إدارة ساوثهامبتون دمرت جهود ست سنوات خلال ساعات فقط!

04 اغسطس 2014
تلقت إدارة ساوثهامبتون 92 مليون يورو من بيع نجومها(Getty)
+ الخط -

يتميز نادي ساوثهامبتون الإنجليزي بتصديره لأجيال شابة من اللاعبين المُميزين، وأثبت ذلك خلال السنوات الماضية، وخصوصاً في الموسم الماضي، فقد قدم جيلاً واعداً من نجوم كرة القدم، لكن المفارقة أنه باع أفضل ثمراته خلال "الميركاتو" الصيفي وبالتالي من المتوقع أن يهبط أداء الفريق بغياب أبرز نجومه، في وقت وصل مردود هذه الصفقات إلى نحو 92 مليون يورو.

ولا يمكن إلقاء اللوم إلا على رئيس النادي والمدير التنفيذي للفريق، إذ إن بيع هؤلاء النجوم الشباب الذين تأسسوا في ساوثهامبتون يُعتبر تدميرا لسنوات من العمل والبناء، وسعرهم في السوق لا يُقدر بأكثر من خمسة ملايين يورو كحد أقصى، لكن اللافت في العملية الضخمة التي قامت بها إدارة ساوثهامبتون أنها نجحت بإتمام صفقات لم تكن في الحسبان وصلت إلى نحو 34 مليون يورو في صفقة بيع واحدة.  

كالوم شامبيرز
انتقل اللاعب الشاب كالوم شامبيرز (19 سنة) في هذا الموسم إلى أرسنال الإنجليزي مقابل سبعة ملايين يورو، لذلك يسير شامبيرز على خطى جاريث بيل وتيو والكوت وأليكس شامبيرلين الذين انتقلوا إلى أندية كبيرة في عز شبابهم، وبالتالي فإن ساوثهامبتون الإنجليزي خسر لاعب خط وسط مُتميزا يعرف كيفية صناعة الفارق على أرض الملعب.

وخلال جولة على إحصاءات لاعبي ساوثهامبتون الفنية التي ينشرها الموقع الإلكتروني الرسمي للفريق، تُظهر الأرقام أن شامبيرز لعب نحو 22 مباراة في الدوري الإنجليزي، ومرر 861 تمريرة بمعدل نجاح وصل إلى نحو 80%، في وقت يمرر في كل مباراة 39 تمريرة تقريباً، في حين أن العرضيات التي صنعها وصلت إلى نحو 87، وحصد خمس تسديدات فقط.

أدام لالانا
يُعتبر أدام لالانا من نجوم ساوثهامبتون في الموسم الماضي، وهذا ما جعله محط أنظار أبرز الأندية الإنجليزية، وخصوصاً ليفربول وصيف الدوري الذي خطفه مقابل نحو 25 مليون يورو، ومن المتوقع أن تكون هذه الصفقة ناجحة لصالح ليفربول الذي يسعى لتعزيز صفوفه بلاعبين شباب مميزين، قادرين على تحقيق لقب "البريميير ليج" هذا الموسم.

وبالنسبة للإحصاءات الفنية لأدام لالانا، هو لاعب مميز في خط الوسط، إذ لعب 38 مباراة لينجح في حصد المركز الثالث من ناحية أعلى نسبة تمرير في الفريق (1478 تمريرة)، بمعدل نجاح يصل إلى نحو 80%، في وقت يملك حساً تهديفياً لا بأس به إذ سجل تسعة أهداف، وسدد 50 تسديدة تقريباً على المرمى، وصنع أكثر من 131 كرة عرضية.

ريكي لامبرت
انتقل ريكي لامبرت هذا الموسم إلى ليفربول الإنجليزي مقابل أربعة ملايين يورو، وكانت مفاجأة عندما طلب بريندن رودجيرز انتدابه من أجل الانضمام إلى ليفربول، ويُعتبر من بين هدافي ساوثهامبتون في الموسم الماضي، ومن بين أبرز مهاجمي الدوري الإنجليزي، في وقت لفت النظر على أرض الملعب بألعابه الساحرة.

يملك لامبرت إحصاءات فنية جيدة على الصعيد الهجومي، فقد مرر نحو 1111 تمريرة على مدار 37 مباراة في الموسم الكروي، حتى أنه صنع نحو 52 كرة عرضية، في وقت سجل فيه 13 هدفاً، وهو أكثر من سدد على مرمى الخصوم بنحو 81 تسديدة من خارج منطقة الجزاء وداخلها.

ديجان لوفرين
انتقل الكرواتي ديجان لوفرين من ساوثهامبتون إلى ليفربول مقابل نحو 20 مليون يورو، وبهذه الصفقة يكون ليفربول دفع لساوثهامبتون نحو 48 مليون يورو بعد ضم لالانا ولامبرت أيضاً من الفريق نفسه، في وقت كان المدرب رودجيرز يسعى وراء إتمام صفقة لوفرين طوال الصيف من أجل ضخ دماء جديدة في دفاع "الريدز".

وخاض لوفرين مع ساوثهامبتون 31 مباراة في "البريميير ليج"، إذ وصل معدل تمريراته الناجحة إلى 82% (1626 تمريرة)، في وقت قطع 239 كرة خطيرة من أمام مرمى فريقه وسجل هدفين فقط، في وقت سدد فيه نحو 16 تسديدة على مرمى المنافسين.

لوك شاو
أصبح الإنجليزي لوك شاو من أغلى اللاعبين الشباب الذين تم بيعهم، وقد انتقل من ساوثهامبتون إلى مانشستر يونايتد مقابل 34 مليون يورو، ويأتي انتداب شاو من أجل سد الفراغ الذي تركه باتريس إيفرا المنتقل إلى يوفنتوس الإيطالي، ووقع عقده مع اليونايتد مقابل 100 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً.  

ويملك المدافع شاو معدلاً فنياً جيداً مع ساوثهامبتون الإنجليزي، فقد لعب 35 مباراة ليمرر نحو 1402 تمريرة بنسبة نجاح وصلت إلى 79%، في وقت قطع 122 كرة خطيرة على مرمى فريقه، ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مغادرة بعض اللاعبين الآخرين، الأمر الذي يُنذر بكارثة ستواجها إدارة ساوثهامبتون في الموسم الكروي الجديد.

المسؤولية تقع على عاتق الإدارة
تقع مسؤولية التخلي عن هؤلاء النجوم الذين قدموا كرة قدم جميلة في الموسم الماضي على عاتق المالك كاتارينا ليبير والمدير التنفيذي رالف كروجير، ولكن الغريب في الموضوع أن الاثنين استلما إدارة الفريق عن طريق الصدفة، فليبير تسلم ملكية ساوثهامبتون بعد وفاة والده أما كروجير فكان مدرب "هوكي".

لذلك فإن خبرة إدارة الفريق في كيفية الشراء والبيع لم تكن موفقة، إذ إنه وبغض النظر عن الصفقات المربحة التي حققتها من بيع اللاعبين خلال "الميركاتو" الصيفي، إلا أنها خسرت نجوماً صاعدين كانوا قادرين على وضع الفريق في قمة "البريميير ليج"، وكل ما تم بناؤه خلال ست سنوات دُمر في ساعات من التفاوض داخل غرفة الصفقات.

المساهمون