انتهى "يوم الصمت" الذي يسبق الاستحقاق الرئاسي الإيراني، والذي سيبدأ صباح اليوم الجمعة، إذ غابت أصوات المرشحين الأربعة في هذه الانتخابات، كما "خفتت" أصوات المواقع والحملات الدعائية التابعة لهم.
وتم توزيع صناديق الاقتراع على الدوائر الانتخابية، ولوحظ الانتشار الأمني في عدد من المناطق، حيث أعلنت الشرطة الإيرانية عن توزيع آلاف العناصر لتأمين الأجواء الانتخابية.
من ناحيتها، شددت اللجنة الأمنية التابعة لمؤسسة الانتخابات على ضرورة "الابتعاد عن الإعلان عن النتائج غير الرسمية"، وذكرت في تصريحات صادرة عن مسؤولين فيها أنه "على كل المرشحين وداعميهم والمسؤولين عن حملاتهم الانتخابية الالتزام بهذا الأمر، وإلا سيعد مخلّاً بالأمن".
وأفادت اللجنة الأمنية، كذلك، بأنه "يحق للمرشحين الأربعة تقديم احتجاجهم على النتائج بعد صدورها بشكل رسمي، لمتابعة الأمر وفق مراحله القانونية".
وأصدرت الحملة الدعائية المخصصة للرئيس، حسن روحاني، بيانا رسميا دعا مؤيدي ومناصري هذا المرشح المعتدل لـ"عدم الخروج للاحتفال قبل الإعلان عن النتائج رسميا، وهو ما سيعد مخالفا للقانون"، حسب وصف البيان.
وفي سياق آخر، تقدمت الحملة الرسمية للمرشح المحافظ، إبراهيم رئيسي، وهو المنافس الأشرس أمام روحاني، بشكوى رسمية للجنة صيانة الدستور ووزارة الداخلية، مشككة في ما يجري في بعض دوائر الخارج، حسب ما نقلت بعض القنوات والمواقع المقربة منهم.
واعتبرت حملة رئيسي أنه "يجري توزيع صناديق أكثر من العدد المطلوب في دوائر موزعة في الولايات المتحدة الأميركية، وهو أمر غير مفهوم"، حسب تعبيرهم.
واحتجت حملة رئيسي على "عدم تخصيص دوائر كافية في كل من العراق وسورية، حيث تم تخصيص 11 صندوقا للناخبين الإيرانيين في العراق، مقابل اثنين فقط في سورية"، وهو ما أثار انتقادات، معتبرين أن "عدد الزائرين الإيرانيين للعتبات الدينية في البلدين يحتاج إلى وجود صناديق أكثر عددا".
وفي ما يتعلق بالاقتراع الذي سيبدأ في ساعات مبكرة، نقلت مواقع إيرانية أن الرئيس الإصلاحي السابق سيدلي بصوته في حسينية جماران، وهي المكان الذي يستقبل أبرز المسؤولين في البلاد للإدلاء بأصواتهم، وكان خاتمي قد دعا في رسالة مصورة المواطنين الإيرانيين للاقتراع لصالح روحاني.
واستجاب لخاتمي عدد كبير من الشباب الذين يقطنون العاصمة، ممن قاموا بجولات في شوارعها داعين المارة للمشاركة في الانتخابات أولا، والاقتراع لصالح روحاني ثانيا، في وقت يستشعر فيه الكل خطر رئيسي.
في السياق ذاته، دعا عدد من رجال الدين البارزين، ومنهم آية الله مكارم شيرازي وعلوي غرغاني، الإيرانيين للمشاركة بكثافة في اقتراع الغد.