّعون اجتماعياً في ألمانيا، أطلقت جائزة أفضل مواطن ألماني تحت عنوان "لي، لنا، لجميعنا". والجائزة التي يبدو كأنّها تحمل دعوة إلى الحياة، تكرّم سنوياً الأفراد والمؤسسات والجمعيات التي تُعنى بالعمل التطوّعي. ويبلغ إجمالي الجائزة 440 ألف يورو.
وفي السنوات السابقة، قبل أن تبرز قضيّة المهاجرين واللاجئين، شغلت قضايا البيئة وتكافؤ الفرص والتعليم المواطنين الألمان. وكانوا يتطوّعون في سبيلها. ولأنّ 2015 - 2016 تُعَدّ سنة اللجوء الأولى في ألمانيا، تُخصَّص جائزة المواطن الألماني اليوم لأفضل ألماني قدّم عملاً تطوعياً استثنائياً لمصلحة اللاجئين السوريين.
تجدر الإشارة إلى أنّ العمل التطوّعي من أبرز مظاهر الحياة الاجتماعية في ألمانيا. على الرغم من فرديّة الأشخاص وانشغالهم في ما يخصّهم في الأوضاع الطبيعية، إلا أنّهم يظهرون تكاتفاً كبيراً عندما يتعلق الأمر بقضيّة محقة ما أو بمشكلة تعني المجتمع بكامله. وقد ذهب بعض المحللين السياسيين إلى التنبؤ بأنّ الجيل الثاني من اللاجئين السوريين لن يعانوا من مشكلة كبيرة في التطرّف، لأنّ الألمان كانواً أكثر قرباً وتعاوناً معهم بالمقارنة مع غيرهم من الشعوب الأوروبية.