مع مرور العام الأول على حصار قطر، لا تزال وسائل الإعلام المصرية، التابع معظمها لأجهزة الاستخبارات، تصرّ على ترويج الأكاذيب. فمرة تقول "قطر على وشك الإفلاس"، وأخرى "المعارضة القطرية على وشك أن تحقق أهدافها".
لم يتوقف هذا الإعلام عند حدّ ترويج الشائعات، فكل شيء متاح ومباح. الشخصي يختلط بالعام، إذ قتل، هذا الإعلام، في هجومه على قطر، كل المفاهيم العلمية والمصطلحات المتعلقة بالمهنية، مثل "المصداقية" و"الرأي والرأي الآخر"، حتى أصبحت كل هذه المسمّيات في خبر كان، وبات الأهم الصورة السيئة والمسيئة التي يريد تصديرها للمصريين عن قطر التي تمت شيطنتها، إذ صارت هي العدو الأكبر. ويبدو أنه صار إعلام "الطرشان"، إذ يروّج لأكاذيبه التي لا يصدقها أحد، غير مهتم بانصراف المشاهدين عن متابعته، في حين أن المصريين أصبحوا يبحثون عن الحقيقة بعيداً عن تلك القنوات وأولئك الإعلاميين من مروّجي الأكاذيب.
أحدث تلك الشائعات هي ما نشره موقع "اليوم السابع". فمع مرور عام على الحصار المفروض من السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر، نشر الموقع المملوك لشركة "إعلام المصريين"، التابعة للاستخبارات العامة، تقريراً يدّعي أن الاقتصاد القطري يمر منذ عام بانتكاسات متواصلة، كان آخرها فقدان الدوحة أصولاً احتياطية، تقدر بـ23 مليار ريال، أي 6.3 مليارات دولار، خلال إبريل/ نيسان الماضي، وهو ما كذبته الأرقام الرسمية التي أظهرت ارتفاع الاحتياطيات الدولية والسيولة بالنقد الأجنبي لدى مصرف قطر المركزي في إبريل/ نيسان وزيادة الاحتياطي والسيولة، وهما مقياس قدرة البنك المركزي على دعم العملة المحلية الريال، إلى 39.8 مليار دولار الشهر الماضي من 37.8 مليار دولار في مارس/ آذار.
أولى تلك الأكاذيب التي روّجها الإعلام المصري، كانت بعد إعلان الحصار مباشرة، عندما زعمت وسائل إعلام مصرية أن العديد من المواطنين والمقيمين في قطر "هرعوا إلى المتاجر" لتخزين المواد الغذائية، بعد الاستيقاظ على خبر إغلاق السعودية لحدودها البرية مع قطر، وكان يتم استيراد قدر كبير من المنتجات الغذائية عبْرها.
اقــرأ أيضاً
ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل وصل الحال ببعض المواقع المصرية إلى نشر صور مزيفة لمواطنين في العديد من متاجر التجزئة ومحال البقالة الشعبية يتزاحمون لملء عربات تسوّقهم، بزجاجات حليب وماء وأكياس من الأرز، والبيض، وغيرها، كما نشرت صورًا من أرفف فارغة في متاجر التجزئة لتوحي بأن السكان أفرغوا المتاجر من الدجاج وغيره من اللحوم الطازجة والمجمدة في بعض المحال التجارية.
