أوباما يعترف بفشله في الملف السوري: لا ثقة بالروس

23 سبتمبر 2016
أوباما يعترف بقصور ردّ فعله إزاء التطورات السورية(درو آنجرير/Getty)
+ الخط -
ردّ البيت الأبيض على الانتقادات حول تجنب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الحديث عن الملف السوري في المناسبات التي شارك فيها أخيراً، ومنها خطابه في الأمم المتحدة ولقاءاته على هامش مجموعة العشرين في الصين.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنّ "ابتعاد أوباما عن تناول تطورات الأزمة السورية أمام الرأي العام لا يعني عدم اهتمامه بهذه القضية بل على العكس من ذلك، فإنّ الرئيس استسلم لليأس وترك لوزير الخارجية، جون كيري، مهمة التوصل إلى اتفاق مع الروس لوقف قصف المدنيين في حلب وغيرها من المناطق السورية، بسبب عدم وجود خطة بديلة يعوّل عليها لوقف الجريمة التي ترتكب في هذه البلاد".

من جهته، أوضح الرئيس الأميركي، في مقابلة لمجلة "فانيتي فير" الأميركية، أنّ "الوضع في سورية يطارده بشكل دائم"، مؤكّداً أنّ "الأزمة السورية احتلت صدارة اهتمامات إدارته أكثر من أي قضية أخرى".

وكرّر أوباما، في المقابلة التي نشرت، أمس الخميس، رفضه الانتقادات التي تقول إنّه "كان عليه تسليح المعارضة السورية المعتدلة في الفترات الأولى من الأزمة، أو إنّه تقاعس عن توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، بعد تخطّيه الخطوط الحمراء الأميركية واستخدام الأسلحة الكيماوية عام 2013".

وأقرّ أوباما بقصور رد فعله إزاء التطورات السورية، قائلاً "أسأل نفسي، هل كان هناك شيء ما لم نفكر فيه؟ هل كان يجري أمر ما لم أبلّغ عنه؟ ربما لو كان، ونستون تشرشل، (رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية) مكاني لانتبه إليه، أو لو كنت دوايت أيزنهاور (رئيس سابق للبلاد وقائد عسكري بارز) لاكتشفته؟".

من جهتها، اعتبرت المجلة أنّ "معاناة أوباما مع المسألة السورية تبدو جليّة عندما يتحدث باسهاب عن إنجازاته في السياسة الخارجية كتطبيع العلاقات مع كوبا، الاتفاق النووي مع إيران، واتفاقية المناخ، إلاً في الموضوع السوري يختار أوباما الإشارة إلى العوائق التي تمنع الحلّ وليس إلى الخيارات المتاحة"، ناقلةً قول أوباما إنّه "كي نكون صادقين مع أنفسنا، ليس بمقدور أي قوة خارجية إجبار جماعات دينية وأثنية مختلفة على التعايش طويلاً، علينا الإقرار بطبيعة الصراع في سورية".

وبرر مساعدو الرئيس الأميركي عدم انخراطه المباشر في المفاوضات مع الروس في الشأن السوري وترك الأمر لكيري، بأنّه "أراد عدم إعطاء فرصة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، القول للعالم إنّ الولايات المتحدة تتعاون مع روسيا في سورية، خاصة أنّه على قناعة أنّ الروس لن يحترموا الاتفاق".


وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ارنست، أنّ "أوباما لم يكن يريد تضييع المصداقية الأميركية بسبب المناورات الروسية والتضحية بالمبادئ للتوافق مع موسكو".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مساعد الرئيس الأميركي للأمن القومي، بنجامين رودس، تعليقه على قصف قافلة المساعدات الإنسانية في حلب قوله إنّ "السؤال هو هل إننا ابتعدنا كلياً عن طاولة المفاوضات؟ وهل علينا القيام بمحاولات دبلوماسية واتصالات جديدة أو لا؟".