بعد الإفادة التي قدّمتها أخيراً مديرة وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، جينا هاسبل، أمام زعماء لجان عدّة في مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم الثلاثاء، بشأن قضية الصحافي السعودي جمال خاشقحي، وهي الإفادة التي ذكرت وسائل إعلامية أن البيت الأبيض كان يحجبها عن الكونغرس في البداية؛ تحدّث أعضاء من الحزبين وقد بدوا واثقين للغاية من أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، هو المسؤول المباشر والرئيس عن العملية التي أفضت إلى مقتل الصحافي السعودي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وقال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المقرّب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن "لديه ثقة كبيرة"، بعد إفادة مديرة "سي آي إيه"، في أن "قتل خاشقجي ما كان ليحصل دون معرفة ولي العهد السعودي"، مضيفاً أن الأخير "ضالع في ذلك على أعلى مستوى ممكن".
وأكّد غراهام، الذي هاجم بن سلمان في أكثر من مناسبة، ووصفه بأنه "معول هدم"، أنه "لن يدعم صفقات الأسلحة للسعودية" طالما بقي الأخير في السلطة، واصفاً إياه بأنه "مهووس وخطر".
وأوضح غراهام أنه "سيعمل مع زملائه في مجلس الشيوخ لإرسال بيان بأن ولي العهد السعودي شريك في قتل خاشقجي"، مؤكداً وجوب "فرض عقوبات بموجب قانون ماجنتسكي على الضالعين في القتل".
واتهم إدارة ترامب بأنها "لا تريد فيما يبدو أن تعترف بأدلة تورط ولي عهد السعودي في القتل".
أمّا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بوب كوركر، فقد أكد للصحافيين، عقب الإفادة، أنه "ليس لديه أي شك في أن ولي العهد أشرف على جريمة القتل، وكان يتم إطلاعه على الوضع طوال عملية القتل".
وهدّد بأن الكونغرس سيتحرك لو لم "يقف ترامب ويقول في الأيام القليلة المقبلة إن أميركا لا تؤيد القتل".
من جانبه، قال السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز، بعد الاستماع لإفادة الاستخبارات أيضاً، إنه "ينبغي على أميركا أن تبعث برسالة واضحة لا لبس فيها للسعوديين"، مردفاً أن "فرض عقوبات تتجاوز المفروضة حالياً على سعوديين سيبعث بهذه الرسالة".
ووصف السناتور الجمهوري، ريتشارد شيلبي إفادة هاسبل بأنها "أكدت كثيراً من تصوراتنا بشأن قتل خاشقجي"، قائلا إن ذلك الأمر "لا يقرّه أحد في أميركا".
في الأثناء، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر لم تحدّده أن إدارة الرئيس ترامب ستطلع كل أعضاء مجلس النواب على وضع السعودية يوم 13 ديسمبر/كانون الأول.
وأضافت الوكالة، نقلا عن المصدر ذاته أيضاً، أنه "من المتوقع أن تقدم هاسبل إفادة لزعماء مجلس النواب بشأن مقتل خاشقجي"، بعد أن قدّمت الإفادة الأولى لأعضاء من مجلس الشيوخ، الغرفة العليا من البرلمان الأميركي.