المذيع أحمد موسى زاد على ذلك وقال في برنامج "على مسؤوليتي"، الذي أذيع مساء الخامس من يونيو/ حزيران 2017، "إن هناك تسونامي يضرب قطر.. تسونامي يحوّل قطر إلى دولة الناس بتدوّر فيها على العيش". وأضاف "أحدثكم بجدية. الناس في قطر يفتشون الآن ولا يجدون الخبز والسكر والزيت والسمنة ولا أي طعام يأكلونه. لماذا أقول هذا؟ لأن القطريين قبل الإفطار نسفوا كل شيء، فبعد الإفطار لم يجدوا طعاماً للسحور. ولا حتى لبن (زبادي) أو أي شيء يأكلونه. لماذا؟ لأنّ الأشقاء في المملكة العربية السعودية أقفلوا المنافذ التي كان يحصل القطريون منها على الطعام. أقول لكم إنّ مجاعةً ستحصل". وأضاف موسى "هناك 300 ألف مصري في قطر لو نزلوا الشارع سيقلبون نظام الحكم، لكنّ المصريين محترمون ولا يفعلون ذلك. مجرّد قرار اتّخذ في يومٍ واحد جعل الشعب لا يجد ما يأكله". وعرض موسى نفس الصور "المزيفة" وقال "هذا هي قطر الآن.. محتاجة أن يرسل لها أكل.. السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين لما كشّروا ده اللي حصل.. والشعب القطري هو الذي تضرّر.. النظام القطري لم يتضرر، أسهل شيء الطيارة جاهزة، وعلى فكرة الطيارة الآن تلف في المطار وممكن في أي لحظة أن يذهبوا إلى إيران، أو إلى تركيا، وهناك عروض من إيران ومن تركيا، تقول لهم تفضّلوا عندنا".
وفي الحلقة نفسها ردد موسى كذبة أن قوات الصاعقة انتشرت في شوارع الدوحة كي تخيف الناس، مضيفاً: "هناك أشخاص اتصلوا بي من قطر ليحكوا لي، وأقول لكم إننا نحصد مشاهدات عالية هناك. نحن سي إن إن الخاصة بهم".
اقــرأ أيضاً
وتعليقاً على حلقة موسى التي نشرتها قناة "صدى البلد" على موقع "يوتيوب"، هاجم مصريون وعرب من جنسيات مختلفة كذب موسى. وقال وليد المطيري "أحمد موسى يكذب كما يتنفس". وقال آخر "أغبى إعلامي على وجه الكرة الأرضية، قطر دولة غنية ولن يؤثر فيها إغلاق الطرق البرية، لأن لديها أسطولاً من الطائرات وميناء يمكّنها من استيراد كل شيء".
كذبة أخرى كان لها نصيب كبير من الاهتمام في وسائل الإعلام المصرية حول قطر، وهي "وجود معارضة قوية داخل البلاد، تخطط لإطاحة نظام الحكم"، حتى إنّ جهاز الاستخبارات المصرية وفّر ترددًا على القمر المصري "نايل سات" من أجل بث قناة ما تسمى بـ"المعارضة القطرية"، واستغلت وسائل الإعلام المصرية المدعو سلطان بن سحيم، الذي يدعي أنه "رئيس المعارضة القطرية".
ولم يتوقف أمر الأكاذيب والشائعات التي يروّجها الإعلام المصري ضد قطر عند حد الدعاية السياسية، بل وصل الأمر إلى الفجْر في الخصومة، إذ طاولت تلك الشائعات الحيوات الشخصية للمسؤولين القطريين.
أحدث تلك الشائعات هي ما نشره موقع "اليوم السابع". فمع مرور عام على الحصار المفروض من السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر، نشر الموقع المملوك لشركة "إعلام المصريين"، التابعة للاستخبارات العامة، تقريراً يدّعي أن الاقتصاد القطري يمر منذ عام بانتكاسات متواصلة، كان آخرها فقدان الدوحة أصولاً احتياطية، تقدر بـ23 مليار ريال، أي 6.3 مليارات دولار، خلال إبريل/ نيسان الماضي، وهو ما كذبته الأرقام الرسمية التي أظهرت ارتفاع الاحتياطيات الدولية والسيولة بالنقد الأجنبي لدى مصرف قطر المركزي في إبريل/ نيسان وزيادة الاحتياطي والسيولة، وهما مقياس قدرة البنك المركزي على دعم العملة المحلية الريال، إلى 39.8 مليار دولار الشهر الماضي من 37.8 مليار دولار في مارس/ آذار.
