ارتفاع الأسعار حرمَ السوريين حلوى العيد

10 يوليو 2016
ارتفاع الأسعار أخرج حلويات العيد من حسابات ميزانية الأسرة(Getty)
+ الخط -

غيرت الأسعار المرتفعة بالأسواق من عادات وأنماط السوريين الاستهلاكية، حتى المرافقة للأعياد من حلويات و"طبخ العيد" بعد أن تعدى سعر كيلو الحلويات 10 آلاف ليرة سورية "210 دولارات" بدمشق.

وقال تجار بالعاصمة السورية إن أسعار الحلويات ارتفعت بنحو 30% ليصل سعر كيلو البلورية نحو 10000 ليرة، والآسية 9000 ليرة، والوربات بالصنوبر والكاجو 8000 ليرة، وعش البلبل 8000 ليرة.

أما المعمول بالفستق فقد وصل سعر الكيلو نحو 7500 ليرة مقابل 6500 ليرة لمعمول الجوز، فيما وصل سعر الحلويات "الناشفة" من برازق وغريبة ومعمول العيد، نحو 2600 ليرة للكيلو الواحد.

ويقول أمين سر الجمعية الحرفية لصناعة الحلويات والبوظة، ماجد حقي، "ارتفعت أسعار الحلويات خلال الفترة الأخيرة بنحو 15% وأكثر من 30% عما كانت عليه العام الفائت، بسبب أسعار المواد الأولية وأجور العاملين وتكاليف الإنتاج".

وأضاف حقي خلال تصريحات أمس الأول، أن الجمعية "تقوم بدراسة شهرية لتكلفة تصنيع الحلويات حسب المواد الأولية المستخدمة، سواء كانت ذات منشأ حيواني أو نباتي، ومن ثم تقوم برفع تلك الدراسة لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك" والتي تقوم بدورها بتحديد الأسعار وفقا للدراسة المقدمة بعد التأكد من صحة التكاليف.

وبحسب التجار، استغنى السوريون عن العديد من لوازم وطقوس العيد، من ملبوسات ومأكولات، إثر تراجع الدخول إلى ما دون 70 دولاراً للعامل بالدولة بعد التضخم النقدي الذي زاد عن 900% وارتفاع الأسعار أكثر من 1000% عن أسعار قبل الثورة عام 2011.

وتقول العاملة السابقة بوزارة الصناعة، عائدة شباط، من حي دمر بدمشق، "بات تأمين الطعام وضروريات الحياة اليومية، هو المسيطر على الأسرة السورية، بواقع الحصار والفقر الذي يعيشه السوريون، ولم تعد حلويات العيد ضمن حسابات ميزانية الأسرة".

وأضافت شباط لـ"العربي الجديد" خلال الأعياد السابقة كنا نستغني عن الحلويات الجاهزة مرتفعة الأسعار، بصناعة بعض الحلويات بالمنزل، لكن ارتفاع أسعار المواد الأولية حرمنا حتى من الحلويات البسيطة كالمعمول والغريبة.

وكانت دراسة حديثة، صادرة عن هيئة حماية المستهلك، قد أشارت إلى أن العائلة السورية المكونة من خمسة أشخاص تحتاج إلى ما يقارب 9 كيلو من معمول العيد، مما يعني تكلفة صناعة حلويات العيد المنزلية لعائلة واحدة، تساوي 14 ألف ليرة لمعمول الجوز، وحوالي 8 آلاف ليرة لمعمول العجوة أي ما يساوي 22 ألف ليرة سورية، بحوالي 3 أضعاف الزيادة الأخيرة على التعويض المعيشي الذي حددته الحكومة السورية والمقدر بـ 7500 ليرة، بعد أن ارتفعت أسعار المشتقات النفطية بنحو 40% لترتفع معها أسعار معظم السلع والمنتجات.

وقالت الدراسة، إن ارتفاع الأسعار، والوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المواطن السوري مع حلول عيد الفطر، شكل هاجساً أمام بعض العائلات السورية في صنع حلوى العيد في المنزل مثل "المعمول بالعجوة والجوز".

وارتفعت أسعار مستلزمات صناعة حلوى العيد المنزلية في العام الحالي بنسبة كبيرة عن العام الماضي حيث وصل سعر كيلو طحين "الزيرو" إلى 275 ليرة سوية بينما كان في العام الماضي حوالي 175 ليرة سورية، وارتفع سعر كيلو السكر من 150 إلى 400 ليرة وسعر كيلو السمنة الحيواني من 2000 إلى حوالي 3800 ليرة سورية.

وطاول ارتفاع الأسعار مادة الجوز من 3000 إلى 5000 ليرة، وسعر كيلو العجوة من 250 إلى 800 ليرة، لتخلص الدراسة إلى أن تكلفة صناعة المعمول بالعجوة الذي يحتاج لنفس المكونات الأساسية لمعمول الجوز، وصلت العام الحالي إلى 5275 ليرة سورية، في حين كانت تصل تكلفة صناعتها في العام الماضي إلى 3675 ليرة سورية.


دلالات
المساهمون