اتسعت رقعة وعدد المصابين بداء "الليشمانيا" الجلدي وسط سكان جهة "درعة تافيلالت"، جنوب المغرب، وخاصة في منطقة "زاكورة"، وبلغ العدد في أحدث إحصاء رسمي 3548 مصابا، فيما تحاول السلطات تطويق العدوى لمنع حدوث المزيد من الإصابات.
وقال وزير الصحة بالنيابة، عبد القادر عمارة، لـ"العربي الجديد"، إن "الليشمانيا مرض يتأرجح بين فترات خمول وفترات نشاط، وهو حاليا في فترة نشاط كبير في بعض مناطق الجنوب، وخصوصا إقليم زاكورة".
وأكد المسؤول الحكومي أن "وزارة الصحة عممت فحصا شاملا في المناطق الموبوءة، خاصة في المدارس، حيث تم فحص أكثر من 128 ألف تلميذ، كما أن الوزارة شنت حربا ضد الفأر الأصهب لكونه يعد خزانا طبيعيا لمرض الليشمانيا، علاوة على محاربة ذبابة الرمل لأنها ناقلة للعدوى بامتياز".
وقالت وزارة الصحة المغربية في بيان، إن وفدا طبيا زار العديد من المدارس في جهة درعة تافيلالت، وخصوصا المناطق الموبوءة، "تم فحص 128730 تلميذا، وتم العثور من بينهم على 1420 حالة إصابة بداء الليشمانيا الجلدية، وتم علاجها في المراكز والمؤسسات الصحية التابعة للوزارة".
وتابع البيان "لدى زيارة الدواوير القروية، وبعد فحص أكثر من 83450 شخصا من السكان، تبين إصابة 2128 فردا بالليشمانيا، وأنه تم علاجهم جميعا من طرف وزارة الصحة بالمجان، نظرا إلى القدرة الشرائية المحدودة لسكان هذه المناطق الفقيرة".
والليشمانيا داء يصيب الجلد ويؤدي إلى ظهور جروح متقرحة تدوم بضعة أسابيع وأحيانا شهورا، وينجم عن اختراق طفيليات جراء تعرض المصاب للدغة أو لسعة أنثى ذباب الرمل، ما يفسر تعرض مناطق الجسم غير المغطاة مثل الوجه والأطراف.
وليست هذه المرة الأولى التي يشهد فيها المغرب تفشي الليشمانيا في مناطق الجنوب المهمشة، لكنه انتشر هذه المرة بشكل لافت مصيبا مئات الضحايا، خاصة الأطفال.
وانتقل داء اللشيمانيا إلى البرلمان المغربي من خلال توجيه الأحزاب أسئلة إلى الحكومة تطالبها بتدخل أكبر من أجل تطويق استفحال الداء، وليس فقط متابعة علاج المصابين أو محاربة الفئران، وامتد الأمر إلى المطالبة بالتنمية الصحية والاجتماعية والاقتصادية لهذه المناطق المتضررة.
وانتقدت النائبة في حزب العدالة والتنمية الحاكم، فتيحة الشوباني، ما سمّته العجز الصحي في جهة درعة تافيلالت بسبب تراكم سياسات حكومات متعاقبة لم تول المنطقة أي عناية، مشيرة إلى وجود مشكلات في المعدات الطبية والكوادر الصحية والبشرية في هذه المناطق.
ولفت النائب عمر الوردي، من حزب الأصالة والمعاصرة (المعارض)، إلى أن "مناطق في جهة درعة تافيلالت لم تصلها حملة وزارة الصحة، ولم تستفد من العلاج أو الفحوص"، مطالبا بمزيد من التنسيق مع المجالس المحلية والمجتمع المدني وتقديم حلول واقعية لوقف تفشي الداء.
وقال الناشط الاجتماعي، محمد الشطان، لـ"العربي الجديد"، إن سبب تفشي الداء هو غياب النظافة، بالتزامن مع اختلال التوازن الطبيعي بعد تهجير كلاب ضالة من مجموعة من المدن إلى هذه الدواوير بإقليم زاكورة، وهو ما تسبب في هجرة القطط التي كانت تتغذى على الفئران، ما ساعد الفئران على التكاثر بكثافة.