مظاهرة حاشدة في لندن تضامناً مع غزة بعد يوم من تشكيل الحكومة البريطانية

06 يوليو 2024
مظاهرة تضامنية مع غزة تجوب شوارع لندن، 6 يوليو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **مظاهرة تضامنية مع غزة في لندن:** شارك حوالي مائة ألف متظاهر في لندن مطالبين بوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل ووقف دعمها دبلوماسياً، واختتمت المظاهرة بكلمات سياسية بالقرب من داونينغ ستريت.
- **مواقف الشخصيات البارزة:** دعا السفير الفلسطيني حسام زملط وستيف نون إلى وقف تصدير الأسلحة والاعتراف بدولة فلسطين، وأكد الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة على التزام الفلسطينيين بالبقاء في وطنهم.
- **مشاركة الناشطين والنواب:** شاركت الناشطة ليان محمد والناشط ناجيل فاركتشين في الانتخابات لمواجهة حزب العمال، وطالب النائب إقبال محمد بوقف إطلاق النار والمساهمة في إعادة البناء في فلسطين.

بعد يوم واحد على تشكيل الحكومة البريطانية الجديدة بقيادة حزب العمال، خرجت في لندن مظاهرة تضامناً مع غزة ولمطالبة الحكومة البريطانية الجديدة بقيادة كير ستارمر بتبني موقف لوقف إطلاق النار. وشارك في المظاهرة قرابة مائة ألف متظاهر طالبوا بوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل ووقف دعمها دبلوماسياً. وتتجه الأنظار حالياً نحو طريقة تعامل الحكومة الجديدة مع الملف الفلسطيني والإبادة الجماعية المستمرة في غزة. 

وجابت المظاهرة شوارع المدينة، واختُتمت بكلمات سياسية في نهاية المظاهرة بالقرب من داونينغ ستريت. من جانبه، قال زعيم حزب العمّال البريطاني السابق جيرمي كوربين، وسط تصفيق وترحيب حارّ من المتظاهرين، إنه سيعمل مع النواب الجدد المستقلين. وأضاف: "على الحكومة الجديدة أن تقف وتقول: أوقفوا إطلاق النار الآن... حزب العمال عليه أن يرى أن عدد الناس الذين صوتوا له انخفض عن الانتخابات الأخيرة والسابقة بسبب الموقف من غزة. الوضع الإنساني في غزة سيّئ جداً. فهل صحيح أن تستمر على هذه الدولة التي توفر السلاح الذي يقتل الفلسطينيين. هذا سؤال أخلاقي حول الصناعة العسكرية في هذا البلد. يجب الوقوف أمام هذه المصالح ونقول إنها ليس باسمنا".

وتابع كوربين: "نقول للحكومة الجديدة: أصغوا للناس العاديين الذين يرفضون الحرب.. هنا وفي فلسطين وإسرائيل.. واسمعوا لأصوات الطلاب حول العالم. هل تريدون أن تكونوا إلى الجانب الخاطئ من التاريخ؟ أم إلى جانب الفلسطينيين الذين يناضلون لأجل الحرية؟". ومضى قائلاً: "علينا أن نعزز حراكنا الذي يتقاطع مع قضايا العدالة الاجتماعية وضد الحروب وسياسات تخريب المناخ. استمروا في النضال والتاريخ معنا مع الذين وقفوا إلى جانب المظلومين".

(العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وقال السفير الفلسطيني في لندن حسام زملط إنه "يوجد حكومة جديدة ورئيس حكومة يعد بالتغيير، فيما تستمر الحكومة الإسرائيلية في الإبادة الجماعية". وتابع: "فلسطين ليست فقط المكان الأكثر دموية للأطفال والنساء والصحافيين، بل مقبرة للنظام العالمي والقيم العالمية". وأضاف: "المملكة المتحدة لديها مسؤوليات تحت القانون الدولي، لكن الشعب البريطاني أوصل رسالته منذ اليوم الأول للحرب وأيضاً في هذه الانتخابات". وأردف زملط: "نريد تغييراً الآن، نريد تبني وقف إطلاق النار ووقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وتمويل الأونروا، ونريد الاعتراف الآن بدولة فلسطين... السلام فقط يأتي من خلال العدالة، والسلام يأتي مع حرية فلسطين".

