"هل واجهتَ يوماً خياراً مستحيلاً كالاختيار ما بين الدواء والغذاء لعائلتك؟ أو اختيار أيّ طريق إلى المدرسة هو الأقل عرضةً للقصف؟ أو أيّ من أولادك تريد إعطاءه سترة النجاة؟ ملايين الناس يُواجهون خيارات مستحيلة كهذه كلّ يوم، فنحن في خضمّ واحدة من أكبر الأزمات الإنسانيّة في حياتنا، إذ نشهد معاناة إنسانيّة لم نشهدها من قبل. الكوارث تُصيب أكثر من 200 مليون شخص كل عام، وهناك 65 مليون نازح في العالم، وهو أعلى رقم سجّل حتى اليوم، و250 مليون طفل عالقون في النزاعات". وبعد..
هذه الأسئلة والأرقام توردها الأمم المتّحدة في فيديو يحمل عنوان "مهمّات مستحيلة". هي مستحيلة لأنّها تولد في ظروفٍ مستحيلة. ما معنى العيش حين تختفي كلّ مقوّماته؟ ليست هذه دعوة إلى الانتحار. لكنّ ما يلي الأرقام أكبر من الأرقام نفسها.
ولأنّها ترتفع، تحتفل الأمم المتّحدة باليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس/ آب من كلّ عام، في إطار "إنسانيّة واحدة". قبلها، قيل عن قلب واحد ويد واحدة. من هو الإنسان؟ لحمٌ ودمّ أو أحاسيس أو "مجموعة خصائص الجنس البشريّ التي تميّزه عن غيره من الأنواع القريبة (كالحيوانات)". خصائصُ قادرة على القتل والإيذاء والتشريد والتجويع وخلق معادلات وأرقام جديدة.
تسألُ المنظّمة عن إنسانيّة المتطوّعين، أولئك الذين يضحّون بأمورٍ كثيرة من أجل مساعدة ملايين يعيشون حياةً مستحيلة. هي قصصٌ في حياة ما كان يجب أن تكون. لم يخلق طفلٌ ليجوع أو يُعيل عائلة. لم يُخلق بشر ليزحفوا ساعات على أرضٍ وعرة خوفاً من القصف.
نُحيّي رجلاً تخلّى عن حياةٍ مستقرّة في دولة أوروبيّة لمساعدة اللاجئين في اليونان، وآخر فضّل تقديم المساعدة الطبيّة للنازحين في سورية. لم يرغبا في حياة مستحيلة. مارسا إنسانيّتهما فحسب، وقد استحالت الأرقام كوابيس. ربّما كان لا بدّ من يومٍ عالمي لتذّكر معنى الإنسانيّة.. وأكثر. الأرقامُ حقيقة، لكنّها لا يجب أن تصير واقعاً. هل يستحقّ طفلٌ رغيفاً أكثر من آخر؟ هل تستحقّ عائلة مسكناً أكثر من أُخرى؟ والمتطوّعون يسعون ويناشدون دولاً تقديم الأموال والمساعدات. ويناشدون المقاتلين "تعليق" القصف ساعات قليلة فقط. يناشدون ويناشدون. وبعد..
هل تكون الإنسانيّة في عزلة؟ ماذا يمكن للبشر أن يفعلوا؟ هل يغلقون طرقات الكوكب من أجل أشقائهم البشر؟ هراء. قبلَ أن يشعر البشر مع الآخرين، يشعرون مع أنفسهم. وهذه إنسانيّة الإنسان حيال نفسه. وحتى يرتاح ضميره، ربّما يتخلّى عن ثياب مستعملة. قبل إحياء مثل هذا اليوم، لا بدّ من إعادة تعريف الإنسانية.
اقــرأ أيضاً
هذه الأسئلة والأرقام توردها الأمم المتّحدة في فيديو يحمل عنوان "مهمّات مستحيلة". هي مستحيلة لأنّها تولد في ظروفٍ مستحيلة. ما معنى العيش حين تختفي كلّ مقوّماته؟ ليست هذه دعوة إلى الانتحار. لكنّ ما يلي الأرقام أكبر من الأرقام نفسها.
ولأنّها ترتفع، تحتفل الأمم المتّحدة باليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس/ آب من كلّ عام، في إطار "إنسانيّة واحدة". قبلها، قيل عن قلب واحد ويد واحدة. من هو الإنسان؟ لحمٌ ودمّ أو أحاسيس أو "مجموعة خصائص الجنس البشريّ التي تميّزه عن غيره من الأنواع القريبة (كالحيوانات)". خصائصُ قادرة على القتل والإيذاء والتشريد والتجويع وخلق معادلات وأرقام جديدة.
تسألُ المنظّمة عن إنسانيّة المتطوّعين، أولئك الذين يضحّون بأمورٍ كثيرة من أجل مساعدة ملايين يعيشون حياةً مستحيلة. هي قصصٌ في حياة ما كان يجب أن تكون. لم يخلق طفلٌ ليجوع أو يُعيل عائلة. لم يُخلق بشر ليزحفوا ساعات على أرضٍ وعرة خوفاً من القصف.
نُحيّي رجلاً تخلّى عن حياةٍ مستقرّة في دولة أوروبيّة لمساعدة اللاجئين في اليونان، وآخر فضّل تقديم المساعدة الطبيّة للنازحين في سورية. لم يرغبا في حياة مستحيلة. مارسا إنسانيّتهما فحسب، وقد استحالت الأرقام كوابيس. ربّما كان لا بدّ من يومٍ عالمي لتذّكر معنى الإنسانيّة.. وأكثر. الأرقامُ حقيقة، لكنّها لا يجب أن تصير واقعاً. هل يستحقّ طفلٌ رغيفاً أكثر من آخر؟ هل تستحقّ عائلة مسكناً أكثر من أُخرى؟ والمتطوّعون يسعون ويناشدون دولاً تقديم الأموال والمساعدات. ويناشدون المقاتلين "تعليق" القصف ساعات قليلة فقط. يناشدون ويناشدون. وبعد..
هل تكون الإنسانيّة في عزلة؟ ماذا يمكن للبشر أن يفعلوا؟ هل يغلقون طرقات الكوكب من أجل أشقائهم البشر؟ هراء. قبلَ أن يشعر البشر مع الآخرين، يشعرون مع أنفسهم. وهذه إنسانيّة الإنسان حيال نفسه. وحتى يرتاح ضميره، ربّما يتخلّى عن ثياب مستعملة. قبل إحياء مثل هذا اليوم، لا بدّ من إعادة تعريف الإنسانية.