إذ الصُّبحُ تمثالٌ

11 يونيو 2020
لبيبة زغبي (لبنان 1890 - الأرجنتين 1973)
+ الخط -
 
مَطلعُ الظَّبي
 
ينتزعني مَطلعُ الظَّبي، شبيهُ الوَرْد،
من همرِ الملح.
شَعرهُ يوشوش في أُذني 
ويلينُ كالأصفرِ "ميناءُ الحُسن".
قميصُه دالَّةٌ على خدِّي
وكيف يبتدئُ صدرُه
وكيف الوجدُ لا يتيح الوجدَ
إذ الصُّبحُ تمثالٌ لا يزيحُ عنَّا.
يبذلُ البحرُ كلَّ وُسْعِنا،
يحوزُ اختفاءَنا الميَّاس.
 
 
■ ■ ■
 
 
تسكير الغروب
 
تتشرَّد ظلالُ البوغانفيليا
بعد طعناتِ الجُنَيْنة.
يتساقط الشَّاي في قدحِكَ 
الباسلِ مثل الوَداع.
وحدها شفاهُكَ تمتصُّ المدينةَ 
عند تسكيرِ الغروب،
هي التي تغطُّ فيها الفاكهةُ
وتسبح.
 
 
ينطُّ حجرُ الترامواي بين الأجسام.
تُصيبه الرّوح
بين باب إدريس والمَنارة.
لأنَّها العلومُ الجديدة 
استدارت السّككُ 
وماتت في المسابقة. 
 
 
يرفع العجزُ صوتَه على الساحة.
هي سرعةُ الوداع، 
ميزانيَّةٌ لكلِّ موت: 
الرَّصيفُ 
النَّافورةُ 
ياسمينُ المبالغة
عصافيرُ القِدَم.  
 
 
يتقشَّر الضياءُ المُنفردُ الواسع
مذ الليل معلَّقٌ على مطَّاطة بلاستيك.
لا يفنى البلاستيك، يقولون. 
لا يصطدم به سائح.
 
 
إلى حافَّة البلكونِ 
يربطون الصنوبر الآن، 
وهو
لأجل الحافَّةِ سيطير.
تحملُ المدينةُ الإضافةَ،
جِزدانَها الذي 
تتركه يتمشَّى حتّى شارع "فوش".
 
 
 
(شاعرة وكاتبة لبنانية مقيمة في كندا)
 
 
دلالات
المساهمون