ودعا ستيف نون، ممثل عن نقابات عمالية، كير ستارمر إلى الاعتراف بفلسطين فوراً. وأضاف: "نحن جزء من الإنسانية العالمية، ونطالب بالعدالة للشعب الفلسطيني، ونرفض العقاب الجماعي وترحيل الفلسطينيين من منازلهم. كذلك نطالب بإنهاء حصار غزة ووقف فوري غير مشروط لإطلاق النار".

وتحدث الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة في المظاهرة، قائلاً إن "الفلسطينيين خلال تسعة أشهر من الإبادة الجماعية يرفضون مغادرة وطنهم. ونؤكد التزامنا الوقوف مع الشعب الفلسطيني حتى هزيمة الصهيونية، وحتى أن يتمكن كل طفل فلسطيني من أن يعيش في فلسطين حرة من دون احتلال أو إبادة جماعية". 

شيلي أسكويث، القيادية البريطانية في تحالف "أوقفوا الحرب" قالت: "لا يهمنا من داخل البرلمان، لأننا سنكون خارجه، ولا يوجد مقعد برلماني آمن ما دام الشعب الفلسطيني غير آمن. لا يهم إن كان المحافظين أو العمال، نحن لن نذهب إلى أي مكان. حاولوا منعنا من رفع العلم الفلسطيني، لكن العلم ارتفع بشكل أعلى... سنستمر في نضالنا حتى تتحرر فلسطين". 

وأشار إسماعيل فاتال، من جمعية أصدقاء الأقصى، إلى انخفاض عدد المصوتين لحزب العمال في هذه الانتخابات، مقارنة بما حصل عليه حزب العمال خلال زعامة جيريمي كوربين بسبب غزة ومقاطعة شرائح واسعة لحزب العمال. وطالب بنشر الوثيقة التي أجرتها وزارة الخارجية تحت حكم المحافظين حول الموقف من تصدير السلاح لإسرائيل والقانون الدولي التي رفضت نشرها. كذلك طالب بالامتثال لأوامر محكمة الجنايات الدولية في حال إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين.

وتحدثت الناشطة الفلسطينية البريطانية ليان محمد التي شاركت في الانتخابات، وكادت أن تفوز على وزيرة الصحة من حزب العمال ببضع مئات من الأصوات. وقالت إنه منذ أشهر من الإبادة الجماعية في غزة "قررت اتخاذ خطوة سياسية لوقف الإبادة وترشحت للانتخابات لمواجهة حزب العمال، وأنا فخورة بالنتيجة التي حققناها، أنا فخورة بأنني فلسطينية بريطانية، وبالحراك الذي نقوم به، وهذه البداية. لن نذهب إلى أي مكان، ويجب أن نكسر نظام الحزبين، وحملتنا اعتمدت على قوة الناس. في حملتنا كانت غزة توحدنا، ولن نتوقف حتى تكون فلسطين حرة". 

كذلك شارك الناشط ناجيل فاركتشين، الذي ترشح أمام كير ستارمر وحصل على أصوات عالية في المظاهرة. وقال مخاطباً ستارمر: "لا نحب سياستك، وسنضعك أمام المحاسبة... كير ستارمر وكل من يؤيد الإبادة الجماعية لا يدعمون نظامنا الصحي والتعليمي، بل يستثمرون في صناعة السلاح الذي يذهب لإسرائيل. ويقول ستارمر إن مثاله هو نيلسون مانديلا.. دعونا نذكّر ستارمر بأن مانديلا قال إن حريتنا غير مكتملة دون حرية الشعب الفلسطيني". 

مظاهرة في لندن (العربي الجديد)

 

من جهته، طالب النائب الجديد إقبال محمد، الذي خاض الانتخابات مستقبلاً، الحكومة البريطانية بتبني وقف إطلاق النار والمساهمة في إعادة البناء في فلسطين. وأضاف: "استرجعنا ديمقراطيتنا، وأنا في خدمة الناس على مبادئ العدالة والمساواة. وأقف هنا للتضامن مع الشعب الفلسطيني وكل المصعدين حول العالم. دولتنا لديها مسؤولية لدعم السلام حول العالم، والامتثال للقوانين الدولية".

المساهمون