ائتلاف المالكي يسعى لتقويض جهود انفتاح العراق عربياً

06 أكتوبر 2014
المالكي عزل العراق عن محيطه العربي (أزهر شلال/فرانس برس)
+ الخط -
يسعى "ائتلاف دولة الفانون" بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، إلى ترسيخ سياسة عزل العراق عن دول الجوار، التي انتهجها المالكي خلال ولايته، إذ استثمر أعضاء حزبه الأحداث الأخيرة التي يشهدها العراق وسورية لتأكيد ذلك.

وقالت النائب عن "الائتلاف" عالية نصيف، في بيان صحافي: "كنّا قد حذرنا في وقت سابق من انعكاسات الأحداث الأمنية في سورية على الوضع في العراق، وقد تحققت تلك التوقعات". وأكدت أنّ "موجة الإرهاب من سورية انتقلت إلى عدد من مناطق العراق، وتكونت إمارة يحكمها إرهابيون معروفون على مستوى العالم تمتد على رقعة جغرافية تضم أراضٍ من كلا البلدين".

وأشارت نصيف إلى أنّ "تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن التي اتهم فيها السعودية والإمارات وتركيا بدعم وتمويل جبهة النصرة وتنظيم القاعدة في سورية، كشفت عن جانب خطير من المؤامرة التي أشعلت نار الإرهاب والتطرف في المنطقة"، مضيفة أنّ "تنظيم داعش هو الوريث للقاعدة وجبهة النصرة". وحمّلت الدول المذكورة "مسؤولية كل ما حصل ويحصل اليوم في العراق من تداعيات أمنية ومجازر مروعة ارتكبها عناصر داعش بحق العراقيين من مختلف المكونات".

وطالبت نصيف حكومة حيدر العبادي بـ"إقامة دعاوى قضائية ضد هذه الدول في مجلس الأمن والمحاكم الدولية، بتهمة دعم المجاميع الإرهابية والتنظيمات المتطرفة".

وكان بايدن قد قدم اعتذاره عن تصريحات تضمنت اتهامات لتركيا والسعودية والإمارات بـ"تمويل وتسليح الإرهابيين".

من جهتها اعتبرت النائب عن "ائتلاف دولة القانون" رحاب العبودة، تصريحات بايدن "تأكيداً لصدقية تحذيراتنا السابقة من تلك الدول التي لا تريد الاستقرار للعراق". وأضافت في حديثها لـ"العربي الجديد"، أنه "لا يمكن السكوت إزاء ما ارتكبته تلك الدول، ويجب التحرك السريع والقانوني ضدها".

يُشار إلى أنّ علاقات العراق مع محيطه العربي شهدت خلال ولاية المالكي، والتي استمرت لثماني سنوات، توتراً كبيراً واتهامات متبادلة عزلت العراق عن تلك الدول، ودفعت في المقابل إلى رميه في أحضان إيران، والتي تعدّ من أكثر الدول التي تدخلت في الشأن العراقي وتحكمّت بقراراته المصيرية، فضلاً عن تدريبها وتسليحها المليشيات الطائفية في البلاد.

وبعد منح الثقة لحكومة العبادي، شهد العراق انقلاباً في علاقاته الدولية، من خلال انفتاحه على المحيط العربي ومشاركة الدول العربية في الحلف الدولي لمقاتلة "داعش"، مقابل عزلة إيرانية عن هذا الحلف.

ويسعى المالكي إلى إسقاط حكومة العبادي التي قامت على أنقاض حكومته. وقد فشلت، في الـ30 من سبتمبر/أيلول المنصرم أولى محاولات إسقاط حكومة العبادي ونزع ثقة الشارع العراقي عنها، وذلك بعد تعذّر خروج التظاهرات التي أعدّ لها مسبقاً للتنديد بحكومة العبادي وسياسته الجديدة؛ وهي التظاهرات التي وجه مسؤولون عراقيون أصابع الاتهام إلى المالكي بالتحريض عليها.

وكان مصدر قد تحدث في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، عن تقديم العبادي الشكر للمرجع الديني محمود الحسني الصرخي، لإفشاله "انقلاباً" كان يعدّ له المالكي، بعد انطلاق تظاهرات الـ30 من سبتمبر.

المساهمون