أولى تلك الأكاذيب التي روّجها الإعلام المصري، كانت بعد إعلان الحصار مباشرة، عندما زعمت وسائل إعلام مصرية أن العديد من المواطنين والمقيمين في قطر "هرعوا إلى المتاجر" لتخزين المواد الغذائية، بعد الاستيقاظ على خبر إغلاق السعودية لحدودها البرية مع قطر، وكان يتم استيراد قدر كبير من المنتجات الغذائية عبْرها.
المذيع أحمد موسى زاد على ذلك وقال في برنامج "على مسؤوليتي"، الذي أذيع مساء الخامس من يونيو/ حزيران 2017، "إن هناك تسونامي يضرب قطر.. تسونامي يحوّل قطر إلى دولة الناس بتدوّر فيها على العيش". وأضاف "أحدثكم بجدية. الناس في قطر يفتشون الآن ولا يجدون الخبز والسكر والزيت والسمنة ولا أي طعام يأكلونه. لماذا أقول هذا؟ لأن القطريين قبل الإفطار نسفوا كل شيء، فبعد الإفطار لم يجدوا طعاماً للسحور. ولا حتى لبن (زبادي) أو أي شيء يأكلونه. لماذا؟ لأنّ الأشقاء في المملكة العربية السعودية أقفلوا المنافذ التي كان يحصل القطريون منها على الطعام. أقول لكم إنّ مجاعةً ستحصل". وأضاف موسى "هناك 300 ألف مصري في قطر لو نزلوا الشارع سيقلبون نظام الحكم، لكنّ المصريين محترمون ولا يفعلون ذلك. مجرّد قرار اتّخذ في يومٍ واحد جعل الشعب لا يجد ما يأكله". وعرض موسى نفس الصور "المزيفة" وقال "هذا هي قطر الآن.. محتاجة أن يرسل لها أكل.. السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين لما كشّروا ده اللي حصل.. والشعب القطري هو الذي تضرّر.. النظام القطري لم يتضرر، أسهل شيء الطيارة جاهزة، وعلى فكرة الطيارة الآن تلف في المطار وممكن في أي لحظة أن يذهبوا إلى إيران، أو إلى تركيا، وهناك عروض من إيران ومن تركيا، تقول لهم تفضّلوا عندنا".
وفي الحلقة نفسها ردد موسى كذبة أن قوات الصاعقة انتشرت في شوارع الدوحة كي تخيف الناس، مضيفاً: "هناك أشخاص اتصلوا بي من قطر ليحكوا لي، وأقول لكم إننا نحصد مشاهدات عالية هناك. نحن سي إن إن الخاصة بهم".
وتعليقاً على حلقة موسى التي نشرتها قناة "صدى البلد" على موقع "يوتيوب"، هاجم مصريون وعرب من جنسيات مختلفة كذب موسى. وقال وليد المطيري "أحمد موسى يكذب كما يتنفس". وقال آخر "أغبى إعلامي على وجه الكرة الأرضية، قطر دولة غنية ولن يؤثر فيها إغلاق الطرق البرية، لأن لديها أسطولاً من الطائرات وميناء يمكّنها من استيراد كل شيء".
كذبة أخرى كان لها نصيب كبير من الاهتمام في وسائل الإعلام المصرية حول قطر، وهي "وجود معارضة قوية داخل البلاد، تخطط لإطاحة نظام الحكم"، حتى إنّ جهاز الاستخبارات المصرية وفّر ترددًا على القمر المصري "نايل سات" من أجل بث قناة ما تسمى بـ"المعارضة القطرية"، واستغلت وسائل الإعلام المصرية المدعو سلطان بن سحيم، الذي يدعي أنه "رئيس المعارضة القطرية".
ولم يتوقف أمر الأكاذيب والشائعات التي يروّجها الإعلام المصري ضد قطر عند حد الدعاية السياسية، بل وصل الأمر إلى الفجْر في الخصومة، إذ طاولت تلك الشائعات الحيوات الشخصية للمسؤولين القطريين.