إيبولا يحطم العادات الاجتماعية في مالي

02 ديسمبر 2014
أصبحت بعض العادات بسبب الإيبولا رديفا للموت (فرانس برس)
+ الخط -
تنظر فئة كبيرة من الماليين لمرض إيبولا على أنه "مرض قاتل لا محالة" أو هو في مفهومه الأشمل "قدر لا بد من الاستسلام إليه".

وقد أدخلت الأوضاع الصحية التي تمر بها منطقة الغرب الإفريقي بشكل عام، ومن بينها مالي، اضطرابات على مستوى الممارسات الاجتماعية، ليجد السكان أنفسهم في وضع حتّم عليهم اتباع أسلوب حياة جديد، في تباين مع ما دأبوا عليه من عادات وتقاليد، بحسب "أمادو ساليف ديالو"، أستاذ في علم الاجتماع في حديث مع الأناضول.

وإن لم ينتشر فيروس إيبولا في مالي بنفس الحدّة التي شهدتها دول مثل ليبيريا وغينيا وسيراليون، فإن تسببه في وفاة 5 أشخاص في البلاد منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أدخل الهلع في قلوب الجميع، وأربك نسق الحياة اليومية للماليين وانتقل التأثير إلى عمق الممارسات الاجتماعي.

"زومانا كوياتي"، مصور فوتوغرافي يبلغ من العمر 41 عاما، عايش تجربة مريرة بعد أن اُشتبه في إصابته بفيروس إيبولا قبل أن تُظهر نتائج تحاليله أنه سليم من المرض بتاريخ 9 أكتوبر/ تشرين الثاني 2014.

يقول "زومانا": "الأمر أسوأ من الإصابة بالإيدز فيما يتعلق بالتمييز والنبذ الذي تتعرض له، لقد عشت أياما مرت علي كالجحيم وكانت النظرات ترمقني بنظرات هي خليط من الشفقة والحذر. حتى أطفالي، تم طردهم من المدرسة، كما قاموا بطرد زوجاتي من السوق حيث يشتغلن".

إيبولا أكثر من مرض، هو أضحى مصدرا للمشاكل الاجتماعية، دفع بسكان باماكو إلى تجنب المصافحة باليد، أكثر أشكال السلام تقربا واستحبابا، بعد أن صار رديفا للموت أو لخطر عظيم يتهدد.

الأمر تجاوز ذلك ليشمل الجنائز التي لم تعد تجلب إلا النزر القليل من الناس، وهي التي من المفترض أن تجمع أكبر عدد من أحبة الفقيد لتوديعه ولرفع معنويات أسرته.

"موسى كاميتي"، معلم المدرسة القرآنية علّق على ذلك بالقول: "الامتناع عن توديع أحد الأقارب إلى مثواه الأخير هو أمر لا يمكن القبول به، لقد أصبح الأمر بمثابة مأساة اجتماعية حقيقية".

ويعقّب "ساليف ديالو" على التغير الذي أحدثه فيروس إيبولا على مستوى العلاقات الاجتماعية في مالي، ويقول في أسف بدا واضحا على ملامحه: "في بلادنا، مثلٌ يقول إن الأصدقاء الحقيقيين لا يظهرون إلا عند الشدائد، إيبولا غير حتى من عاداتنا، وحرمنا حتى من تشييع موتانا، ليتكفل آخرون بذلك".

وتقول منظمة الصحة العالمية إن أسوأ تفشٍّ للإيبولا قتل 5689 شخصاً على الأقل مع انتشار فيروس المرض في دول إفريقية تعاني من ضعف أنظمة البنية التحتية والرعاية الصحية.
دلالات
المساهمون