إرجاء إعلان "صفقة القرن"... وطرح عربي بديل بهدنة طويلة

12 مايو 2018
يرفض الشارع العربي التطبيع مع إسرائيل (فاضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -


قالت مصادر أميركية في القاهرة، إن قراراً بإرجاء خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإحلال السلام في الشرق الأوسط، والمعروفة باسم "صفقة القرن"، لأجل غير مسمى، تم اتخاذه في البيت الأبيض أخيراً، بسبب تعقيدات لدى عدة أطراف إقليمية.

وأضافت المصادر، التي تحدثت إلى "العربي الجديد"، أن "أول الأطراف التي تقف عقبة أمام الخطة الأميركية هو رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نفسه، الذي يرفض تقديم أي تنازلات أو التعاطي مع ملاحظات وضعها الأصدقاء العرب، لتجاوز مسألة غضب الشارع العربي". ولفتت إلى أن نتنياهو يتمسك بعدم منح الفلسطينيين أي وجود مشروع في القدس، ولو على سبيل الإقامة فقط، بالإضافة إلى إصراره على عدم الانسحاب من مناطق في الضفة الغربية ومحيط القدس، تدخل ضمن نطاق التصورات الأوّليّة للخطة الأميركية.

وكشفت المصادر أن تصوراً طرحته أطراف عربية وصفتها "بالحليفة لإسرائيل"، يقضي بعقد هدنة طويلة المدى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، كبديل عن "صفقة القرن" في ظل تعقُّد المشهد، وصلابة موقف الشارع العربي. وشددت المصادر على أنه "مهما كانت مواقف بعض الأنظمة العربية الداعمة للخطة الأميركية قوية، إلا أن الشارع العربي ما زال صاحب الموقف الأقوى فيما يخص القضية الفلسطينية". وقالت المصادر إن العلاقات "المتينة" في الوقت الراهن التي تربط إسرائيل بعدد من الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والسعودية، وإن كانت الأخيرة بشكل غير معلن، لا تكفي وحدها لتمرير خطة ترامب للسلام، في ظل الإصرار الإسرائيلي على عدم تقديم أي تنازل، ورفض الشارع العربي للتطبيع مع إسرائيل من دون التوصل لحل للقضية الفلسطينية يحافظ على المقدسات.

وأشارت إلى أن مصر على سبيل المثال وجدت في مقترح الهدنة طويلة المدى حلاً عبقرياً للخروج من مأزق "صفقة القرن"، في ظل المطالبات والضغوط الأميركية والإسرائيلية، لتمرير مشروع تبادل الأراضي ضمن الخطة الأميركية، والتي بمقتضاها قد تتنازل مصر عن مناطق واسعة في شمال سيناء لضمها إلى قطاع غزة. وأكدت المصادر أن هناك تبايناً واضحاً في الموقفين المصري والسعودي بشأن "صفقة القرن"، موضحة أنه في الوقت الذي تتعامل معها القاهرة بتمهل وبشيء من التحفظ، وهي أقرب إلى المضطر، يسوّق ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لها بقوة، بل ويسرّع من وتيرة التوصل للخطوات الفعلية للإعلان الرسمي عنها. وكانت السعودية قد مارست ضغوطاً واسعة على السلطة الفلسطينية للقبول بالتصور الأميركي لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، والذي يتضمن إقامة دولة فلسطينية مقطّعة الأوصال بحدود مؤقتة، مع تأجيل البتّ بملف عودة اللاجئين.