أغلقت في السودان، اليوم الخميس، جميع المراكز الانتخابية تمهيداً لبدء عملية فرز وإعلان النتائج غداً الجمعة، فيما قدّرت بعثة الاتحاد الأفريقي لمراقبة الانتخابات نسبة المشاركة في التصويت ما بين 30 إلى 35%، ووصفت العملية بأنها "عكست توجهات الشعب السوداني".
وأعلنت مفوضية الانتخابات عن "إثبات حالة تزوير بأحد المراكز شرق السودان، عبر ملء صناديق الاقتراع بالبطاقات، ما استدعى إحالة المتورطين إلى المحاكمة".
كما كشفت المفوضية عن هجوم نفذه مسلحون، اليوم، على مركزين بولاية شمال درافور، واستولوا خلاله على صناديق الاقتراع.
وانطلقت الانتخابات في السودان يوم الاثنين الماضي، وسط مقاطعة واسعة من قبل أحزاب المعارضة، بينهم حزب "الأمة" بقيادة الصادق المهدي و"المؤتمر الشعبي" بزعامة حسن الترابي، فضلاً عن غياب المراقبين الدوليين الذين أعلن بعضهم عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات.
وشهد اليوم الرابع من الانتخابات، الذي مددت المفوضية خلاله العملية الانتخابية، إقبالاً ضعيفاً في عدد من المراكز. ورصدت "العربي الجديد" في العاصمة الخرطوم، أن نسب التصويت لم تتجاوز النصف في المئة.
وكانت رئيسة مركز مدرسة "رفيد" الأساسية في الخرطوم، عوضية محمد عبد الله، قد أوضحت، لـ"العربي الجديد"، أن "عدد المسجلين بالمركز 2682 ناخباً، ومن صوّت منهم حتى الآن يزيد عن 400 ناخب"، ورجحت أن "يرتفع العدد مع نهاية اليوم إلى 500 شخص، مشيرة إلى أن "الإقبال، مقارنة بالأمس، ضعيف جداً".
وفي السياق ذاته، أشارت رئيسة مركز امتداد ناصر "أ"، سامية طيفور، لـ"العربي الجديد"، إلى "ضعف الإقبال على الاقتراع"، لافتة إلى أن "عدد الناخبين بالمركز 4618 فرداً، بينما من صوّتوا قبل إغلاق الصناديق بساعات لم يصل عددهم إلى ألفي شخص، أي نصف عدد المسجلين".
إلى ذلك، دافعت مفوضية الانتخابات عن التمديد ليوم إضافي، ما أدى إلى رفع وتيرة التصويت خلاله.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم المفوضية، الهاديلا محمد أحمد، عن بدء عمليات الفرز في الثامنة من صباح الغد، الجمعة، في المركز وإعلان النتائج الأولية، مقللاً من أهمية انسحاب اثنين من مرشحي رئاسة الجمهورية من السباق الانتخابي.
وأوضح أن "الانسحاب غير قانوني، وإنما قُصد منه الإعلام فقط، باعتبار أن باب الانسحاب أغلق قبل أسبوع من انطلاقة الحملة الانتخابية".
وأشار الهادي إلى أن "العملية الانتخابية بمناطق النزاع في إقليم درافور وجنوب كردفان والنيل الأزرق تمت دون عوائق أمنية، باستثناء بعض الأحداث هنا وهناك".